الفصل في التعامل مع الكلاب الشاردة يرجع إلى الشريعة الإسلامية
الفصل في التعامل مع الكلاب الشاردة يرجع إلى الشريعة الإسلامية وليس إلى منظمات مهتمة بحماية الحيوانات في الداخل والخارج
بداية لا بد من الإشارة إلى أننا مع شديد الأسف ـ ونحن أصحاب شريعة شرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ـ صرنا نعود في كثير من أمورنا إلى أهواء منظمات خارجية لها أتباع في الداخل يسوقون آراءها .
والخطير أن أصحاب تلك الأهواء المغرضة يحشرون أنوفهم في قضايا شرعية تجاسرا على دين الله عز وجل ،منها على سبيل المثال لا الحصر قضية الميراث تحت ذريعة إنصاف المرأة على حد زعمهم .
ومن القضايا التي تحشر المنظمات في الخارج أنفها فيها ،وتوعز بذلك إلى من يقتفون أثرها في الداخل، قضية التعامل مع الكلاب الشاردة التي استفحل أمرها في بلادنا بالرغم من التحذيرات المتكررة التي يطلقها الرأي العام الوطني ،وهو يتأذى من تكاثر تلك الحيوانات بشكل غير مسبوق ، والتي صارت مصدر تهديد حقيقي للمواطنين، خصوصا وأنها مصدر داء الكلب الخطير . وكلما ازداد تحذير الرأي العام الوطني من ظاهرة تكاثرها ،ازداد معه تحذير المنظمات التي تدعي حمايتها في الخارج والداخل ، والتي أصبحت عبارة عن لوبي ضاغط على أصحاب القرار عندنا لمنع الحد من هذا التكاثر .
ومعلوم أن الرأي العام الوطني لم يطالب هؤلاء المسؤولين بقتل هذه الكلاب لا برصاص ولا بسم بل طالب بايجاد حل لهذه المعضلة التي صرح المسؤولون أنهم سيعقمون تلك الحيوانات منعا لتناسلها وتكاثرها مستقبلا . وإذا كان هؤلاء قد همهم رأي المنظمات الضغطة عليهم والمدافعة عن تلك الحيوانات ، وأخذوه بعين الاعتبار بخصوص مقاربة معالجة ظاهرة تكاثر الكلاب الشاردة ، فإنهم لم يفكروا في التواصل مع المؤسسة الدينية الرسمية باستفتاء علمائها في رأي الشريعة الإسلامية بخصوص كيفية التعامل مع الكلاب ، كما أن علماءنا لم تصدر عنهم مبادرة للكشف عما قضت به شريعتنا في هذه الحيوانات ،الشيء الذي شجع المنظمات في الخارج والداخل على التدخل في أمر فيه رأي لشريعتنا . ومعلوم أن بعض تلك المنظمات في الخارج قد تدخلت حتى في أمور تعبدية خاصة بنا عندما أنكرت نحرنا للأضاحى، معتبرة النحر إساءة إليها دون اعتبار ما تقوم بها بلدانها من صعق لها إساءة .
وأخيرا نقول للمسؤولين عن حل معضلة الكلاب الشاردة في بلادنا، هلا أخذتم في الاعتبار رأي مؤسستنا الدينية الرسمية في معالجتها كما أخذتم في الاعتبار رأي المنظمات الخارجية التي تحشر أنفها في شؤوننا، وكأنها وصية علينا، وبلدانها لها سجل غاية في السوء بالنسبة لما ارتكبته في حق الشعوب التي كانت تحتل بلدانها .
وسوم: العدد 1035