ذكرى ٨٩ لتأسيس (ح.ش.ع) يوم مجيد في تاريخ شعبنا العراقي ونضاله ضد الإستعمار الأمريكي البريطاني والإيراني
ذكرى ٨٩ لتأسيس (ح.ش.ع) يوم مجيد في تاريخ شعبنا العراقي ونضاله ضد الإستعمار الأمريكي البريطاني والإيراني والفتن الطائفية والأثنية ليكن يوماً لتحرير العراق
يا أبناء شعبنا العراقي الجريح الصامد
أيتها الرفيقات والرفاق
يا أحرار أمنتنا العربية
تاسعة وثمانون عاماً مرت على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، حزب العمال والفلاحين والكادحين والشباب وشغيلة الفكر… حزب الوثبات والاستقلال... والدفاع عن طموحات الشعب العراقي بوطن حر ديمقراطي علماني حقيقي .. وشعب سعيد
ومن روح التأسيس الخالدة ولدت جذور السنديانة الحمراء التي أزهرت ورداً متجدداً روتها دماء الشهداء وتضحيات المناضلين على أمتداد تاسعة وثمانون عاماً روتها مسيرة كفاح ضد القمع وشتى أشكال التعذيب والخطف والأغتيالات والملاحقات والأعتقالات داخل سجون أنظمة الإستبداد، وضد المشروع الصهيوني في فلسطين .
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق في مواجهته حثالات عملاء منظومة التدميرية الإرهابية اللصوصية الفاسدة، ومقاومته للرؤوس الأفاعي الأمريكي الأنجلوسكسوني الصهيوني الغاشم وهيمنته العالمية الدولارية والأفعى الشر الإيراني وعملائها الأشرار في منطقة الغبراء الذين يحتمون بالسفارة الأمريكية ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن نهب الشامل لثروات الوطن، والصراع بين أقطاب العملية السياسية المخابراتية وصلت حد تكليف العميل محمد شياع السوداني، بخدعة "مكافحة الفساد" في (العراق الجديد)، ورغم الأزمة المعيشية المأساوية التي تطحن ملايين العراقيين، يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم، وجميع القوى الوطنية المناهضة للعملية السياسية الأستعمارية ونظامها المحاصصة المقيت في البلاد بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
أقترن النضال الوطني للحزب، المتمثل بمقاومة الإستعمار البريطاني من أجل الاستقلال التام، بنضاله ضد الإقطاع والإستغلال الطبقي.. وساهم في تأسيس النقابات العمالية، ودافع وما يزال عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وحقوق المرأة العراقية،وقف الحزب مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.
اليوم، ونحن نستعد لأحتفال بذكرى التاسعة والثمانون، نرى أن خطي الهيمنة ومواجهتها لم ينتهيا بعد. لقد تكفلت رؤوس الأفاعي الأمريكي الأنجلوسكسوني الصهيوني وهيمنته العالمية الدولارية بتعميق مأزق العالم وتثبيت قضايا الإرتهان والبؤس والبلطجة والهيمنة والسيطرة.. وجعلها أمراً مستداماً. لقد وقعت الشعوب في مأزق التكوين المتكرر وإعادة تدوير القضايا بحيث تضمن استمرارية الفقر والبطش والصراعات والتبعية والهيمنة. لقد ضاعت أحلام البشر بين منطق الفالت وسلوك المتفلّت، فتكاثرت الحروب وتنوعت أشكالها، فتنقلت من القتل بالقنابل إلى القتل بالحصار والتجويع والعقوبات والإخضاع ثم بالغزو والإحتلال. لم تعد هناك حدود لسلطة رأس المال المتوحش الذي حكم العالم بمنطقه، فازدادت معه الفروق الطبقية وتنوعت أشكال التحكم. فعالم اليوم مكلوم ببؤس القيم وإنهيارها، ولن يقوى على المواجهة من دون خيارات واضحة ومشاريع سياسية نقيضة ومنحازة إلى ضحايا الرأسمالية المتوحشة. فحالة الإستباحة، التي خلقتها انهيارات التسعينيات من القرن العشرين، جعلت المنتصر يعتقد بأبدية انتصاره واستدامة مشروعه، وهذا ما حاول فرضه من خلال صوغ العالم وفق مصالحه وتوجهاته، ما أشعر فقراء العالم بذلك اليُتم حين استفردت بهم الإمبريالية الأمريكية الفاشية والإمبريالية الأوروبية والصهيونية الغربية، أطاحت الحدود كاسرة حواجز البلدان وفارضة سلوكيات منحازة، جاعلة من نفسها الأفق الوحيد المتبقي أمام البشرية. هو ذلك العالم الذي يمشي اليوم على رأسه بعكس منطق التاريخ وأبجديات الإنسانية المتهالكة قيمها، فالشعوب في مهب الجوع والفقر والنهب والإستبداد وثقافة الإباحية، مسيطر عليها من منظومة رأس المال المتوحش المدعومة بأساطيلها وطائراتها وحروبها وعقوباتها، ودول قيد التكوين بنخب لا تعرف إلّا تسليم الأمر لصاحب الأمر المعروف السلوك والعنوان. وعليه، فإن قضية التحرر الوطني، سواء أكانت من رأسمالية متحكمة أو تبعية أو هيمنة، يجب أن تكون أساساً في منطلقات النضال القائمة على كسر ذلك البؤس المتأتي من نتائج أعمالهم، ولأن التحرير الوطني والنضال والمواجهة، مع أي احتلال أو نقيض طبقي أو اجتماعي، هي قضايا لا تحتمل الحلول الوسط فيها وهي لا تقبل التأويل أو المناورة.
منذ دخول الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي إلى القطبية الأحادية، فالبشرية لم تنعم بالعيش السعيد في الفردوس الغربي، الذي سوق له فوكوياما، وأنه لم يستطيع أن يسكت أصوات أساطيلها وطائراتها وحروبها وجرائمها الوحشية، ولم يقض على الجوع والفقر، ولم يحقق العدالة والمساواة. تأتي إجتياح روسيا الأتحادية لأوكرانيا، لتنهي عملياً التفرد الآحادي الذي جعل أمريكا التي تفوق قذارتها ووحشيتها عن النازية تفعل ما تريد لما يناهز عقدين من الزمن بإستخدام أشكال الإرهاب العسكري والضغط والعقوبات الاقتصادية والتشويه الدعائي، جنباً إلى جنب مع دول أوروبية تذيلت للشرطي الأمريكي، وأنتشت بآمال إبقاء العالم تحت هيمنة "الحضارة الغربية “. لتضع خطاب فوكوياما حول نهاية التاريخ في مأزق جديد وصعب، معرية الغرب أمام العالم.حيث أكد الرئيس بوتين "إن الغرب عبارة عن إمبرطورية من الأكاذيب والقيم الثقافية الغربية التي يرى فيها بلاء هذا العصر”.
والسبب أن الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي ومخططاتها العدوانية لم تتوقف فهي تعيش على إشعال الفتن والحروب واستمرار معأناة الشعوب، فسعت إعلامياً مع حلفائها في أوروبا العجوز بتنمر الرئيس بوتين ولذلك خططت وشجعت ودعمت الحكم النازي الجديد في أوكرانيا، لخلق حالة توتر ومن ثم إشعال الحرب بينهما وإظهار روسيا الأتحادية دولة مستبدة تسعى للتوسع وإبتلاع أوروبا، قامت أمريكا ودول الأوروبية التي تدور في فلكها بضخ الأسلحة والمعدات القتالية لأوكرانيا وتدفق النازيين الأوروبيين الراغبين بالانضمام لما يسمى إصطلاحاً " فيلق الأجانب".
ظاهراً أن الحرب التي تدور رحاها الآن هي بين روسيا وأوكرانيا ولكن فعلياً أن روسيا الأتحادية تخوض حرباً شرسة ضد الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي ومخططاتها العدوانية ودول الغرب تذيلت للشرطي الأمريكي وحلف الناتو العدواني!!، فلطالما أمريكا عودت العالم بأن هناك من يخوض الحرب نيابة عنها !
