إن تعجب فعجب عجز وزير الشباب والثقافة عن منع كلام ساقط في الحفلات مؤيدا بزميله وزير العدل
إن تعجب فعجب عجز وزير الشباب والثقافة عن منع كلام ساقط في الحفلات مؤيدا بزميله وزير العدل في حين يمنع وزيرالشأن الديني كلمة حق فوق منابر الجمعة
لقد حدثني نفسي ألا أدلي بدلوي في الحدث المؤسف الذي تسبب في غضب عارم في أوساط الشعب المغربي المسلم الغيور على قيم دينه الأخلاقية حين استخف بها محسوب على الفن ،وهو في الحقيقة يتعاطى العفن خصوصا وقد تطرق إلى الحديث عنه إخوة أفاضل، فأحسنوا القول جزاهم الله خيرا إلا أن الذي حملني على الخوض في هذا الموضوع ملاحظة عنت لي وأنا أقرأ مقالا انتقد فيه صاحبه زلة وزير العدل الذي دافع عن زلة زميله وزير الثقافة حين صرح بأنه لا يمكنه التحكم فيما يصدر من أقوال وأفعال عن المحسوبين على الفن الذين ترفع عنهم الأقلام، ولا يسالون عما يقولون أو ما يفعلون، ولا يحاسبون على ذلك ، فعنّت لي فكرة إجراء مقارنة بين موقف وزير الثقافة ووزير الشأن الديني عندنا ، فإذا كان الأول قد عبر عن عجزه عن مراقبة ما يقع فوق أركاح المسارح أو منصات الحفلات من فاحش القول ، ومتهتك الفعل ، فإن الثاني قد أظهر من الحزم والصرامة والشدة ... ما لم يعهد في وزير سابق ممن تعاقبوا على تدبير الشأن الديني في بلادنا حيث أوقف وأسكت العديد من الخطباء لمجرد قولهم كلمة حق فوق منابر الجمعة ، ومن ضمن كلمات الحق وهي كثيرة انتقاد بعض الخطباء المهرجانات الماجنة والمتهتكة التي لا تليق بسمعة بلد شرفه الله تعالى بالإسلام و بإمارة المؤمنين . وإن تعجب أيها القارىء الكريم فعجب أن يكون هذا الفرق الشاسع في اتخاذ القرار بين وزير الثقافة ووزير الشأن الديني ،وإن كان الوقوف إلى جانب الباطل على حساب الحق يجمع بينهما .
والعجب أيضا أن وزير العدل الذي يفترض فيه الوقوف إلى جانب العدل حاد عن طبيعة مهمته، فوقف إلى جانب زميله في الحزب ، وطالب ممن أنكروا عليه زلته الاعتذار له عوض أن يكون هو المعتذر وفق منطق القائل في الجاهلية :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
ولم يقف السيد الوزيرعند هذا الحد بل تجاوزه إلى الدفاع عن " الفتّان " المفحش ،والمتهتك، والمجاهر باحتساء الخمر، والعربدة ، وباعتبار وضعية وزارة السيد الوزير، فإن دفاعه عن زميله، وعن المتهتك المجاهر بالفحش يمكن التعامل معه على أساس أنه بمثابة حكم أو قضاء قضاه ، وما عليه إلا إضافته إلى ترسانة القوانين تماما كما يفعل الوزير المكلف بالشأن الديني الذي يفتي ويشرع وفق هواه فيما يتعلق بعزل الخطباء حين ينتقدون المتهتكين والمجاهرين بما لا يليق بهوية الشعب المغربي المسلم وبقيم دينه مع وجود ـ يا حسرتاه ـ مجالس علمية فيها علماء ولكنهم لا يجرؤون مع شديد الأسف والحسرة على مراجعته فيما يفعل بالخطباء وكأنهم أقنان في ضيعته ، وليسوا حراس العقيدة وحماة الدين ،ولسان حال هؤلاء السادة العلماء قول الشاعر الذي تملق حاكما فوصفه بما لا يليق إلا بذي العزة والجلال :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهّار
والأشد أسفا وحسرة أن يكون ما يفعله وزير الشأن الديني بالخطباء والوعاظ من بنات أفكار بعض السادة العلماء أو بإيعاز وتحريض منهم
ولا شك أن وزير العدل يقر وزير الشأن الديني على ما يفعل بالخطباء ، وأنه يطالب من الذين ينتقدونه بتقديم الاعتذار له كما فعل مع زميله في الحزب لأنه تجمعه معه أيضا زمالة التوزير، وإن لم يكن من حزبه وشيعته، وذلك لما يجمعهما من تنكب سبل الحق ، واتباع سبل الغي من خلال التشجيع عليه وتشجيع من يتعاطونه.
وفي الأخير نختم بالقول إن تعجب أيها القارىء الكريم فعجب أن يدافع وزراؤنا عن الانحراف، ويوطدون له الأكناف ولمن يتعاطونه جهارا نهارا دون وخز من ضمير مقابل إدانة الاستقامة والتضييق على من يدعون إليه ونحن من أوصلتهم أصواتنا إلى مراكز صنع القرار، إذا ما صحت نزاهة الاقتراع ، ولم تشبها الشوائب.
وسوم: العدد 1001