مثلث أسلحة الدمار الشامل

والضلعان المفقودان 

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

المثلث يتعلق بثلاث دول .. كل دوله تمثل ضلعاً في هذا المثلث..كل ضلع يرمز الى سلاح دمار شامل محظور.

فمن هي هذه الدول؟

اولاُ- العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين وهي صاحبة الضلع المرئي من المثلث

ثانياَ- ايران وسوريا صاحبتا الضلعين المفقودين  ويتعامل معهما المجتمع الدولي كمنظومه منظومة واحده .

القصه تبدأ قبل الغزو الامريكي للعراق عندما بدا واضحا قبل فترة كافيه ان الإستعداد للغزو صار جاهزاً..

لا يهم منطقية الحجج ..ولا يهم صدقيتها.. ولا يهم ان يعتقد بها الناس او ينكرونها.. المهم فقط ان يكون هناك حجج من اي نوع كانت  والسلام..اهم هذه الحجج التي اتخذت ذريعه لإحتلال العراق تلك التي عرفت بإستيراد الرئيس صدام حسين لخام اليورانيوم من النيجر.  فبالرغم من ثبوت زور الوثائق من قبل الوكالة الدولية للطاقه الذريه وكذلك ثبّوت نفيها من قبل السفير الامريكي في النيجر والتي كانت زوجته جزءا من المؤامره , الاّ ان  المسؤولين البريطانيين أصروا بأن لديهم مصادرهم الموثوقة التي تؤكد قيام العراق بهذه العملية. وتمادى الرئيس بوش بالتأكيد عليها في أكثر من مناسبة وضمنها خطابه السنوي عن حالة الاتحاد في عام ٢٠٠٣م .

إذن المخطط واضح وهو اسقاط العراق بأي ثمن ومن ثم تدميره وتسليم بقاياه الى ايران بقيادة شيعيه  لتشكل معه كيانا غريبا عن واقعه العربي بل ومعاديا له.

أعزائي القراء

هذا هو الضلع الوحيد المرئي من اضلاع اسلحة الدمار الشامل 

اما الضلعان المفقودان فهما يحكيان بقية المؤامره.

الضلع الإيراني يجري اليوم تسوية اوضاعه مع الغرب والمكاسب للطرفين ستظهر لاحقا بشكل اوضح. فلنترك هذا الضلع جانبا الآن ولننتقل الى الضلع السوري والمتمثل بإعدام الكيماوي والتصفيق لصانعه ومستخدمه.

من هذا التصفيق والترحيب  يتضح الفرق الشاسع بين دوله أُفتري عليها فعاقبوها ودوله تملك مئات الاطنان من المواد المحرمه وثبت بالدليل القاطع استخدامها ضد الشعب السوري.الا ان المعالجه كانت معكوسه تماماً

وهنا يبرز السؤال الكبير التالي:  

 هل إدارة الرئيس أوباما كانت جاهله فيما يخص ضرب الغوطتين بالكيماوي بأن الهجوم هذه المرة سيكون خارجا عن المألوف!!

هل الاستخبارات الأمريكية كانت على علم باستعداد بشار الأسد لمجزرة الكيماوي ولم تحرك ساكناً !!

المعلومات حسب صحف امريكيه موثوقه تشير الى ان الإداره الأمريكيه  كانت تتابع الإستعدادات الغير عاديه قبل الضربه خطوة بخطوة. وهي تعلم بأن بسام الحسن المستشار الرئاسي والقيادي في الحرس الجمهوري كان في قلب سلسلة المفوضين باستخدام الكيماوي.

واشنطن رصدت النظام وهو يشن نحو ١٠ هجمات كيماوية على نطاق صغير، قبل مجزرة الغوطة

فقد كشفت "وول ستريت جورنال" النقاب عن رصد أجهزة الاستخبارات الأمريكية اتصالات تفيد بعزم بشار الأسد على تنفيذ هجومه الكيماوي على الغوطة، لكنها لم تترجم تلك الاتصالات فورا حتى وقعت المذبحة!

وقالت الصحيفة في تقرير اشترك بإعداده  ٣ من محرريها، أنه وبينما كان هناك اشتباك بين قوات النظام والثوار في ضواحي دمشق يوم  ١٨ آب  .. بدأت أجهزة التنصت الأميركية بالتقاط إشارات تنذر بالسوء.

ووفقا للتقرير فقد كانت الاتصالات الملتقطة موجهة للوحدة الخاصة بالأسلحة الكيماوية للتقدم إلى خطوط الاشتباك، والمباشرة بخلط المواد الكيماوية على مدى يومين، وقد رصدت رسائل مشفرة موجهة إلى قوات النخبة لإحضار "الكبيرة" ووضع الأقنعة الواقية من الغازات.

ومع أن هذه الاتصالات رصدت وسجلت، فإن وكالات المخابرات الأمريكية لم تترجم فحوى هذه الاتصالات إلى اللغة الإنجليزية لتقوم بتحليلها على الفور، لذلك لم يكن مسؤولو البيت الأبيض على علم بما سيقدم عليه نظام بشار، حتى بدأ الهجوم الكيماوي عند الثانية والنصف فجرا، يوم  ٢١ أب .