لم يعد سراً للبشرية جمعاء لما تضمره أمريكا من شر ومن سوء للعالم أجمع!، بعد أن وضعت يدها في أوكرانيا على قرابة (٣٠ معملاً بايولوجياً لتصنيع أنواع الفايروسات والبكتريا لشتى الأمراض أرعبت البشرية مثل (الجمرة الخبيثة، وفلاونزا الطيور، وفلاونزا الخنازير، ومرض جنون البقر، ومعها أيضاً فيروس الكورونا!)، وأكدت الوثائق التي تم العثور عليها في تلك المختبرات بأنها تدار وتمول من قبل الإمبريالية الأمريكية وهي تفوق قذارتها ووحشيتها عن النازية !وهذا ما كشفت عنه نائبة وزير الخارجية الأمريكي (فكتوريا نولاند) التي أعترفت في مؤتمر صحفي من خشيتها من وقوع تلك المختبرات بيد روسيا ! ومن هنا لنتصور مدى خطورة حكومة النازيين الجدد في أوكرانيا التي تحركها وتقف خلفها الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي ودول الأوروبية التي تدور في فلكها والصهيونية العالمية ضد روسيا! وبقدر ما شكل وقوع تلك المختبرات الجرثومية والبايولوجية من صدمة ومفاجأة للعالم أجمع! ولكن ذلك ليس بجديد على الإمبريالية الأمريكية وهي تفوق قذارتها ووحشيتها عن النازية وما تضمره من شر وسوء من أجل السيطرة على العالم وإخضاعه لسيطرتها وقوتها بكل الوسائل !. ورغم البروباغاندا الإعلامية التي تشنها أمريكا وأوروبا وحلف الناتو العدواني ضد روسيا والصين والمليئة بالأكاذيب وقلب الحقائق وتزييفها ومحاولة أثارة الراي العام العالمي، ويكفي عاراً وخزياً أمام العالم ما فعلتها الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي وحليفتها الخبيثة الإمبريالية البريطانية قائدة الحروب والحصار والإرهاب وماكنتهما الإعلامية الرخيصة المليئة بالأكاذيب وقلب الحقائق ضد العراق منذ ١٩٩٠- ٢٠٠٣ ولغاية اليوم .
أننا لسنا هنا في وارد الدفاع عن روسيا وتأييد إجتياحها لأوكرانيا رغم التبريرات الأمنية المنطقية التي ساقتها في إجتياحها الواسع لهذا البلد وما تلاه من ردود الأفعال الأوروبية والأمريكية على تلك المشاهد وحجم التباكي المبالغ فيه على الضحايا الأبرياء المهجرين من بلادهم والتي أماطت اللثام عن مدى عهر المنظومة الدولية التي تكيل بمكاييل عدة وتميز على أساس من العرق واللون والدين والمستوى الطبقي، وهنا تعرت أوروبا ومعها الإمبريالية الأمريكية وهي تفوق قذارتهما ووحشيتهما عن النازية وتجلت بشكل فاضح منظومة القيم والأخلاق وزيف شعاراتهم المنادية بالعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية من خلال تعاملهم المريب مع الأزمة الأوكرانية .
متناسين عن عمد وإصرار مأساة الشعب العربي الفلسطيني منذ وعد بلفور مروراً بالنكبة العظمى والنكسة والإحتلال والإستيطان والتهويد الذي ما زال يعيش تفاصيله المميتة من حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الكبير والممنهج إلى مختلف جرائم الحرب والقمع والسجن والتعذيب التي يسقطها الإحتلال الصهيوني كل يوم على شعبنا المثخن بالجراح والاّهات ونزيف الدم المستمر على مرأى ومسمع العالم الصامت الذي لا يحرك ساكناً إزاء أبشع إحتلال عرفته الإنسانية. ومنها على سبيل المثال لا الحصر وليس بعيداً ما فعلته الجيوش الأمريكية – البريطانية والصليبية الغازية في العراق وحجم الدمار والتخريب الذي أطاح بحضارة هذا البلد العربي العريق، إضافة لملايين الشهداء والقتلى والمعوقين ضحايا الجرائم الأمريكية والبريطانية وجوقة العملاء والجواسيس المرافقين لهم القابعين في المنطقة الغبراء الذين يحتمون بالسفارة الأمريكية ، وكذلك ملايين المهجرين بسبب الغزو الرهيب من العراق وليبيا و..الذين سقط منهم العديد إما غرقاً أو جوعاً وبرداً وإما بفعل رصاص حرس الحدود وخفر السواحل على أطراف أوروبا الذين نراهم اليوم يتباكون على الأوكرانيين الفارين من الحرب؟ فالسياق العام اليوم في الغرب هو التشهير بروسيا وشيطنتها في أوكرانيا، وهذا يتطلب تغيير القواعد السياسية والأخلاقية وكل شيء. وبالتالي فإن هنالك دولاً وشعوباً وأمماً مسموحاً أن يسخر الغرب كل التكنولوجيا ووسائل الإعلام ضدهم، لكن لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تنطبق القياسات نفسها على الغرب.أما التصريحات الأمريكية والأوروبية حول دعوى أن روسيا خرقت قواعد القانون الدولي، وتقوض سيادة دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة، وهو ما يبدو سخيفاً ومنافقاً، أن واشنطن آخر من يسوغ لها الحديث بحرف عن المبادئ والقوانين وجرائم الحروب، فليس أسوأ من أمريكا وبريطانيا مثالاً في شناعة الحروب، التي شنتها على الدول والشعوب، بل ان أمريكا ذاتها كدولة، نشأت على مذابح القتل والإجتثاث، وقامت على أنقاض وجماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر، وخاضت أكثر من تسعين حرب عدوان، بدءاً من الإستيلاء بالقوة على أراضي دول الجوار واغتصاب ولايات تكساس وكاليفورنيا ونيوميكسيكو وفلوريدا من جارتها المكسيك.
وقد شهد العالم كيف أن إرادة الإمبريالية الأمريكية قائدة الحروب والحصار والإرهاب العالمي وحدها لم تنصاع لإرادة كل المجتمع الدولي، وعندما ما مارست العدوان ضد العراق كانت تتبجح أنها تمثل إرادة المجتمع الدولي، هذا يعني مقولة أنا العالم، أنا قوة النووية والحروب والعقوبات والإرهاب، مجرم الحرب جورج بوش الصغير يقول "أن الرب بعثني لأحارب الشيطان”.هذا التناقض حولها داخل الخطاب السياسي الأمريكي إلى حالة "تبشيرية" يقودها اليمين المسيحي الصهيوني محتكر للحق ولأساليب ممارسته وطريق فرضه مستنداً على منطق مصلحة القوة وبالطبع فنحن لسنا أمام "محاكم تفتيش" لكننا نواجه إيديولوجيا متطرفة عنصرية بثوب إنساني السلام العالمي وحقوق الإنسان بعد أن تباهي طويلاً المفكرون الليبراليون بسقوط الإيديولوجية. ثم بعد ذلك يحدثونك عن ضمان واشنطن لحقوق الإنسان والديمقراطية وحريات الأوطان، والدم يسيل من أفواههم على منابر الأمم المتحدة ومجلس أمنها عديم المعنى.
لقد فقأ الإجتياح الروسي لأوكرانيا دمامل عنصرية الغرب المريضة، وأظهر حضارته المزعومة على حقيقتها عارية بشعة ، كما كانت دائماً .أننا أحرار الشعب العراقي وأحرار أمتنا العربية أجمع لن نقبل منهم دروساً في الأخلاقيات وحقوق الإنسان والديمقراطية بعد اليوم ؟!
