المثلث الأحمر
مع بدايات الثورة الغزية الطوفانية صارت المقاومة المستبسلة تعرض بعض عملياتها البطولية مصورةً، وترمز لها بمثلث أحمر؛ وبات الناس المحبون للحق يتعشقونه، ويوما بعد يوم ينتظرونه بفارغ الصبر، وعيونهم مسمرة على الشاشات إن هو تأخر قليلاً.
وثمة من يكرهه! ومن الناس من يتفلسف قائلاً إنه مكرور، بل يذهبون إلى القول إن تصوير المقاومة بدائي، ولا يعبر عن واقع مشرق!!
المحلل أحمد حسن الزعبي يعلق على تعليقاتهم السخيفة بأن هذا التصوير (الأكشني) لعمليات كبرى؛ وبمعدات بدائية يُعتبر نصرا كبيرا لمقاومة تتخذ من الأنفاق مقرا وملاذا، ومُدَّخلاً.
الزعبي يعتبر أن المقاومة المجاهدة بأدواتها البسيطة تضاهي أكبر التصويرات الهولودية التي تُصرف عليها الملايين بل المليارات؛ فأولئكم يصورون دراما تسجيلية مخترعة، وأجنادنا بكاميرات بدائية يرسمون نصرا تاريخيا أسطورياً.
أظن أن المقاومة الحماسية هي أول حركة تحرر تبتدع هكذا نوع من الحرب الإعلامية المسايرة للحرب الأرضية على الواقع؛ وذلك لزرع الرعب في قلوب جنود العدو ومدنييهم الجبناء.
هذا المثلث المرعب قد جعل منصات التواصل العالمية تنذرني أنا شخصياً عدة مرات وتعمل لي حجوبات مؤقتة، واليوم أصدروا لي آخر إنذار إنْ أنا وضعت على صفحة الفيس بوك صورة المثلث الأحمر المرعب؛ لأنه يخيفهم جداً!!!
وسوم: العدد 1079