موقع يوتيوب يصادر صفحتي الشعرية بسبب صورة ظهر فيها أحد مقاتلي حركة حماس
موقع يوتيوب يصادر صفحتي الشعرية بسبب صورة ظهر فيها أحد مقاتلي حركة حماس بسلاحه عند مدخل أحد الأنفاق بقطاع غزة
لقد دأبت منذ مدة على إرسال تسجيلات صوتية إلى موقع يوتيوب تتضمن قصائدي الشعرية في مواضيع مختلفة ، و التي تكون أحيانا مصحوبة ببعض الصور لها صلة بها . وبالأمس أرسلت تسجيلا صوتيا لقصيدة شعرية تتناول موضوع المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة حيث تجري جرائم حرب إبادة جماعية صهيونية ضحاياها من المدنيين العزل بالآلاف معظمهم أطفال ونساء وعجزة ، ففوجئت بهذا الموقع التابع لموقع جوجل يصادر صفحتي الشعرية تحت ذريعة نشر صورة يعتبرها من ضمن المحظورات بالنسبة إليه ، وذات العلاقة بما له صلة بمنظمات الإجرام والعنف والإرهاب، وذلك حماية لرواده.
ودون الخوض في طبيعة هذا الموقع، وكيفية نشأته ، وموقع الأصلي، ورواده الثلاثة الذين أحدثوه أول مرة ، وكيف انتقل إلى ملكية موقع جوجل عن طريقة صفقة تجارية ... إلخ ، سأركز على موقفه من القضية الفلسطينية وهو يقفز على تاريخها قبل سبعة عقود حيث كانت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني الذي فوتها لعصابات صهيونية إجرامية تمارس العنف والتقتيل والتهجير القسري للشعب الفلسطيني صاحب الأرض كي تصبح تلك العصابات كيانا معترفا به من طرف الجهات التي اختلقته أ واستنبتته في أرض لا حق له فيها ، وتحولت بعد ذلك إلى جيش يمارس التطهير العرقي ضد أصحاب الأرض لعقود ، وقد بلغت جرائم إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني درجة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة ، وهي موضوع تنديد عالمي بما فيها بلد موقع يوتيوب الذي تعرضت فيه النخب المثقفة من أساتذة وطلب جامعيين للاضطهاد والعنف والاعتقال لا لشيء إلا لأنهم أدانوا جرائم حرب الإبادة التي يمارسها الجيش الصهيوني بدعم من جيوش غربية أمريكية شمالية وأوروبية ، أنظمتها متورطة في هذه الجرائم بشكل مباشر وفاضح .
ولقد كان من المفروض أن يلتزم موقع يوتيوب الموضوعية والحياد حرصا على مصداقيته الإعلامية لدى من يلجونه أو يستخدمونه ، وذلك بإعطاء الجميع نفس الفرص ، ونفس الحقوق من أجل التعبير عن آرائهم، ووجهات نظرهم إلا أنه مع شديد الأسف، وخلافا لإرادة شعوب العالم المنددة بما يرتكب من جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة من طرف الصهاينة ، اختيار الانحياز إلى هذا الكيان الإجرامي من خلال اعتباره حركة المقاومة الفلسطينية منظمة إرهابية أو تنظيم إجرامي ، وهو توصيف صهيوني يلزمه وحده ، هو والإدارات الغربية التي تدعمه وتسانده في إجرامه ، ولا يلزم الرأي العام العالمي الذي يمثل شعوب المعمور، بما فيها شرائح واسعة من شعوب العالم الغربي التي تعتبر الكيان الصهيوني كيانا عنصريا إجراميا قد رفعت ضده قضايا إجرام أمام محاكم دولية لا زالت بصدد تداولها ، وتدارس صدور أحكام في حق المسؤولين فيه عن جرائم الإبادة الجماعية والتي تحاول الإدارات الغربية الضغط من أجل منع صدورها .
ولقد كان من حق موقع اليوتيوب أن يحذف الصورة التي لم ترقه ، وليس من حقه أن يصادر صفحتي بكاملها بما فيها من إبداع شعري سابق إذا كان بالفعل يحرص على سمعته الإعلامية ومصداقيته وحرفيته، وإلا فإنه سيقيم الحجة على نفسه بأنه منحاز ،و متورط إعلاميا مع الكيان الصهيوني في جرائم حرب الإبادة الجماعية ، وأنه يعمل تحت وصاية اللوبي الصهيوني، إن لم يكن في حقيقة الأمر ملاّكه من ضمن هذا اللوبي الذي يريد فرض وجهة نظره الخاصة به على الرأي العام العالمي ، وذلك بتوجيهه إعلاميا وفق إرادته وأهوائه.
وأخيرا أغتنم الفرصة لمطالبة موقع يوتيوب عبر موقع جوجل المالك له بإعادة صفحة أشعاري الصوتية مع احتفاظه بحق عدم نشره ما يعتبره من صور مخالفة لتوجهه الإعلامي. ولا يجب أن يغيب عن أصحاب هذين الموقعين العالميين أن للشعب الفلسطيني قضية وحقوق ، وأن مقاومته حق مشروع ، ولا يمكن اعتبارها إرهابا أو إجراما بل هي دفاع عن النفس، وعن الحق في الوجود والاستقلال ككل شعوب العالم .
وسوم: العدد 1080