يا أبناء شعبنا العراقي الجريح الصامد
أيتها الرفيقات والرفاق
يا أحرار أمتنا العربية .. يا أحرار العالم
فتسود الديكتاتورية داخل الحزب والخيانة الوطنية العظمى ويفقد الحزب تعبيره عن جماهيره ويتحول إلى أداة طيعة بيد زمرة لديها أهداف ودوافع تخدم مشاريع رؤوس الأفاعي الأمريكي الأنجلوسكسوني الصهيوني وهيمنته العالمية الدولارية. لقد انتهت أصالة (ح.ش.ع) هناك نتيجة هيمنة متلازمة الأكراد ثم نظام حافظ الأسيد وإبنه الوريث ونظام الظلامي الحاكم في إيران ثم راهنوا على رؤوس الأفاعي الأمريكي الأنجلوسكسوني الصهيوني : حتى لو كانوا غزاة محتلين، ويتقدمون صفوف التآمر، وزينوا الإحتلال ب (تحرير العراق) : نكاية بالوطن والشعب منذ عام ١٩٨٣ بل غرسوا الخنجر الأنكو الصهيوالأمريكي والعجمي الإيراني في ظهر العراق، ووصل الجنوح حد تقسيم الوطن، وهذا ما دفعنا نحن في حزبنا الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي إلى تعرية هؤلاء جواسيس وخونة الذين أندسوا في صفوفنا إن يتمادوا في أنحرافاتهم ، وأن يكشفوا الأوراق المخفية التي يحرصوا على عدم الكشف عنها إلا بعد ان يصفي كل القادة والكوادر المتمسكين بهوية الحزب الشيوعي الوطنية والطبقية، لإيماننا بقضية وطننا وشعبنا، وعندها لم يتبق للحزب من دور يذكر في الحياة الوطنية، وتحول إلى مجرد هيكل منفي، ليتحول إلى أداة بخدمة للمصالح الشخصية وخدمة للمصالح ثلاثي الشر الأعظم إيران ومستوطنة إسرائيل وأمريكا، مهزوم تاريخياً، ليبدأ من وقتها عصر التغني بالماضي، وبضخامة التضحيات المهدورة، لم ينقذه من الموت الكلي مثله مثل غيره من حثالات عملاء الذين تستروا باسم المعارضة اللاعراقية واللاوطنية بالأمس والحاكمة اليوم، غير دخول النظام السابق للكويت عام ١٩٩٠، والغزو الأمريكي البريطاني الصهيوني والظلامي الشر الإيراني مما جعل إبقاء (ح. ش.ع) اسمه لأفتة فقط للتستر على خيانات بشعة للخونة لما وصل إليه (ح. ش. ع) وتجر العراق والأمة العربية كلها إلى الكوارث والدمار، فإن الظلم الواقع على الرفاق الوطنيين الأصلاء لن يبقى مقتصراً عليهم بل هو ظلم شمل كل الحزب ولن ينجو منه أحد مهما كان وأكبر دليل على ذلك تعرض فيها الرفاق القادة والكوادر لعقاب جماعي بدون تحقيق أو تقديم أدلة كما حصل قبل ما يسمى المؤتمر الرابع السيء الصيت والمحتوى وبعده، فالمسألة لم تعد قرارات خاطئة بل هي خطة مدبرة مسبقاً لتصفية كوادر الحزب وقادته الأصلاء المعروفين للقواعد عامة، وبتكريس هذا الظلم يصبح مقدمة حتمية لإغتيال الحزب عبر نسف أهم مبادئه وأهدافه وهو تحقيق العدالة للجماهير، والخطوة الصحيحة لإنقاذ الحزب من الإنحراف واليمين الإنتهازي والتآمر والخيانة الوطنية العظمى هي إزالة مصدر السرطان، وتحملنا نحن كل الخسائر من أجل أن يبقى الحزب محافظاً على هويته وأصالته الوطنية والطبقية ومنع تزويرهما، وبدون ذلك فإننا ساهمنا بقبول بأنتشار السرطان في الجسم كله وموت الحزب، وتنفيذ دقيق لمخطط تصفية الحزب الشيوعي من داخله، ويتحول إلى أداة تخريب وخيانة الوطنية العظمى، وهذه هي نهاية الحزب ما لم ينتفض الرفاق الوطنيين لإنقاذه بعملية كبرى مخططة حتى لو كانت تتضمن خطوات جراحية، وهو ما قام به الحزب الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي بعد أن أنتفض كوادر وقواعد الحزب منذ عام ١٩٨٣ من أجل تحقيق العدالة لها برفع الظلم عنها، فإنها تصل إلى قناعة راسخة بإن الحزب لن يحقق العدالة للجماهير الشعب وللدفاع عن الوطن، وهذا هو الدرس الأعظم من تجربة ممارسة الظلم والخيانة الوطنية داخل الحزب وعدم منعه، بل هو تدمير للمنظومة الإخلاقية فيه وبالتالي إنهاء للضمير، وبفقدان الحزب لقاعدته الجماهيرية تبدأ رحلة زواله لأنه فقد أهم مصادر قوته وهي الجماهير، فتنهار الفاعلية والتأثير، وذلك الوضع هو تدمير الحزب من داخله وخارجه بصورته الوطنية والطبقية، وهي خطة رسمية كردية إيرانية صهيونية ودخلت على الخط الإمبريالية الأمريكية والبريطانية تنفذ منذ عام ١٩٩٠ تمهيداً لغزو العراق، ومن أجل تصدي للمشروع التآمر والخيانة الوطنية تم إنعقاد كونفرس حزبي عام ١٩٩١ ليعلن ميلاد حركة تصحيح مسار الحزب ليقود حركة النضال الوطني التحريري.
اليوم، ونحن نستعد لأحتفال بذكرى التاسعة والثمانون وذكرى٣٢ عاماً لأنطلاق ميلاد حزبنا الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي الذي أخذ على عاتقه تصحيح مسار (ح. ش. ع) إستناداً من الحكمة العربية التي تؤكد إلى أن الملح وهو المادة التي تحمي الغذاء من التلف بمرور الأيام ولكن بأي شيء تصلح الملح أذا فسد؟ هذه الحكمة تنطبق على حالة (ح . ش. ع) المرحلة الأولى، منذ خط أب التحريفي عام ١٩٦٤ ولغاية ما يسمى ب (المؤتمر الرابع) المنعقد في الجبل عام ١٩٨٥ السيء الصيت في شكله ومضمونه، فككوا حزبنا الشيوعي وفق مشروع الإمبريالية الأمريكية وهي تفوق قذارتها ووحشيتها عن النازية والصهيونية والغربية والظلامية الإيرانية وتحت شعارات وهمية وكاذبة ومنها "الديمقراطية والتجديد والعلنية"، وتم طرد كل من يمكن أن يقف عثرة بوجه الإنقلاب الكردي الإنفصالي، وعلى لسان عزيز محمد "جاء نصفنا ليصفي النصف الآخر " في المؤتمر الرابع؟ ولنرجع بعشرة رفاق للعراق. من هنا كان (مؤتمر الرابع) عبارة عن مهزلة وخيانة وطنية، أبعدت الوطنيين وجيء بصبية لا يجيدون ألف باء السياسة، وبيادق في يد العميل حميد مجيد موسى وخليفته رائد جاهد فهمي وجلاوزته الخائنة العميلة الفاسدة، ليس هذا فقط، بل سلمت قيادة الحزب لجواسيس وخونة، ليكون مستعداً ومشاركاً فعالاً في أجندة اليوم المتمثل في سطوة الإمبراطورية الأمريكية القائمة على الإحتلال والاستحواذ على خيرات الشعوب، واتسمت هذه المرحلة الكارثية بنهج تحريفي، تصفوي خياني لحزبنا ورافق هذا النهج الخطير الفشل الذريع لجميع التحالفات السياسية السابقة، وتحالف ما يسمى بجود وجوقد وتحالفات الفاشلة مع الأقطاعية الكردية المتصهينة ودككين الدينية المشبوهة، التي لعبت دوراً قذراً في تدمير واحتلال العراق وثم تحالفوا مع جواسيس أياد علاوي ومع زائر مستوطنة إسرائيل الدائم مثال الألوسي وغيره وأخيراً مع التيار الصدري تحت ما يسمى (سائرون). أن ما حدث في المؤتمر الرابع هو خرق النظام الداخلي للحزب، وشبيهة بمجزرة قاعة المكتب السياسي التي قام بها الحزب الاشتراكي في عدن وهي أكبر عمليات التصفية في التاريخ صبيحة يوم ١٣ كانون الثاني ١٩٨٦، والسؤال المنطقي يطرح لماذا لم تتم محاسبة من قمع وقتل وطرد الرفاق وتشهير بهم؟ من المسؤول عن تقديم العشرة المبشرين والعشرة المعصومين؟! لماذا لم تتم محاسبة العميل حميد مجيد موسى بلقائه بمنظمة أيباك الماسونية واللقاء بالخارجية الأميركية؟ والدليل على ذلك هو ما شاهده وأكده الكردي محمود عثمان هناك. ولماذا لم تتم محاسبة عراب التحالف مع السائرون ؟ ولمذا لم تتم محاسبة من سرق مالية الحزب للمدة المذكورة منذ عام ١٩٨٠؟، كما هو معروف للجميع، (فخري كريم ولي زنكنة) لأنه صديق حميم لعزيز محمد وللعميلين البرزاني والطلباني وهو المؤثر اليوم على سياسة ونهج زمرة دكان اللاالشيوعي البريمري وصاحب جريدة المدى ودار النشر.أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ ما يسمى ب (المؤتمر الخامس) السيء الصيت في شكله ومضمونه، لعام١٩٩٣ والمؤتمرات الأخرى ، وهذا النهج الخياني الذي قاده زمرة دكان حميد مجيد موسى قد أبتعدت أكثر فأكثر وبشكل كامل عن نهج الرواد الأوائل وأتبعت نهجاً خيانياً وطنياً قذراً ومن هنا ظهر الخطر الحقيقي اليوم على حزبنا الشيوعي العراقي ودوره في المجتمع العراقي بل الأنكى من ذلك أصبح ذيلاً لآخر ممثلاً ما يسمى بدكان "اللاالشيوعي الكردي" الذي أنشطر عن الحزب الأم بقرار داخلي مشبوه وإنفصالي الجوهر، ولم تكن مشكلته ومهماته تتعلق بقضايا وطنية وطبقية وبلد يقسم بين أمراء الحرب والمليشيات من زاخو إلى الفاو وتنهب ثرواته وتداس سيادته واستقلاله الوطني من قبل أمريكا والدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران! إن الشيوعيين الأكراد أنفصلوا عن (ح.ش.ع)، وأسسوا دكان اللاالشيوعي الكردي، ما يؤشر إلى ذلك أن الإنتماء الإثني أصبح أقوى من الطبقي والسياسي والهوية العراقية، وقد رسخت قرارات ممثل الإحتلال الأميركي بريمر لفكرة تغييب الدولة الوطنية الحديثة في العراق؛ لمصلحة نمط الدويلات الطائفية والإثنية والعشائرية، وبدلاً من أن تقوم بتنظيم علاقة الدولة بالمواطن على أساس مبدأ المواطنة، يجري تنظيمها على أساس طائفي أو ديني أو عرقي أو عشائري، ما يعني تكريساً لحالة الدويلات على حساب الدولة الوطنية .
ولعل أغرب متاهات الحزب الشيوعي العراقي إنقسامه إلى دكانين، دكان زمرة حميد ودكان كردي عنصري، في ظاهرة غريبة لم نشهدها في أي بلد آخر، وكاننا نعيش في بلدين وليس في بلد واحد أسمه العراق، وكأنهم هم بذلك بمهدون لتقسيم العراق. فالمعروف أن الأحزاب الشيوعية تقوم على أساس الدول وليس على أساس القوميات، فالدول ذات القوميات المتعددة كالصين مثلاً لا يوجد فيها سوى حزب صيني واحد يضم في صفوفه جميع القوميات والأثنيات. فوجود دكانين "شيوعين" بدعة جديدة ومتاهة جديدة من متاهات دكان زمرة حميد مجيد موسى وخليفته رائد جاهد فهمي العميلة الفاسدة.
وخلاصة القول أن تراكم أخطاء قيادات الحزب الشيوعي العراقي عبر تاريخه الطويل، قد أدت إلى ضموره وتلاشيه وتحويله من حزب جماهيري كان يوماً يعتد به، إلى زمرة دكان حميد وفهمي،هو دكان صغير هامشي يكاد لا يعرفه الكثير من أبناء الجيل العراقي الجديد. وكانت أنتفاضة الرفاق الوطنيين لإنقاذه على يد الحزب الشيوعي العراقي-الإتجاه الوطني الديمقراطي الذي عبر عن صورة الحية لتصحيح مسار الحزب، ومايزال، على سبيل تحقيق هويته الوطنية وتحرير العراق من جميع أشكال الإحتلالات .
لقد كان للأكراد، في (ح.ش.ع)، وجوداً ظاهراً وبارزاً، لا سيما في قيادته وتركيبته التنظيمية، حيث كانت لهم الأكثرية في "للجنة المركزية" ومكتبها السياسي وسكرتاريتها، منذ عام١٩٦٣، وحتى إنعقاد المؤتمرين الرابع والخامس السيء الصيت عـام ١٩٨٥-١٩٩٣ حيث جرت مساومة غير شريفة، بين عـزيز محمد؛ وحميد مجيد موسى، لتبادل الأدوار بعد أن انشق الحزب الشيوعي إلى حزبين، (واحد تابع هجين والآخر كردي عنصري هجين)، وأظهرت المواقف التالية للشيوعيين الأكراد أن الطائفية والنزعات القومية غلبت تفكيرهم الباطن؛ برغم إدعاءات الأممية، وإن جذور هذه الأخطاء والخيانة الوطنية العظمى تعود إلى نوعية التكوين الفكري والسياسي والثقافي للمتنفذين في الحزب باعتبارهم جزء من ثقافة شعب تم تزييف وعيه وبث الفتنة بين مكوناته. وفي أكثر من موقف بدت الإثنية والنزعة القومية والرغبة في إنشاء دويلة كردية مسيطرة على عقلية دكان اللاالشيوعي الكردي، الذي أنفصل عن حزبه الأم (ح.ش.ع)، بل وأقر قادة الحزب بذلك، هذا الإقرار السياسي والفكري يحمـل القادة مسؤولية تاريخية كبيرة في هذا الإنجرار وراء العصابات الكردية الإنفصالية المتصهينة، ويبدو أن “العامل القومي" المبطن في عقلية أو خلفية قيادات “الحزب الشيوعي العراقي”، ذات الأصول الكردية، كان أكبر وأقوى من دافع ثقافته الوطنية والأممية، ولكن الأمثال العراقية تقول: “العِـرق دسـاس”.
