يا دبيس يا نحيس!!!
نعم التاريخ يعيد نفسه ، لاسيما و نحن نتحدث عن تاريخ الأمة الإسلامية
اراد الرافضة بقيادة دبيس بن صدقة المستولي على مدينة الحلًة في العراق السيطرة على مدينة حلب سنة 518 هـ
ليجعلوها قاعدة رافضية كبرى لهم في بلاد الشام .
فسارت قطعانهم إلى الشام و طلبوا من الروم و الصليبيين أن يساعدوهم في الاستيلاء على حلب و يصبحوا عملاء لهم بها و اتفقوا فيما بينهم :
-المال و الأنفس للصليبيين ...
و أرض حلب للرافضة ..!!!!
فانضم إلى الشيعة الرافضة
"بلدوين" ملك بيت المقدس و "جوسلين" أمير الرها و حاصروا حلب حصاراً شديداً .
و قطع التحالف الرافضي الصليبي أشجار الفاكهة في بساتين حلب الواقعة خارج الأسوار حتى قرية الأتارب و قنسرين و أعزاز و السفيرة و الباب و أحرقوا المحاصيل الزراعية في كل القرى التي تحيط بمدينة حلب ... و نبشوا قبور الموتى و سحبوا جثمان ميّتٍ مسلم و هم يصرخون يا مسلمون :
هذا نبيكم "محمد"!!!! و ربطوا مصحفاً بذيل حصان و الحصان يتغوط عليه و يقولون هذا كتابكم المقدس يا مسلمون و الرافضة و زعيمهم "دبيس" ينظرون إليهم و يشاركونهم الضحك و السخرية ...
و قاومهم الحلبيون بقوة و صبر شديد ، و طال الحصار بأهل حلب ، و قل طعامهم و زادهم و أرزاقهم و وقعت فيهم المجاعة و المرض ، فكان يمر المار فيجد المرضى في كل الشوارع و الأزقة و الأسواق و الجوامع و المساجد ، فإذا قارب الفرنج و العسكر لسور البلد لتدميره و للقتال و نادى الصائح للنفير قام المرضى مع شدة جوعهم و مرضهم و قاتلوا أشد قتال و ردوا العدو على أعقابه مخذولاً ...
و مع هذا كان اهالي حلب يومياً يصعدون أسوار المدينة و يقصفون و يرمون الرافضة و الصليبين بالحجارة و النبال و السهام .... و الأطفال و الصبية الصغار يقرعون بطبول صغيرة و ينشدون و يصيحون :
يا دبيــــــــــس يا نحيــــــــــس
[ أناشيد كثيرة تداولها الحلبيون و خاصة الأطفال تسخر من الباطنيين و خياناتهم]
و قد كانت متداولة حتى عهد قريب كما يخبرنا كبار السن :
مطلعها "يا دبيس يا نحيس" أو أنشودة ( الدين المخبى حقه صرماية) ووو .....]
و لما اشتد الحصار استنجد أهل حلب بأهل الموصل فهب جيش الموصل بقيادة "آقسنقر البرسقي" لنجدة حلب فسار مسرعاً إلى بلاد الشام .
و حين اقترب جيش الموصل من حلب أدرك "دبيس النحيس" و حلفاؤه الصليبيون أن لا قدرة لهم بمواجهة أبطال الموصل في ميدان مكشوف ففروا هاربين ...!
الصلييبيون إلى مغتصباتهم
و "دبيس النحيس" إلى الحلة التي أنشأها والده على عقيدة الرفض الإثنى عشرية فأصبحت منذ ذلك الحين من أكثر مدن العراق تعصباً لهذه العقيدة الباطلة !!!!!!!!
أما البطل "آقسنقر البرسقي" فعاد بعد هذه النجدة العظيمة إلى الموصل و لم يلبث إلا سنتين حتى اغتاله الباطنيون الروافض الإسماعيليون و هو يؤدي صلاة الفجر في جامع الموصل سنة 520 هـ
(تقبله الله شهيداً مكرماً عنده)
و أما الخائن "دبيس النحيس" فقد تم قتله بعد أن اشتراه أهل حلب من ملك دمشق بمئة ألف دينار و أعدموه في حلب .....
و قد استطاع ملك دمشق أن يأسر الخائن الرافضي و هو يعبر بالقرب من دمشق في طريقه إلى القدس نحو الصليبين.
أ.هـ
-------------------------
*المصادر :
_بغية الطلب في تاريخ حلب
_زبدة الحلب في تاريخ حلب
_تاريخ حلب لابن العديم
_السير و التاريخ و تراجم الأعلام
_الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية
_ذكر محاسن ديار بني ربيعة و ديار بكر
وسوم: العدد 1006