جماعة الدعوة والتبليغ تعقد لقاءها العام الاعتيادي بمقرها بالحي الصناعي بمدينة وجدة
من المعلوم أن ظرف جائحة كورونا عطل السير العادي للحياة الطبيعية بالنسبة لجميع شعوب المعمور، وبلدنا ككل بلدان العالم نال نصيبه من آثار هذه الجائحة حيث تعطلت فيه جميع الأنشطة المعتادة من دينية وعلمية وفكرية وثقافية وغيرها لأكثر من حولين كاملين ، ولم تعد الحياة فيه إلى سابق عهدها إلا خلال هذه السنة ، وإن كانت عبارة عن عودة حذرة لأن الوباء ما زال موجودا بين ظهرانينا صرحت بذلك الوزارة الوصية على الصحة مؤخرا محذرة من عودة أخرى لا قدر الله إلى فترة أخرى تعطل فيها أنشطة الحياة الاعتيادية .
وككل أنواع جمعيات المجتمع المدني ، توقفت جماعة التبليغ الدعوة عن ممارسة أنشطتها الدعوية الاعتيادية ، وعن عقد لقاءاتها الخاصة و العامة التي دأبت منذ عقود على عقدها بمختلف المدن المغربية ، ومنها مدينة وجدة التي تنشط فيه هذه الجماعة الدينية ذات الاهتمام الدعوي المحض ، والتي تنأى بنفسها عما يمت بصلة إلى ما له علاقة بالأنشطة السياسية . وبالأمس الجمعة ويومه السبت 24 و25 يونيو 2022 تواصلت أشغال لقائها بمقرها الكائن بالحي الصناعي بمدينة وجدة ، وقد شهد هذا اللقاء إقبالا كبيرا وحضورا مكثفا كعادة لقاءات الجماعة .
ومعلوم أن بداية هذه الجماعة الدعوية انطلق أول الأمر من شبه القارة الهندية ثم انتشرت بعد ذلك في كل أصقاع العالم .
ولمن لا يعرف أسلوب هذه الجماعة في العمل الدعوي، سنحاول إعطاء صورة موجزة ومختصر عنه اعتمدنا فيها على تصريح أحد أعضائها المشهود لهم بالعلم والاستقامة ، والخبرة في المجال الدعوي .
هذه الجماعة تلتزم في أسلوبها الدعوي مقصد الدعوة النبوية الشريفة ، وهو إحياء الدين الكامل في كل ربوع العالم إلى قيام الساعة ، لأن صاحبها عليه الصلاة والسلام بعث للناس كافة بين يدي الساعة ، وانطلاقا من هذا المقصد وتحقيقا له نشأت هذه الجماعة داعية مبلغة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتحقيق صفات هي عندها بمثابة أساس بناء حياة الإنسان المسلم ثم إكمالها بمكارم الأخلاق المنصوص عليها في ديننا الحنيف وهي كالأتي :
ـ تحقيق الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله محمد رسول الله " كما وصفها القرآن الكريم ، وهي بشقيها عبارة عن تقرير العبودية لله عز وجل ،وعن بيان تحقيقها .
ـ أداء عبادة الصلاة خضوعا وخشوعا إظهارا لهذه العبودية .
ـ تحصيل العلم الذي يوضحها.
ـ الاشتغال بالذكر الذي ينوّرها .
ـ الاهتمام بإكرام المسلمين حفاظا على عبوديتهم لله تعالى .
ـ الإخلاص في قبول هذه العبودية .
ـ الدعوة إلى العبودية لله لنشرها، وبذلك يتم شكرها .
ومعلوم أن هذه الجماعة لا تقبل هبات أوعطايا مالية من أية جهة مهما كانت بل تعتمد على ما يبذله كل فرد من أفرادها ، وهي عبارة عن مدرسة متنقلة شعارها الخروج في سبيل الله لزيارة عموم المسلمين حيثما وجدوا لنصحهم ودعوتهم إلى دين الله بالحكمة والموعظة ، وبالكلمة الطيبة، والقدوة الحسنة .
وهي في كل ذلك ملتزمة بالثوابت الدينية والوطنية للوطن ،والمتمثلة في العقيدة السنية الأشعرية ، وفي المذهب الفقهي المالكي ، وفي الطريقة الصوفية الجنيدية ، و في إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين .
ولهذه الجماعة فضل كبير على الأخذ بيد الكثير ممن جعلتهم ظروفهم الخاصة لا يفقهون جيدا معنى العبودية الحقة لله تعالى من خلال احتضانهم وإشراكهم في الخروج في سبيل الله ، ومن خلال لقاءاتها التربوية العامة والخاصة التي ربتهم وفق منهاج النبوة على إخلاص العبودية لله تعالى ، وأول دروس هذه التربية ربط صلتهم بوسيلة تحقيق عبوديتهم لله تعالى هي التزام الصلوات المكتوبة مع الجماعة في بيوت الله ، والتزام النوافل، فضلا عن العناية بكتاب الله عز وجل تلاوة وحفظا واستظهارا ، وكذا العناية بالسنة النبوية الشريفة معرفة وفقها وتأسيا ، فصاروا بفضل الله تعالى وتوفيقه وجهود هذه الجماعة الدعوية يعرفون مقصد الدعوة المحمدية ، ويمارسون العبودية الحقة لله تعالى قولا وفعلا .
وإن جماعة كهذه لجديرة بالتشجيع ، وبالثقة الكاملة في صدق مقصدها ، وفيما تقدمه لعموم المسلمين من عون ودعم روحيين بأساليب راقية مشفوعة بمحبة الخير للجميع . ولقد شهد لها علماء أفاضل بالصلاح ، ورأوا في عملها رباطا في سبيل الله قوامه الصدق في الدعوة إلى دينه اقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا نلتمس العذر من هذه الجماعة الفاضلة إن كنا قد قصرنا في التعريف بسعيها المشكور، ونسأل الله عز وجل لها التوفيق والسداد.
وسوم: العدد 986