ونضيف إلى ذلك ظاهرة تعريض الشيوعيين المعارضين لنهج القيادة للتعذيب والقتل في سجون خاصة تم بناؤها في الجبل، ونتناول هذه الظاهرة الخطيرة بالأسماء حيث أستشهد رفيقنا تحت التعذيب جابر عبد الله (منتصر) وتعرض للتعذيب (الشيوعي) سامي حركات (ستار غانم) الذي استشهد لأحقاً من أجل أن ترهب الشيوعي الوطني وتذله وتجعله طوع إرادتها لتنفيذ خيانتها الوطنية العظمى بحق العراق وشعبه الأبي، ويعتبر الرفيق أمين (أحمد الناصري) أحد الشهود الأحياء الذين يواصلون نضالهم لفضح هذه الممارسات الإجرامية وهو يطالب كما يطالب حزبنا الشيوعي العراقي -الاتجاه الوطني الديمقراطي بكشف المجرمين المعروفين والذين يحظون بدعم القيادة السابقة التي تتستر على أفعالهم، وبالتالي فهي مسؤولة أيضاً بعد سطو زمرة دكان حميد مجيد موسى البياتي وخليفته رائد جاهد فهمي وجلاوزته الخائنة العميلة الفاسدة وانتحلت اسم الحزب الشيوعي العراقي، التي إلتزمت الصمت ولم تدن هذه المرحلة وترد الإعتبار للرفاق الشهداء فالسكوت دليل التواطؤ والخيانة. فبقوا إذلاء في حضن العصابات الكردية الإنفصالية بحيث أنهم ما كانوا قادرين على إصدار بيان إدانة، لمجزرة رهيبة ارتكبتها جماعة العميل المزدوج المقبور الطالباني بحق الشيوعيين في "بشتآشان” في ذكراها الثامنة والعشرين لهذه المجزرة، وكتب الرفيق الشاعر الكبير الوطني الراحل سعدي يوسف آنذاك: "جلال الطالباني إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ". فهل ننتظر من زمرة دكان حميد مجيد موسى البياتي وخليفته رائد جاهد فهمي وجلاوزته التجديد والنقد والإصلاح والعدل والأخلاق والدفاع عن الوطن والحرص على المصلحة العامة وهي التي فرطت بعمد وإصرار بكل تلك القيم النبيلة؟ سنرى الجواب في سياق ذلك أن ما يواجهه (ح. ش.ع)،هو أخطر مؤامرة لتصفيته من داخله وباسمه بعد فشل التصفية القمعية من خارجه طوال فترة أواخر السبعينيات من القرن العشرين، وهذا الواقع يفرض على كل شيوعي وطني مخلص لحزبه ووطنه وشعبه أن يبحث عن الحقيقة وأن يتجرد من العواطف أو المصالح الضيقة من أجل أن يرى الحقيقة كاملة، لأنه بها يستطيع إختيار الموقف المبدئي الصلب لإنقاذ الوطن المحتل والشعب المضطهد ومن الدمار والقتل والفساد والمخدرات، سنرى الجواب في سياق ذلك كاشفاً جلي الدلالات حول تحول زمرة دكان حميد مجيد موسى وخليفته رائد جاهد فهمي وجلاوزته الخائنة العميلة الفاسدة التي أنتحلت أسم الحزب الشيوعي العراقي إلى دكان سياسي يميني انتهازي عميل فاسد،على يقين من أنه صار أشبه ببضاعة تعرض في مزاد ثم ليصبح دكاناً من دكاكين النظام الرجعي الطائفي العرقي الذي جاء به الإحتلال الأنكو الصهيو الأمريكي والنظام الشر والفتن الإيراني، وشارك بممثلين رسمين في كافة الهيئات التي شكلها حاكم الإحتلال بول بريمر من مجلس المحكومين (الحكم) على الحصة الشيعية إلى لجنة كتابة الدستور المكوناتي، الذي صاغة الصهيوني ناحوم فيلدمان، ويحترف عروض توظيف خدماته وبيعها. إضافة إلى ذلك كونه ولايزال حصان طروادة للعصابات الاقطاعية الكردية الإنفصالية وبعد أن أصبح لها ذيلها ممثلاً بالدكان اللاالشيوعي الكردي. بل لابد هنا أن نسلط الضوء أكثر على العميلين موسى وفهمي إنخرطا في نشاط تآمري ضد العراق لصالح العصابات الأقطاعية الكردية الإنفصالية، ومن بين تلك الأنشطة بعد أن زرع الأكراد المادة ١٤٠ تتيح للأكراد الاستحواذ على الثروات النفطية في هذه المدن (كركوك بشكل رئيسي وأجزاء من الموصل وديالى وصلاح الدين)، وتشكيل لجنة ما يسمى تطبيق المادة١٤٠. وإختيار حميد مجيد موسى عن عمد وتصميم مسبق رئيساً للجنة كي يقوم بهذه المهمة، وإذا علمنا أن الذيلية والتبعية وصلت بالدكان اللاالشيوعي البريمري لكن الغريب والمستهجن هو وضع هذه المادة في الدستور المهزلة التي تعني تكريس وشرعنة جرائم التطهير العرقي ضد أبناء البلد الواحد، والمثير للعجب أننا لم نسمع في تاريخ الشعوب ما يسمى (المناطق المتنازع عليها) داخل الوطن الواحد، وبعد فشل اللجنة الأولى وسرقت مخصصات المالية صرفيات نثرية للجنة التي قدرت بعشرات ملايين الدولارات، ثم بعدها تم تشكيل لجنة ثانية بنفس العنوان والمهمات وتم تعيين خليفته رائد جاهد فهمي لتنفيذ المهمة لكن اللجنة أيضاً فشلت وكذلك سرقت مخصصاتها المالية، وأحبطت المؤامرة وبقيت كركوك مدينة حرة عراقية .
هذان المتآمرين على الدولة العراقية والشعب العراقي موسى وفهمي سيكتب عنهما التاريخ كانا عبارة عن بيادق شطرنج تحركهما العصابات الكردية ضد وطنهما العراق، وهذا ليس جديداً على زمرة دكان اللاالشيوعي البريمري، مؤخراً مارس زمرة دكان موسى وفهمي إدمانهم على التآمر على إنتفاضة تشرين وركبوا الموجة، ثم باعوا الإنتفاضة في زمن حكومة الطائفي العميل المزدوج نوري كامل أبو المحاسن إلى إيران عن طريق مقتدى الصدر الذي أوكلت له إيران إنهاء ذلك الحراك وكان زمرة دكان موسى وفهمي أول المهرولين وحصدوا على أثرها مقاعد برلمان العار والنهب والتآمر وبعض المناصب، وفي ثورة تشرين لعب دوراً قذراً حين رفضوا شكلاً وموضوعاً، وشكّكوا بمراميها والقائمين بها، معاد لها، وحاولوا تطويقها بطرائق شتى بالتنسيق مع أشرار النظام الطائفي العرقي في المنطقة الغبراء، ولاسيما غلاتهم في السلطة، وبمؤازرة من نظام الظلامي العجمي الإيراني، إلى تفخيخ الأنتفاضة بعناصر وجماعات وشعارات ترمي إلى التفرقة والشرذمة والأحتراب. نؤكد اليوم يختلط الحابل بالنابل والمدني المشبوه والمدافع عن الإحتلال الأنكو الصهيو الأميركي والعجم الإيراني ويشترك مع مرتزقة القلم ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين والمدنيين واللبراليين ويروجون للجهات التي يعملون فيها ولأجلها من منظمات ومراكز أبحاث ومعاهد صحافة وإعلام دولية مشبوهة التمويل والأهداف، بالشيوعي الوطني المخلص من منظمات حزبنا الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي المدافع عن شعبنا العراقي وثورته الباسلة والمشارك بها من أجل إنهاء معاناته وتحرير بلاد الرافدين من كافة أشكال الإحتلالات وإسقاط حكم المحتل القابع في المنطقة الغبراء .
زمرة دكان حميد مجيد موسى وخليفته رائد جاهد فهمي الخائنة العميلة، وهم أنفسهم عبارة عن مؤامرة داخلية تنهش في جسد الوطن. ألهذا الحد هان الوطن؟! ألهذا الحد رخصت الدماء التي أريقت على ترابه لمشاركة زمرة دكان حميد مجيد موسى وخليفته رائد جاهد فهمي الخائنة العميلة؟! كنا نعلم أن مدمني الكراسي والعمالة سيحيكون به الغدر، وهذا ديدن قديم نعرفه منذ فجر الإنسانية.
بالأمس واليوم فضح خط العمالة داخل زمرة دكان موسى وخليفته فهمي، والذي ظل يمارس التضليل على شرفاء الشيوعيين طوال عقود من الزمن. لقد قدم الدليل قاطعاً بأن من يقف خلف هذه الخيانة، ماهو إلا امتداد حقيقي للمؤتمر الرابع المزيف والمؤتمرات الأخرى تاريخ العمالة والخيانة .
نطمئن كل المواطنين والشيوعيين الشرفاء بأننا ومعنا الشعب وكل الشرفاء، لن نسمح لهم بإفساد أمن العراقيين، ولا بتمرير خدمتهم الرخيصة للغزاة الأجانب، ونتعهد كمواطنين قبل أي شيء آخر بسحق كل خياناتهم لتضحيات الشعب ودماء شهدائه الكرام ومؤامراتهم الدنيئة على هذا الوطن.
