جميل والمناع... ينزعون القناع

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

إن النظام السوري ومن عشرات السنين ومنذ أن انقلب حافظ الأسد على حلفائه ورفاقه وأودعهم السجون تحت مايسمى حركة تصحيحية في تشرين ثاني (نوفمبر) 1970، حاول أن يدلّس على الناس بإشراك المعارضة في العملية السياسية ، فأنشأ ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية واستقطب لها كل الأحزاب والتجمعات المعارضة ليبرالية وعلمانية أو يسارية ، والتي إما انصاع بعضها وذاب  بكامله مع حزب النظام البعثي ، أوتم استقطاب فصيل منها فانشق عن الحزب الأصل ، أو أشخاصا مستقلين من هنا وهناك ،  ممن باعوا ذممهم وأجّروا مبادئهم وغيّبوا ضمائرهم ، فانضووا تحت جناح  نظام دكتاتوري شمولي فاسد كتابع يمارس مهنة التصفيق والتلميع ، مما أدى ذلك إلى خلافات وانشقاقات بين تلك الأحزاب والتجمعات والقوى كالحزب الشيوعي والحزب الناصري ...وغيرها .

بعد قيام الثورة السورية وربيعها الدامي الطويل ، حاول النظام الجديد في عهد بشار – الإبن - في بداية الثورة  إحتواءها فاشترى من سوق النخاسة أزلاما  ... وهيئ من شلته ومدرسته من أمثالهم آخرين ، وبعد أن رسم لهم الخطة ووضع الهدف وحدد لهم الحدود .... أعلنوا عن معارضتهم لنظام بشار .

طفا على السطح منهم .... وبشكل فاقع اثنان قدري جميل والمناع .... وسيطفو مع الأيام آخرين كرفعت الأسد قائد ومنفذ مجزرتي تدمر وحماه ، والبوق الإعلامي كشريف شحادة رمز الدجل الإعلامي والغراب الأبيض ... وأضرابه .

أما المناع فقد كان سباقا وأعلن عن خدمة النظام من الأيام الأولى للثورة ، وربما كان هذا بحكم كونه معارضا قديما ومتواجدا في الخارج ... فقد حاول من بداية الثورة وأيام سلميتها أن يلصق بالثورة سعيها للتسيلح ، ليبرر لعصابات النظام اعتداءها على التظاهرات وقتلها المدنيين قبل أن يجرها النظام الى السلاح للدفاع عن النفس ، لكن تلك التطورات في موقفه حدثت بعد عدة محطات ومواقف في مسيرته السياسية ، ربما كان فاتحتها نزوله إلى سورية في عهد بشار قبل انطلاق الثورة السورية ، وليس بمستبعد أن  برمجته وتأهيله قد تم عند مراجعاته للفروع الأمنية في الداخل أو في الخارج قبل نزوله ، وأما الموقف الثاني فكان يوم اجتماع النظام معه ومع أمثاله في المانيا وعرضوا عليه منصب رئاسة الوزراء باسم المعارضة ، ظنا ساذجا وواهما من النظام أن يرضي الثورة والثوار برجل كرسي مخلوع صنع في منجرة وورشة النظام ، ولعل المحطة الثالثة من أسباب تغيير موقفه وقبوله ليعمل أجيرا لنظام القتل والإجرام هو خلفيته اليسارية السياسية وتوجيهات روسيا ولافروف وضغطها عليه من جهة ، وتهويله بالخطر القادم إلى سورية بعد الثورة من وجهها الإسلامي الجديد بحسب مقدمات التظاهرات وشعارتها .... ومن ثم تشكيل الكتائب والأولية التي تحمل أسماء إسلامية وترفع شعارات دينية .

أما قدري جميل الذي يتزعم حاليا مايعرف باللجنة  الوطنية للشيوعيين السوريين ، فالرجل يساري المنشأ خريج روسيا وصديق حميم لها ورجل مافيا وتاجر سلاح في السوق السوداء ، قاد انشقاقا محدودا في الحزب الشيوعي وشكل ما يعرف بمنطقية دمشق في 2003 ، أعطي الإشارة والضوء الأخضر ليترشح لمجلس الشعب في 2012 في خضم الثورة السورية إبان المذابح والمجازر الجماعية وقصف الطائرات والدبابات وصواريخ السكود على الشعب المنتفض الثائر ضد الظلم والاستبداد والعبودية ، وأدى القسم لبشار طاغية بلاد الشام ومنفذ تلك المذابح والمجازر ، وقدم نفسه كمعارض وهو يخدم النظام وتحت إمرته في وقت لا يقبل فيه نظام بشار الطائفي الإجرامي محايد .... لا بل لا يقبل حتى ناصحا من داخل منظومته وشلته .

