محتكرو السلع
الأكيد أنكم لا تصدقونني...
حتى أنا لم اصدق في البداية، ولا تزال بعض الشكّوك تُخالجني حتى الآن ! ثلاثة من أقرب أصدقائي أعلموني بذلك ، لكني لم أؤمن بما قالوا ...
وأنتم لا تصدقون، لأنكم ترون ذلك ضد منطق الأشياء، وأنتم معذورون!...
أنتم لا تثقون في التجار ، وبالأخص تجار ينتمون إلى هذا الزمن!
ذاك التاجر يحتكر السلع، وينتظر أن تنفذّ أو تقل في السوق؛ يحتكر بكميات كبيرة، الطماطم ، الزيت ، السكر ، الملح ، البقوليات ...
مستودعه كبير وواسع، يسعُ كميات كبيرة!
انتظروا ! لا تقاطعوني ! لا تسبوه ، ولا تشتموه أو تُسيؤا الظن به ...
يجمع السلع ويكدسّها لا لكي يتصرّف في ثمنها كما يشاء وإنما لكي يُخفف على الفقراء ...
يحتكر السلع لأجل الفقراء .... نعم لأجلهم ...
لا تندهشوا ... لكي يُخفف عنهم ...
حينما تقل السلع يبيعها لهم بثمنها القديم ... يبيع فقط للفقراء ...
وإن دخل إلى متجره موظف ميسور أو رجل ثرّي، يبيع له السلع الجديدة بالثمن الجديد ، الذي تكون فيه زيادة !...
لماذا تحدقون في هكذا ؟ ....
أليس ذاك التاجر من أقدم التجار في مدينتنا الصغيرة؟ ويبلغ من العمر ما يجعله يعرف فقراء مدينتنا واحدا واحدا...
نعم يحتكر السلع لأجلهم .. لأجل أن لا يتضرروا كثيرا بارتفاع الأسعار المفاجئ !
أنا أقول الحقيقة، وأنتم لا تصدقون ! هل يوجد مثل هذا التاجر ؟ وسط تجار خلتْ قلوبهم من الرحمة ، وامتلأت عقولهم بالجشع ، ينتظرون مواسم الندرة لكي يستغنونْ ، ويشترون السيارات الفاخرة ، أو يغيرون البلاط القديم بأخر جديد وباهظ الثمن!
بل في هذا الزمن من يفكر ُ في الفقير؟حتى الفقير المحتاج صار لا يرحم الفقير مثله!
لكن كما يقولون لا يخلوا العالم من الناس الطبيين !...
وسوم: العدد 1045