يا أبناء شعبنا العراقي الجريح الصامد
أيتها الرفيقات والرفاق
يا أحرار أمتنا العربية .. يا أحرار العالم
أوقعوا العراق في انهيار سياسي اقتصادي ومالي لم يشهد العالم مثيلاً له في أي بلد من البلدان. نهبتم المال العام والأملاك العامة، وسطوتم على أموال ومعها تبخرت القوة الشرائية للأجور والمداخيل مع الانهيار المريع لقيمة
العملة الوطنية. حرمتم العراقيين من أبسط حقوقهم الإنسانية من المياه النظيفة والكهرباء والنقل العام والتعليم النوعي المجاني والسكن اللائق ومن سائر نظم التأمينات الاجتماعية والخدمات العامة. لقد جعلتم من العراق بلداً يستحيل العيش فيه، ملايين من عائلات العراق وكوادره المهنية الشابة هاجرته، أما فقراؤه المعدمون الذين مارستم بحقهم أبشع ألوان وأشكال الأذلال بلقمة عيشهم وبفرصة العمل وحبة الدواء وقسط المدرسة وفاتورة المستشفى وجرعة من مياه الشرب النظيفة . ما كان كل ذلك ليحصل لولا أم الجرائم التي ارتكبتموها بالإستقواء بالمحتل الغاشم وما زلتم وهي حامية للنظام السياسي الطائفي والفتن والحروب الأهلية والتدخلات الخارجية التي تمنع العراق من التطور والتقدم. فأنتم تتمسكون بنظام سقط في القضية الاقتصادية الاجتماعية وساقط في القضية الوطنية من حيث هي قضية تحرر من الإستعمار وأدواته الإقليمية، ومن حيث هي أيضاً تصد للكيان الصهيوني والإيراني وطموحاتهم التوسعية، ما تنكر هذا النظام لهذه القضية في ملف الهوية والإنتماء والعروبة والتحرر من التبعية، تحمون نظاماً لم ينتج في تاريخه سوى دولة المزارع الطائفية والمذهبية، دولة المحاصصة والفساد والزبائنية ، دولة العائلات، اعتدتم إستخدام الطائفيه والعرقية أداة وظيفية للافقار والتهجير والاستتباع وتمزيق النسيج الإجتماعي لشعبنا وتحويله إلى طوائف متعايشة ساعة تريدون استغلال جماهيرها، وتعبئونها على أن تكون متصادمة متقاتلة، وساعة تعجزون عن تحقيق مطالبها وطموحاتها. وآخرها في انتفاضة ثورة تشرين الباسلة التي مزقت "الغشاء" الطائفي العرقي الذي حجب الرؤية الحقيقية لدى الجماهير الشعبية، تتوحدون جميعاً قمعاً واحتواء ترغيباً وترهيباً وتصادماً لمنع هذه الجماهير من الانفكاك والتفلت من استتباعها لكم، ويتهافت أوصياء المحتل ويسرعون لإنقاذ نظامهم المتهالك بعد فشل وكلائهم في حماية مصالحهم، فتتحلقون من حولهم في سفاراتهم على مشهدية علاقة الوصي بالوكيل ودوماً لحماية النظام.
هكذا يجري تكريس بين حثالات طغمة السلطة العميلة الفاسدة التي تصادر "الدولة" وتتعاطى معها كمزرعة، وتحول النظام عملياً إلى نظام فدرالي ومذهبي يتولى بشكل دوري توزيع الحصص وبناء التوافقات بين أطرافه، تحت بدعة "الديمقراطية التوافقية" بين "المذاهب الكبرى"، وهو مفهوم يضرب مفهوم الديمقراطية والمواطنة من جهة، ويرسي من جهة أخرى "الإطار الدستوري" للفدرالية والتقسيم والهيمنة. وهذا ما نشهده اليوم من دخول طغمة عملاء المحتل في أزمة سياسية هي أزمة الهيمنة الطائفية- العرقية التي تتقاطع عبرها كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والوطنية، محولة الصراع إلى حالة من الفوضى المتنقلة : فكل الأتفاقات والتسويات التي بنيت على رمال الطائفية – العرقية المتحركة لم تنفع ولن تنفع في إنقاذ نظامكم المنهار، فماذا فعلتم؟ لقد شكلتم منذ الاحتلال ولغاية اليوم عدة حكومات لم تتركوا صيغة طائفية -عرقية إلا وطبقتموها وجعلتم من العراق وشعبه حقلاً للتجارب لفشلكم بأدارة الدولة ولكل الطامعين من كل حدب وصوب ماذا كانت النتيجة سوى وصول البلد إلى قعر الإنهيار، لا يمكن أن يكون هو الحل والأنقاذ، فالأنقاذ يبدأ من الداخل بهدف بناء البديل الوطني الديمقراطي الحقيقي، من أجل تحرير العراقيين من قبضة هذه السلطة الطائفية العرقية الزبائنية العميلة الفاسدة المتحالفة مع بنوك وهيمنته العالمية الدولارية، التي كلما بقيت في السلطة كلما أنتقل البلد من أزمة إلى أزمة أشد وأخطر مما سبقها، داعين الشعب العراقي إلى أن يمسك قضيته بنفسه ويتحرك بشكل منظم دفاعاً عن حقوقه المشروعة في بناء دولة وطنية علمانية ديمقراطية حقيقية، دولة للعدالة الاجتماعية ، ونحن معه، منه وله في تحركنا لترجمة هذا المشروع الوطني السياسي الذي يقدم نفسه بديلاً عن مشروع المنظومة الحاكمة التي نصبها المحتل الغاشم، ويتولى مسؤولية قيادة الصراع معها، وخلق موازين قوى جديدة تفرض حضور القضية التي من أجلها أنتفض العراقيون في ثورة تشرين الباسلة، بدء من مواجهة ورفض كل الصيغ والتسويات الطائفية العرقية التي تسعى طغمة السلطة العميلة الفاسدة اليوم للتوافق عليها بهدف إعادة إنتاج نظامها السياسي ودويلاتِها وتبعياتِها المختلفة التي لا هدف لها منها سوى إعادة ترسيخِ تحكمها بجماهيرِ العراق وإفقارها لإبقائِها تحت سيطرتِها.
فلا خيار أمامنا جميعاً الا المزيد من المواجهة وتنظيم الصفوف وتحمل المسؤولية وأطلاق فعل مقاومة شعبية واسعة للإسقاط النظام السياسي الطائفي والأنتقال بالعراق من دولة المحاصصة الطائفية العرقية وصيغتها المنهارة، إلى الدولة الوطنية العلمانية الديمقراطية الحقيقية .
ونحن نعيش عهد الفساد والأستبداد في ظل نظام المحاصصة الطائفية القومية والحزبية اليوم من أن رماح الحكومة الأحتلال تهوي بنا إلى الهاوية فعلاً وقولاً . فالعراق اليوم مستعمرة لقوى دولية وإقليمية عدة، علاوة على كونه مستعمرة لأحزاب تتعامل مع شعبه وكأنهم عبيد والعراق كأقطاعية. ولأنقاذ بلدنا العراق العظيم من الخرب والقتل ونهب ثرواته علينا أن نجعل الصيحة قريبة وعالية وهادرة، لتعيد لشعبنا بهاءه وثباته وأنتفاضاته التي كللها بإنتفاضة تشرين الباسلة.
على طريق قيام حركة تحرر وطني عراقية بقيادة يسارية لإنجاز مهامها في التحرير والتغيير الديمقراطي، ومن خلاله قيام حركة تحرر وطني عربية بقيادة يسارية لإنجاز مهامها في التحرير والتغيير الديمقراطي، تولد من رحم مقاومة عربية شاملة، لتصويب الهدف نحو فلسطين، كقضية مركزية - محورية في الصراع العربي- الصهيوني مع ما يتطلب ذلك من تقديم كل الدعم لمقاومة الشعب الفلسطيني في نضاله اليومي ضد المحتل الصهيوني، وفي تعزيز وحدتة الوطنية عبر ترجمة وثيقة الجزائر لضمان حقوق الشعب الفلسطيني كاملة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
أن النظام السياسي القائم طائفي ١٠٠ %، القائم على تدمير الهوية الوطنية، أمام هذا الخراب الشامل لم تعد شعارات المظلومية المذهبية – العرقية تجدي نفعاً لكل من يرفعها من دكاكين السلطة والتي تسمي نفسها بأحزاب التي تاجر بها الطغمة العميلة طيلة العقود الماضية، لقد ارتكبت الطغمة الأشرار التي تحكم العراق بعد العام ٢٠٠٣ ولغاية اليوم جرائم بشعة بحق جميع العراقيين دون استثناء، وحرمت المواطنين من أبسط حقوقهم، أن الدم العراقي والكرامة العراقية لا يمكن أن تظل ساكتة وهي تداس بالنعال الإيرانية والأمريكية.
ونحاسبهم على كل ما أرتكبته من خيانة وطنية وجرائم القتل ونهب لثروات الشعب ولم تزل، وسنمضي سنمضي لإنقاذ بلدنا بلاد الرافدين العظيم واستعادة استقراره ومكانته في المنطقة والعالم.
