المشاركة الصهيونية في الألعاب الأولمبية استفزاز لمشاعر شعوب العالم المنددة بجرائم الإبادة الجماعية الصهيونية في أرض فلسطين المحتلة
من المعلوم أن الأنظمة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها حليفاتها الأوروبيات، وعلى رأسها فرنسا ،وبريطانيا ،وألمانيا ،وما خفي منها قد تحدت وبشكل سافر إرادة شعوبها التي خرجت في مسيرات مليونية حاشدة عدة شهور للتنديد بجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان العنصري النازي في أرض فلسطين المحتلة ، وقد واجهتها بالهراوات، وخراطيم المياه ، والقنابل المسيلة للدموع مع حالات اعتقال كثيرة . وبهذا السلوك انحازت أنظمة تلك الدول إلى الصهاينة المجرمين على حساب مأساة الشعب الفلسطيني ، وعلى حساب إرادة شعوبها ،مع أنها ما فتئت تتبجح بحرية الرأي ،وحرية التعبير ، وحرية التجمهر إلا أنها لم تختلف في أساليب قمعها عن أساليب قمع التجمهر من طرف الأنظمة الشمولية القاهرة لشعوبها .
واليوم العالم على موعد مع افتتاح انطلاق الألعاب الأولمبية في فرنسا ، وهي ترمز إلى ما ترمز إليه من تقارب بين شعوب المعمور من خلال تظاهرات رياضية فيها التنافس ، ولكنها لا تخلو من تقارب، وتعايش ، ومحبة ،وتطلع إلى استتباب الأمن والسلم في العالم ، و تطلع إلى نصرة الشعوب المقهورة التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال البغيض كالشعب الفلسطيني .
ولقد كان من المفروض أن يعاقب الكيان الصهيوني بالحرمان من المشاركة في هذه الألعاب بسبب إجرامه الذي بلغ حد الإبادة الجماعية في قطاع غزة إلا أن العكس هو الذي حدث حيث سمح له بالمشاركة مع ما في ذلك من استفزاز صارخ ، ومتعمد لمشاعر شعوب المعمور التي خرجت في العديد من المليونيات خلال شهور منددة بهذا الكيان العنصري النازي .
ومن المؤكد أن مشاركة الكيان الصهيوني في هذه الدورة من الألعاب الأولمبية سيفسدها لا محالة ، وتنحرف بهذه الألعاب عن غايتها النبيلة إذ لا يعقل أن يحضرها أفراد وفرق من الصهاينة ،لا شك أنهم يؤيدون ما يرتكبه قادتهم السفاحون من جرائم فظيعة ضد الطفولة الفلسطينية على وجه الخصوص، فضلا عما تتعرض له أمهاتهم وغيرهم من المدنيين الأبرياء.
ولا يمكن ،بل لا يعقل أن يفرض على الجماهير التي ستحضر هذه الألعاب الوقوف لسماع نشيد صهيوني تتغنى كلماته وتشيد بالعنصرية و بالإجرام والقتل . ولا شك أن تلك الجماهير ستكون لها ردود أفعال غاضبة وتداعيات كان على البلد المنظم أن يتحاشاها بمنع مشاركة الصهاينة إلا أن قادته الذين يؤيدون الحرب القذرة في فلسطين ، بل هم متورطون فيها بجيشهم وعتادهم واستخباراتهم ... تعمدوا معاكسة موقف شعوب المعمور استفزازا لها .
ولقد كان من المفروض أن يكون منع الصهاينة من المشاركة في هذه اللعاب من ضمن العقوبات الدولية المفروضة على الكيان الصهيوني، وقد تحدى قرارات الأمم المتحدة ، وقرارات المحاكم الدولية التي قضت باعتقال مجرمي الحرب الصهاينة حيثما حلوا وارتحلوا ، فكيف يحل الوفد الصهيوني المشارك في الألعاب الأولمبية ،وعناصره متشبعة بأفكار من تطاردهم العدالة الدولية من مجرمي الحرب ؟
ويتعين على الدول التي تحترم إرادة شعوب العالم أن تمنع فرقها وأفرادها عن خوض الألعاب التي يشارك فيها الصهاينة تعبيرا عن تنديدها بجرائم الإبادة الجماعية ، كما يتعين على الجماهير المتعاطفة مع الضحايا الفلسطينيين أن تغتنم فرصة حضور الألعاب لتكرر إدانتها للإجرام الصهيوني ، وتأييدها للضحايا الفلسطينيين، وذلك برفع الشعارات المساندة لهم ، ورفع الأعلام الفلسطينية ، و رفع اللافتات المطالبة بحرية واستقلال أرض فلسطين .
ولا شك أن قيمة هذه التظاهرة الرياضية ستضيع بسبب الحضور الصهيوني .وعلى الجهات المسؤولة عن هذه الألعاب ألا تتمادى في استفزاز مشاعر الرأي العام العالمي باللجوء إلى اتخاذ إجراءات تعسفية ضد كل الرياضيين الذين يرفضون المشاركة في رياضات يحضرها الفريق الصهيوني .
وسوم: العدد 1088