ثم تم ترفيعه وتعيينه كنائب لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضمن حكومة رياض حجاب التي أعلن عن تشكيلها في حزيران ( يونيو ) 2012 ، ثم أقيل من منصبه في اكتوبر 2013 وفق توافقات مع النظام وتمثيلية هزيلة لا تنطلي حتى على المغفلين من أمثالهم ، ليمكنوه من حضور مؤتمر جنيف 2 بإسم المعارضة ليدافع عن النظام الفاسد .

آخر صرعات قدري جميل من شلة المعارضين المفبركة من قبل نظام العهر والإجرام شرعنته لأتباع حزب الله الطائفي المجرم بالتدخل في سورية وقتل أبنائنا  ، ولا أدري كيف يسوغ علماني شيوعي لنفسه قتل أبناء شعبه وأهله من قبل أغراب لاهوتيين ، إرهابيين طائفيين ، متطرفين متشددين ، يكفّرون أمة السنة جميعا ويضيفون عليهم جميع الشيعة الذين لا يؤمنون معهم بولاية الفقيه ، ليبرر لهم تدخلهم المشين في سوريا بحرب مفتوحة وشعار طائفي ، ونصرة لطاغوت مجرم يسهل لهم تنفيذ مشروعهم الطائفي في هلالهم الرافضي ، وقد قاموا بالكثير من المذابح والمجازر ضد السكان المدنيين الآهلين العزل بذبح الأطفال بالسكاكين واغتصاب الحرمات وانتهاك الأعراض وسرقة البيوت والممتلكات ، ورفعوا راياتهم الصفراء والسوداء وسبوا الصحابة وأمهات المؤمنين ، بمعية ودعم جيش الصمود والتصدي من حراس الطائفية العفنة ، وأعداء شرفاء الأمة وأحرارها من أبناء شعبنا السوري الأبطال البواسل .

وأما هيثم مناع الذي ينوي مقاضاة أردوغان بحجة إدخال عناصر تكفيرية إلى سورية ، بعد أن التقي بزعيم إرهاب لبنان الذي زجّ بميليشياته وعصاباته لقتل أهلينا في سورية ، وظهرعلى قناة الميادين المؤيدة لبشار والبسمة تعلو وجهه الكالح الأصفر جزلا مبتهجا بما يحدث من مجازر ومآسي بحق شعبنا المنكوب .

 إن هذا التصريح من المناع  بقدر ما يثير السخرية والإشمئزاز من أمثال هذه المعارضة المفبركة ، يؤكد ارتباطها مع النظام المجرم وأجهزته الأمنية التي تقوم بدور سفيرللمخابرات الأسدية ، وبوق إعلامي يقوم بدور مكمل لما يعجزالنظام  عن تنفيذه .

لو كان المناع رجل رحم وصلة قربى لانتصر لدم أخيه الذي قتله نظام العهر والإجرام على ثرى حوران لأنه ناهض النظام بقلمه ...

لو كان المناع وطنيا يحب أبناء وطنه وشعبه وحريصا على مصلحة الوطن  ، لانتصر لأبناء درعا وأطفالها ، وقاضى هذا النظام المجرم على ما قام به من مجازر بدأت بمحافظته في درعا ولم تتوقف عند أي مدينة أو قرية في سورية ، ولم يتوقف  قصف طائراتها وقذائف دباباتها  على طلاب المدارس ، وفي الأسواق ... وداخل المساجد وعلى أبواب المخابز...

لو كان به ذرة من كرامة  لقاضى نظام العهر والإجرام على ما قام به من إطلاق صواريخ السكود بعيدة المدى ، تستهدف مناطق وتجمعات السنة في الشمال السوري والتي ربما أودت حتى بمؤيدين للنظام ذنبهم أنهم ينتمون لبيئة يقطنها السنة ....

لو كان عند المناع ذرة من انسانية لقاضى نظام القتل بأسلحة التدمير الشامل واستخدام بشار وأزلامه للسلاح الكيماوي ضد أبناء الغوطة والذي كان أكثر ضحاياه من النساء والأطفال .

لو كان عند المناع ذرة من عقل لقاضى علي مملوك الذي أدخل المجموعات الارهابية الى سورية وأهلهم في معسكرات أبي القعقاع ، ثم صدرهم بأحزمة ناسفة الى العراق ولبنان برفقة ضباط مخابرات سوريين يحملون جهاز التفجيرعن بعد .