يحتفي العراقيون اليوم بالذكرى التاسعة والثمانون لتأسس حزب الشيوعي العراقي، ومرور ذكرى٣٢ عاماً الذي عبر عن صورة الحية لتصحيح مسار الحزب، وما يزال، على سبيل تحقيق هويته الوطنية والطبقية وتحرير العراق من جميع أشكال الإحتلالات .
لم يكن الإعلان عن ميلاد الشيوعي العراقي- الاتجاه الوطني الديمقراطي ليشكل رقماً مضافاً إلى كم الحركات الشيوعية التي كانت تمور بها الساحة السياسية العراقية التي ليس لها قاعدة جماهيرية، بل كان التعبير الوطني الصادق عن التطلعات السامية لطبقة الكادحين والفقراء وشغيلة اليد بمستقبل أفضل للشعب تتحقق فيه مقومات الرفاهية والعدالة.
منذ عام ١٩٨٣-١٩٩١ ولغاية اليوم، كانت تجربة الحزب الشيوعي – الإتجاه الوطني الديمقراطي تجربة غنية حافلة بالنضالات ومن ذلك دور مناضلي الحزب في مقارعة حثالات عملاء وجواسيس الذين تستروا بأسم المعارضة اللاعراقية واللاوطنية العميلة بالأمس والحاكمة اليوم ورفضه لإستقواء بالمحتلين إلا أن الحلقات التآمرية تصاعدت لتصل ذروتها في غزو العراق واحتلاله عام ٢٠٠٣ وبذلك أثبت حزب الشيوعي العراقي - الاتجاه الوطني الديمقراطي من جديد ليس شعاراً نظرياً مجرداً، بل حقيقة راسخة وفعلاً نضالياً يومياً.
وأكدت هذه المرحلة ان احتلال العراق كان الجسر الذي شيده الإحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني الصليبي والعجمي الإيراني لفرض التطبيع مع العدو الصهيوني على العرب وكذلك تحول العراق إلى بوابة تنفذ من خلالها كل الفتن الطائفية العرقية وعوامل التخريب والإرهاب لذا فإن مهمة تحرير العراق من الإحتلال الإيراني والتخلص من كل آثار مرحلة الغزو الإجرامي الأمريكي البريطاني الصهيوني، هي مهمة تقع على كل عراقي مخلص وهو السبيل الذي لا بديل له لحماية أمن القومي العراقي والمنطقة العربية واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامة نسيجها الاجتماعي ودعم قضية الفلسطينية في إقامة دولته الوطنية على ترابه .
كوننا في الحزب الشيوعي العراقي عارضنا النظام السابق بشرف بعد حملته القمعية الظالمة ضدنا التي بدأت عام ١٩٧٧ ولكننا رفضنا في الوقت ذاته التفريط بالثوابت الوطنية الأساسية وقفنا مع وطننا وشعبنا أيضاً بشرف في الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق في الثمانينيات وثم عام١٩٩١- ٢٠٠٣ وقفنا مع وطننا وشعبنا أيضاً بشرف وتصدينا لجوقة الجواسيس والعملاء والخونة أيضاً بشرف منذ عام ١٩٨٣ التي رهنت عملها ونشاطها بيد الدول الأجنبية الإستعمارية الهادفة لإشعال الحرب الأهلية وتقسيم البلاد وتنفيذ المجازر الدموية والبعيدة كل البعد عن مصالح العراق وشعبه ورفضنا الإستقواء بالإحتلال وإبقاء الحصار الظالم على العراق المحكوم براً وجواً وبحراً في الوقت كان جميع جواسيس وعملاء وخونة ومرتزقة الذين تستروا باسم المعارضة بكل ألوانها ومشارفها، المولعين بالتلذذ لوجع الشعب العراقي اعتبرت الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي عاملاً سياسياً في مقارعة نظام السابق.هكذا تتعامل حثالات جواسيس وعملاء وخونة الذين تستروا باسم المعارضة بالأمس وحاكمة اليوم مع قضية الحصار الاقتصادي تماماً كالصياد الذي يريد أن يجفف البحر من أجل إصطياد سمكة .
وكما يبدو فإن زمرة دكان اللاالشيوعي البريمري بالرغم من أنه كان على الدوام مشاركاً في التآمر والإستقواء بالحروب ضد العراق ودولته وشعبه منذ الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين لعب يوماً بعد آخر دور الخادم لمصالح وكالة الإستخبارات المركزية، (سي. آي. إيه)، "الموساد" و(البنتاغون). وكان ميدانه هو إبداء الحجج من أجل إظهار الحرب العدوانية الإستعمارية بمظهر تحرير الشعب.
بل الأسوأ من ذلك أن زمرة دكان موسى البياتي وخليفته فهمي وجلاوزته الخائنة لا تملك مشروعاً سياسياً وطنياً ولا يتألف من كفاءات في أي صعيد من صعد الدولة، فجلاوزته الذين سبق لهم أن تسلموا مناصب وزارية في ظل الإحتلال الغاشم لم يكشف أي واحد منهم عن موهبة في التفكير والإبداع والأداء والنزاهة وإدارة الأعمال بل كانوا مجرد حراس تابعين للجنة كرور. لذلك، فحين يدعو زمرة دكان موسى - فهمي الخائنة إلى تطهير أحزاب سلطة المحتل من الفاسدين لا بد من أن يواجه أولئك الخصوم دعوته تلك بقدر لأفت من السخرية. فأبسط ما يمكن أن يقال له "طهر بيتك أولاً من الجواسيس والعملاء والأنتهازيين والفاسدين ومن ثم نصب نفسك ملكاً للنزاهة”.
ونحن في ذكرى تأسيس حزبنا، تمر علينا هذه الأيام الذكرى العشرون لأحتلال العراق من قبل الإمبريالية الأمريكية والبريطانية التي تفوق قذارتهما ووحشيتهما عن النازية، وقد هيأت الإمبريالية الأمريكية بسلسلة من الأكاذيب الأجواء لبدء حربها على العراق، حين وقف وزير خارجيتها كولن باول في مجلس الأمن الدولي حاملاً أنبوبة صغيرة على أنها جزء من برنامج كيمياوي يقوم العراق بتطويره! وما أن أنتهت الحرب العدوانية وليومنا هذا لم تستطع الإمبريالية الأمريكية ومعها حلفائها الذيليين من تقديم أدلة على أمتلاك العراق لأسلحة نووية وبايولوجية وكيمياوية! أن الإمبريالتين المارقتين الأمريكية والبريطانية بدق آخر مسمار في نعش الأمم المتحدة، عندما غزوا العراق دون وجه حق وغير القانوني القائم على الكذب سوابق جيوسياسية يتردد صداها حتى يومنا هذا بل أقاموا بعد احتلاله نظام احتكاري قمعي إستبدادي عدواني حينما مكنتا ثلل من المجرمين القتلة سياسي الصدفة ومن معهم ومهدت الطريق لهم لتصفية خصومهم وشن الصراعات الداخلية والخارجية، وإقحام العراق في دوامة المآسي والكوارث الإنسانية الكبرى، بالتخادم مع نظام الشر والفتن في طهران أسسوا في الواقع حقبة جديدة سوداء في تاريخ العراق، حفلت وما تزال بالكثير من الإجرام الأميركي البريطاني الفارسي .
غزت القوات الأميركية العراق في أذار/ مارس ٢٠٠٣، وكان الهدف المعلَن هو تدمير العراق وإبادة شعبه واليوم يعتبر غزو العراق من قبل الكثيرين أكثر أخطاء وجرائم السياسة الأميركية كارثيةً في الذاكرة الحديثة، ولم يعد بإمكان أي كان أن ينكر الكوارث والمآسي الحاصلة بسبب تلك السياسات الإجرامية، أو حتى يقلل من حجم تداعياتها وإرهاصاتها الآنية والمستقبلية.