وقالت الصحيفة إن مخابرات واشنطن وتل أبيب استطاعتا اعتراض اتصالات كشفت عن الفوضى والارتباك داخل نظام دمشق تلك الليلة، حتى إنه صدرت أوامر من قادة عسكريين إلى الوحدات الموجودة على خطوط الاشتباك في الغوطة مفادها: توقف عن استخدام الكيمياوي!

وتقول الصحيفة إن بشار تلقى مكالمات من حلفائه روسيا وإيران وحتى مليشيا حزب الله كون عناصر المليشيا كانوا على خطوط القتال مع قوات الأسد ، ولم يأخذوا علما باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند القصف بالكيماوي!

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة أوباما كانت تراقب عن كثب مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا منذ بدء الصراع في عام ٢٠١١,بل ورصدت النظام وهو يشن نحو  ١٠هجمات كيماوية على نطاق صغير قبل مجزرة الغوطة

ويجادل هؤلاء المسؤولون بأن مخابرات بلادهم حتى لو كانت ترجمت الاتصالات المرصودة  قبل هجوم  ٢١ آب، فإن إدارة أوباما على الأرجح لم تكن لتقوم بأي تصرف بسبب عدم وجود مؤشرات على أن الهجوم هذه المرة سيكون خارجا عن المألوف

ويقول هؤلاء المسؤولون إن كبار صناع السياسة الأمريكيين لم تكن لديهم شهية للانخراط في الأزمة السورية، بينما يؤكد زعماء المعارضة السورية وحلفاؤهم في الحكومة الأمريكية أن البيت الأبيض لم يستجب لطلبات تزويد الثوار بالأقنعة الواقية من الغازات، ولا حقن الترياق (أتروبين) إلا بعد فوات الأوان

زعماء المعارضة السورية قدموا أول طلب رسمي إلى الولايات المتحدة للحماية من الأسلحة الكيميائية في حزيران يونيو ٢٠١٢  . في اجتماع عقد في واشنطن، حيث سلم ممثلو المعارضة مسؤولي الإدارة قائمة بلوازم غير قاتلة، من ضمنها  ٢٥٠٠ قناع واق من الغازات

ويعلق أحد قادة المعارضة بالقول: لم يقل الأمريكان "لا" أبداً، لا لهذا الطلب ولا لغيره، لكن أياً من طلباتنا لم ينفّذ!

أعزائي القراء

في شهر تموز من هذا العام اعترضت وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية لأول مرة مقتطفات من اتصالات عن نية قوات النظام استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق ضيق. وفي كانون الأول الماضي اعترضت واشنطن على نحو غير عادي اتصالات كاملة تحدث فيها مسؤولين من النظام عن العزم على شن هجوم كيماوي على نطاق أوسع يمكن أن يتم باستخدام الطائرات. وهنا أرسل البيت الأبيض رسائل خاصة إلى الحكومة الروسية التي طلبت بدورها إلى إيران أن تضغط على نظام بشار لإلغاء خططه

وتنقل الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أكدوا أن بشار الأسد استقر على نمط استخدام كميات صغيرة من الأسلحة الكيميائية، مطمئنا إلى تغاضي الغرب.

في يوم الأحد  ١٨ آب، بدأت وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض مكالمات للوحدة  ٤٥٠ المكلفة بتأمين الأسلحة الكيميائية، وخلط السموم وتعبئتها في الصواريخ والقذائف

وكان بشار الأسد فوض اتخاذ القرار في استخدام الأسلحة الكيماوية لكبار القادة، وفقا لمسؤولين في الاستخبارات الغربية، وفي قلب هذه السلسلة من القادة المفوضين، كان بسام حسن المستشار الرئاسي والقيادي في الحرس الجمهوري

ووفقا للصحيفة فإنه مع بزوغ فجر يوم المجزرة واشتعال الغضب الدولي، أرسل كبار القادة السوريين رسائل عاجلة لقواتهم على الخط الأمامي لوقف استخدام الكيمياوي، وهو ما يرده مسؤولون غربيون إلى إدراك مسؤولي النظام الكبار لحجم الأضرار التي نجمت عن الهجوم!

إذن كان كل شيئ يجري على المكشوف وامام اعين المخابرات الأمريكيه وأن صمتها عن تبليغ المعارضه كان لغاية في نفس يعقوب ,تبين لاحقاً ماذا كان يخبئ يعقوب وأخوه من غايه .فتم اعدام الكيماوي ببساطه شديده وتوجيه الشكر لصانعه ومستخدمه.

قبل ان اختم اعزائي القراء هذه المعلومات المدققه وغيرها اوجه هذه الرساله الى مسؤولي المعارضه لتشكيل وفد مع ملف كامل وموثق لمجريات جريمة الغوطتين وما قبلهما وعرضه على اعضاء مخالفين بالرأي لسياسات الرئيس اوباما في سوريا وهم كثر لخلق نوع من الدعم الاكثر تأثيراً ووضوحا بين اعضاء الكونجرس,  وان الناشطين السوريين في الولايات المتحده قادرون على دعم هذه الخطوه بكل السبل ....ام على قلوب اقفالها؟