ستبقى الارض محور نضالنا، وحماية هويتها بمقاومة شاملة ووحدة راسخة وشراكة وطنية حقيقية
الجبهة الديمقراطية في لبنان في الذكرى السنوية (47) ليوم الارض الفلسطينية:
ستبقى الارض محور نضالنا، وحماية هويتها بمقاومة شاملة ووحدة راسخة وشراكة وطنية حقيقية
بدأ الشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين فعالياته الوطنية لاحياء الذكرى السنوية الـ 47 ليوم الأرض الخالد، عندما وقفت الجماهير الفلسطينية في 30 آذار من عام 1976 مدافعة، بلحمها الحي وبايمان لا يتزعزع، عن حقها التاريخي بأرضها في الجليل والنقب وفي مختلف المدن والقرى الفلسطينية، متصدية للمخطط الصهيوني التهويدي لأرضها.
اليوم وبعد مرور اكثر من أربعة عقود ونصف، فان هذا المشروع حقق اختراقات كبيرة لجهة المساحات الواسعة التي تم الاستيلاء عليها ومصادرتها لأغراض الاستيطان والتي تضاعفت عشرات المرات. وجاء "قانون القومية اليهودية في اسرائيل عام 2018" ليفضح حقيقة المشروع الصهيوني باعتباره مشروعا استيطانيا احلاليا لا امكانية للحوار معه او الاقترب منه.. لذلك، فان حماية الارض وصيانة هويتها الفلسطينية العربية تكون بمقاومة شاملة للاحتلال والاستيطان ووحدة راسخة وشراكة وطنية حقيقية.
عقود مرت وما زالت الارض محور نضال شعبنا ومحور الصراع مع المشروع الصهيوني الذي انطلق من فكرة السيطرة على الارض، وهيأ كل الظروف على مستوى كافة تجمعات اليهود في العالم وعلى مستوى القوى الاستعمارية لإحكام السيطرة عليها تحت اساطير وخرافات تاريخية ومزاعم دينية تختصرها نظرية "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض". لكن لم يكن الآباء المؤسسون لهذا المشروع يتوقعون ان مشروعهم الاستعماري الاجلائي سيواجه ما واجهه من رفص ومقاومة من قبل الشعب الفلسطيني صاحب الارض والمتجذر فيها منذ آلاف السنين وما زال يحمل راية المقاومة من اجل استعادتها..
نحيي هذه المناسبة في ظل حكومة يمينية وفاشية في اسرائيل لا تحمل سوى الجرائم ومخططات تصفية قضيتنا، وان مواجهتها واجب وحق لكل فلسطيني، بديلا لمسار العقبة - شرم الشيخ الامني الذي حشر قضيتنا في زاوية امنية ومعيشية ووفر الغطاء للجرائم التي ترتكب ضد شعبنا، ويعمل وضع الاجهزة الامنية في مواجهة شعبها، لذلك نكرر دعوتنا الى الانسحاب من هذا المسار ودعم فعاليات المقاومة الشعبية وتشكيل قيادتها الموحدة واحتضانها وتطويرها نحو انتفاضة شاملة ومقاومة بمختلف الاشكال النضالية.
كما ندعو الى حسن استثمار التطورات الدولية لصالح قضيتنا، باستعادة الوحدة الوطنية وفتح الآفاق لمرحلة جديدة من النضال نستعيد فيها قضيتنا ومشروعنا الوطني واعادة بناء للنظام السياسي بالانتخابات الشاملة لكافة مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير، مجددين دعوتنا للخروج مسار اوسلو وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي لجهة التحرر من قيود اوسلو ووقف التنسق الامني والغاء تبعية الاقتصاد الاسرائيلي.
في هذه المناسبة نؤكد على ان استهداف قضية اللاجئين وشن حرب مباشرة ضدهم هو الجزء المكمل من مخطط السيطرة على الارض، وان ما تتعرض له وكالة الغوث من حرب سياسية ومالية وتحريضية انما يصب في اطار السعي الامريكي والاسرائيلي لتصفية حق العودة وقضية اللاجئين. لذلك ندعو جميع الحريصين على الحقوق الفلسطينية من امم متحدة ودول مانحة وعربية الى حماية وكالة الغوث من خلال تمويل مستدام يخرجها من دائرة الضغوط والابتزاز الذي تتعرض له وبما يمكنها من مواكبة الازمات الاقتصادية التي تعصف بعدد من دول المنطقة والاستجابة للاحتياجات المعيشية والحياتية للاجئين بالشكل الافضل..
بيروت في 29 آذار 2023
وسوم: العدد 1025