إطلاق26 أسيرًا مقابل مفاوضات واستيطان
يعتقل اليهود يوميا أضعاف ما يطلقون !
عبد الله خليل شبيب
لا شك أن تحرير الأسرى الفلسطينيين من براثن الاحتلال الصهيوني الدنس ..واجب ..حيث أنهم مجاهدون في سبيل قضية مقدسة ..ووطن وحقوق مغتصبة ..
والكفاح ضد الاحتلال والظلم مشروع في جميع القوانين والمواثيق الدولية ..والإنسانية ..
وقد حصلت عدة صفقات لتحرير أسرى فلسطينيين في تاريخ الصراع الفلسطيني اليهودي ..وسعي الفلسطينيين لمحاولة تحرير وطنهم ومقاومة عدوهم المحتل ..وكان أكبرها ( صفقة وفاء الأحرار ) التي أجرتها حماس العام الماضي بتحرير أكثر من ألف أسير وأسيرة .
وأخيرا تم إطلاق 26 أسيرا من قدماء الأسرى ( قضوا أكثر من عشرين عاما في الأسر الصهيوني )..مقابل مفاوضات قد لا تصل إلى شيء ..وقام اليهود بالمقابل بتقرير بناء آلاف الوحدات السكنية في الأراضي المحتلة 67 والتي من المفترض أنها تابعة للدولة الفلسطينية – التي أُعلِنت عدة مرات ..ووعد بها رؤساء أمريكيون عدة مرات ..ولكنها لم تقم حتى الآن ..ويفكر رموز سلطة أوسلو بإقامتها على أقل من 12% من مساحة فلسطين الكلية ..ولايزال اليهود ينتقصونها ويقضمونها كل يوم بالمستوطنات والطرق الالتفافية والجُدُر العازلة وحجز مساحات لأغراض أخرى كالمناورات والطبيعة وأغراض عامة .. لنجد أخيرا أن فلسطين قد تبخرت من بين أيدي [ الأوسلويين] وغيرهم ..وما بقي لهم إلا أن يحزموا متاعهم ..ويتوجهوا لأية جهة يريدون لأنه لم يبق لهم شيء!..
علما بأن الاحتلال الذي ملأ الدنيا ضجيجا ومنًّ على الفلسطينيين والعالم بإطلاق 26 أسيرا .. يعتقل الفلسطينيين بالمئات والآلاف ..وربما يعتقل في اليوم الواحد أكثر مما أطلق ..فقد ذكرت التقارير أن الاحتلال الصهيوني اعتقل خلال شهر أكتوبر ( تشرين الأول )الماضي أكثر من (390 فلسطينيا.. بينهم 15 طفلا و3 فتيات ونائبان ، وعدة علماء ومشايخ)!!!- أي بمعدل (13) أسيرا كل يوم..يعني أنه خلال يومين ..عوض عدد الأسرى الذين أطلقهم!..ومن الأطفال المعتقلين: عكرمة سويدان- 8 سنوات ؛ وفرحات نافع الرجبي- 9سنوات ؛ و لؤي صيام وعبدالرحمن برقان -10سنوات ..! والنائبان : نزار رمضان ومحمد ماهر بدر..( اين عنهم اتحاد البرلمانيين العالمي وأمثاله من المؤسسات البرلمانية الدولية وغيرها ..أينهم عنهم وعن أمثالهم في سجون الاحتلال؟!)
ومن المعتقلين الشهرالماضي الدكتور عدنان أبو تبانة المحاضر بجامعة القدس – فرع الخليل .. والقيادي في حماس !
ومن العلماء والمشايخ : الشيخ جمال حدايدة من طولكرم؛ والشيخ حسين كويك من بيتونيا – غرب رام الله ؛ والشيخ جمال الطويل من البيرة وقداعتدواعليه وعلى زوجته وهددوا ابنته بالاعتقال!
كما اعتقلوا االقيادي فرج رمانة من بيته في أم الشرايط برام الله..!
ومن الفتيات منتهى محمود الحيح ؛ ولمى محمد حدايدة ..!
والسلطة وشرطتها صم بكم عميٌ مستسلمون أمام جيش اليهود الجبان ..لا يدافعون عن شعب ولا عن أرض ولا عن وطن..حسب التعليمات لهم بألا يعترضوا يهوديا مهما فعل..فإذا رأوا يهودا وضعوا سلاحهم ..وأداروا وجوههم للحوائط أكثر الأحيان!!
هذاعدا عن تنكيد اليهود – بصور مختلفة-على الأسرى وخصوصا خلال العيد ؛ وتمديد الاعتقالات الإدارية – غير المنطقية وغير المبررة لعدد من المعتقلين – غالبا مزاجيا!! ..
المهم أن إطلاق بعض الأسرى أثار ردود فعل يهودية ..كشفت حقيقة الاحتلال والمحتلين ..وعنصريتهم ..وأحقادهم المزمنة ..وأكذوبة الدولة المتحضرة وواحة الديمقراطية والأخلاقيات الصهيونية ..وما إلى ذلك من أكاذيب عبرية نتنة!
فقد شنت الصحافة العبرية والجماعات المتطرفة خاصة حملة شعواء على الأسرى وعلى العرب كافة ..وعلى الحكومة لموافقتها على إطلاق الأسرى ..
..وقداعتاد اليهود دائما أن يرفعوا شعارات معاية للعرب مثل[الموت للعرب] وغير ذلك ..مع أنهم يغتصبون وطنهم وديارهم ..ويسرقون كل شيء !!