لو كان عند المناع ذرة من أدب أو خلق  لقدم الشكر والثناء لأردوغان لما يقوم به وحكومته من خدمات جليلة ، لم يحوزها المواطن السوري في بلده يوم كان يصفق لبشار ويبايع اسم والده بالدماء ....

استقبلهم اردوغان وفتح لهم البلاد وبنى المخيمات وقدم لهم أقصى ما يستطيعوا بعد أن هربوا من الموت والدمار بسبب نيران وقصف طائرات ودبابات وصواريخ سيده الطاغوت والمجرم الأكبر في بلاد الشام ....

ولكن ماذا ينفع الكلام مع أمثاله من التوابع والأزلام .... وماذا يقال لأضرابه غير ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا لم تستح فاصنع ما شئت .         

ليسمي هؤلاء الدجالون أنفسهم ما يسموا ، وليقدمهم المجتمع الدولي كيفما شاء ، وليحضروا جنيف 2 و3 و..... 10 أو لا يحضروا ، فإن مجاهدي سورية وثوارها الشرفاء وأبناءها الأحرار لا ينظرون إلى هؤلاء الدجالين إلا أنهم أفاقون ، وليسوا إلا جزء رخيصا من نظام العهر والإجرام ، وما هم إلا أدوات خسيسة يحرك بعضها مخابرات النظام وبعضها الآخر قوى دولية وأجندة خارجية  وجميع تصريحاتهم وأدوارهم خطط مدروسة وموزعة على هؤلاء الأفاقين ، كل بحسب مواهبه وسعره في سوق النخاسة الذي باع نفسه به .

 إن أمثال هذه البقع السوداء في تاريخ سورية السياسي الذين كانوا يدعون تمثيل المعارضة .... قد رموا القناع في لج بحار متلاطمة الأمواج ، بعد ان انتزعوه لفترة انتظارا لإعادته إذا تغيرت المعادلات على الأرض بغير ما تهواه أنفسهم المريضة العاشقة لعهود الاستبداد ، والمدمنة لسياسات الفساد والإستعباد .

أمثال هؤلاء التوابع يقدمون من مجتمع دولي متآمر ليمثلوا المعارضة وهم جزء من المؤامرة على شعبنا السوري المصابر والمنكوب بأمثالهم الذين يشرعنون أعمال النظام الإجرامية ليمثلوا المعارضة في مؤتمر جنيف 2 ، وهذا المؤتمر أساسا ليس إلا حلقة من حلقات التآمر الدولي والتخاذل ضد شعب سورية الحر ، وثورتها المظفرة بعون الله  ممن يسمون أنفسهم أصدقاء سورية ...

إن هذه المعارضة التي يشاع عنها أنها ستمثل شعبنا السوري المنكوب في مؤتمر جنيف لا تمثل إلا نفسها في أحسن وأوقاتها وأعلى درجاتها وأفضل موفديها ، وإن كان أغلبهم من فصيلة النظام القاتل وشركاءه  في جرائمه ، أو من الغوغائيات التي توجه من هنا أو هناك لتنفذ أجندة خارجية تسلب شعبنا الجريح أدنى حقوقه المشروعة ، وليس لهم أي رصيد شعبي أو ثوري على الأرض اللهم إلا من اللعنات التي تلاحقهم لتفريطهم بحقوق الشعب والتآمر مع القاتل والرضوخ لتعليمات المجتمع الدولي المتآمر .

إن شعب سورية  مجاهدين وثوار ، شرفاء وأحرار ، كما أنهم لن ينسوا إجرام النظام وطائفته ومن سانده من اتباع الشياطين وعصائب الباطل وزمر المرتزقة والمنافقين ، فإنهم يتوعدونهم جميعا بمحاكمات عادلة تنصف المظلوم وتقتص من المجرم ، وإنها تتوعد هذا الطابور الخامس من حزب أبي رغال بأن ينالهم ما ينال  أمثالهم من المنافقين والمجرمين ....  من محاكمات عادلة وقصاص حق ، جزاء  تآمرهم وشرعنتهم للإجرام وأدواته وأصله ....

 وإن غدا لناظره قريب .        

قال هيثم المناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، أنه قام برفع دعوى ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام محكمة الإرهاب الأوروبية، متهما إياه بإدخال عناصر إرهابية إلى سوريا. وأكد أنه يملك الأدلة الكافية لإدانته.