بعد عقدين من الزمن يتكرس الإجماع على أن ذلك الاحتلال المشؤوم فتح أبواب جهنم على المنطقة العربية بل وعلى العالم كله. وهناك إجماع أيضاً على أن الاحتلال بني على كذب وتدليس ورغبة مبيتة أمريكية بريطانية صهيونية إيرانية في تدمير العراق وزرع الفوضى في المنطقة بلا أدنى مراعاة للقوانين الدولية وللأمم المتحدة ودورها. أسلحة الدمار الشامل وشبهات الإرهاب كانت مجرد شماعات سرعان ما فقدت جدواها حتى لدى الذين لوحوا بها في التمهيد لاحتلال العراق.
ولما يقارب عقدين من تاريخ الغزو وتدمير مؤسسات الدولة، ومحو التراث الثقافي والذاكرة، وإحراق المكتبات، ونهب المتاحف والمواقع القديمة، وسهلوا له مهامه في تدمير العِراق وأغتيال علمائه، ونهب ثرواته، بينما أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان ممارسة يومية لا تستثني أحداً لم يستطع عملاء العراق، من الذين جاؤوا على ظهر الدبابة الأمريكية وبالعربة الإيرانية، واليوم ها هو البديل، نظام سياسي يقوم على الفساد والمحاصصة الطائفية والحزبية، والقمع والقتل وسرقة المال العام، لقد شاهد أبناء شعبنا آلة الموت والإرهاب، قتلوا الشابات والشباب، نهبوا البلد وكرسوا الفساد والمخدرات والدعارة، وفاقموا الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، اليوم، يعاني أربعة من كل عشرة عراقيين من صعوبات شراء الحاجات الغذائية،حسب مؤسسة غالوب ، لا تزال البطالة الجماعية مرتفعة، في مشهد حكم محاصصتي مكبل بمنطق الطغمة المقيتة، لم يجنِ منه العراقيون سوى الظلم والحيف والبؤس الاجتماعي. ومثل هذه الفوضى أعاقت حركة مؤسسات الدولة وتنظيماتها باعتبارها حالة مرضية سياسية ومجتمعية متواصلة.
أمريكا وبريطانيا بفعلتهما الشنيعة في العراق وتدخلهما الإجرامي في هذا البلد خارج أطر القانون الدولي، أيقظت العالم على حقيقة زيف القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعيهما. وهل هناك من يتوقع أن ما يسمى العالم المتحضر سيخجل من هول الجريمة؟.
قادة أمريكا وبريطانيا والدول الغربية الأخرى أرتكبوا كل صنوف جرائم الحرب والإبادة التي حددها القانون الدولي في العراق. وكل هذه الجرائم موثقة في مئات التقارير الدولية بما في ذلك تقارير هذه الدول الغربية نفسها ومنها تقرير شيلكوت البريطاني الشهير.
وكل التقارير الدولية أجمعت على أن قادة أمريكا والغرب الذين شاركوا في غزو واحتلال العراق هم مجرمو حرب وإبادة الجماعية للشعب ويجب إن يحاكموا أمام محاكم دولية.
من المصادفة أن الذكرى العشرين لاحتلال العراق تزامنت مع صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لأعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة تهريب أطفال أوكرانيين إلى روسيا. وهي سياسية وباطلة ولا قيمة لها. لماذا لم تصدر المحكمة الجنائية أمراً بتوقيف هؤلاء المجرمين من أمثال جورج بوش وتوني بلير وكل مسئولي البلدين الذين أرتكبوا هذه الجرائم؟ ولماذا عن أطفال العراق ؟ ولماذا عن ضحايا سجن أبو غريب؟ ماذا عن جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها يومياً طغمة الحاكم في المنطقة الغبراء الذين يحتمون بالسفارة الأمريكية بحق الشعب العراقي يومياً على مرأى ومسمع من العالم كله؟ ماذا عن أطفال فلسطين؟ ماذا عن جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها يومياً مسئولو الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني يومياً على مرأى ومسمع من العالم كله؟
الكارثة التي يواجهها العالم اليوم أن الغرب يعتبر نفسه فوق القانون الدولي وخارج القانون الدولي. الغرب يعتبر أنه ليس من حق أحد في العالم أن يحاسبه .
لكي لا تبقى ذكرى احتلال العراق مجرد حدث يذكر مرة في السنة، وحتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى في بلد آخر وبحق شعب آخر، يجب على العالم الأنتقال من مرحلة الأدبيات والبكائيات إلى مرحلة الردع. والردع يتحقق بجلب مجرمي الحرب جورج بوش الإبن وتوني بلير وعصابتيهما وعملاء العراقيين الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية وبالعربة الفارسية الإيرانية سهلوا له مهامه في تدمير العِراق إلى المحكمة الجنائية الدولية. يجب محاكمتهم والقصاص منهم ولو بأثر رجعي.جريمتهم مستمرة وتداعياتها الصحية والسياسية والبيئية والإستراتيجية أسوأ اليوم مثلها مثل الغزو العراق في حد ذاته. تبعات جريمة هاتين العصابتين تتراكم وتزداد تعقيداً وهذا يكفي للمطالبة بمحاكمة كل من له يد في ما حدث.
من لا يزالون على قيد الحياة يجب محاكمتهم في لاهاي مثلما حوكم قادة يوغسلافيا السابقة بتهم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. ومن فارقوا الحياة يمكن محاكمتهم بأثر رجعي حتى وهم في قبورهم، مثل وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رمسفيلد ووزير الخارجية كولن بأول.
صحيح أن المحاكمة بأثر رجعي لن تؤذيهم في شيء وهم في العالم الآخر، لكن يكفي أنها ستكون عاراً ولعنة من التاريخ، وتلك في بعض الأحيان أسوأ من المحاكمات الحضورية في صيغها التقليدية.
كيف ذلك؟ عندما تتوفر الإرادة ويحضر الصدق والحرص على العدالة وإنصاف الضحايا يصبح الباقي سهلاً. الأمر في يد الحكومات ومكونات المجتمع الثوري ودعاة السلام وأنصار العدالة في الضفتين. إذا التقى هؤلاء وأتفقوا لن يكون هناك مستحيل.
كما إننا في ذكرى تأسيس حزبنا ندعو أحرار شعبنا العربي وأحرار العالم والمنظمات الدولية الحرة إلى دعم نضال شعب العراق ضد الإحتلال الأنكو الصهيو الأمريكي الإيراني، والتصدي لكل محاولات تبيض صفحة العصابة المجرمة القتلة المتحكمة بالعراق، وأن يضعوا أياديهم مع مناضلي حزبنا الشيوعي العراقي ومع كل الفعاليات الوطنية العراقية المناهضة للعملية السياسية المخابراتية ونظامها المحاصصي البغيض .
إننا في الحزب الشيوعي العراقي، بمناسبة أحتفالنا بالذكرى التاسعة والثمانون لتأسيس الحزب وذكرى ٣٢ لتصحيح مساره، نجدد العهد لوطننا، ولشعبنا، بأننا سنناضل إلى جانب جميع الشرفاء في العراق من أجل وطن حر ديمقراطي علماني حقيقي.. وشعب سعيد.
ألف تحية لكم أيتها الرفيقات والرفاق المستمرون في النضال على هذا الدرب حتى تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الرواد الأوائل، عهداً ووفاء لمن سقطوا على درب الشهادة .
عاشت الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي والمجد والخلود للشهداء الأبرار.
عاشت الذكرى٣٢ لتصحيح مسار (ح.ش.ع) .
لتتظافر الجهود وتلاحم من أجل تحقيق شعار المنشود إسقاط حكم المحتل وتحرير العراق من كافة أشكال الإحتلالات الأمريكية ، الصهيونية، الإيرانية ، وكنس كل العملاء والمرتزقة من أرض الرافدين.
المجد لشعبنا في معركته للخلاص من براثن العمالة والفساد والجريمة والفقر والجهل والتخلف والأمية
العراق لن يركع.. وسيقاوم المحتلين الأمريكيين والصهاينة والفارسية الإيرانية العدوانية وأذنابهم وحلفاءهم .. وراية الأشتراكية لن تنكس في سمائها.
المجد والخلود لشهداء الحزب والوطن!
المجد لشهداء ثورة تشرين الباسلة
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي
٣١ـ٣–٢٠٢٣
بغداد المحتلة
وسوم: العدد 1025