حِكَمٌ
وبُعيد انقضاء أكثر من ثلاثمئة يوم على المذبحة المجنونة في غزة، يفكر السلطان إردوغان بالانضمام إلى تجريم إسرائيل الملعونة في كتاب الله بجرائم الإبادة الجماعية، وللأسف يأتي محله غالبا في ذيل القائمة لا رأسها، وأين رأس الجبل من سفح الوديان السحيقة؟!
ولكنْ انظر إلى حكمة المقاومة حين تعيِّن (السِّنوار) خَلَفَاً للشهيد هنية؛ ليكون ذلكم إسفينا يدقُّ بأسفلهم، من المحيط غير الهادئ بجاكرتا، إلى شواطئ الأطلنطي بنيو يورك ... وحكامِه اللُّدِّ المتصهينين!
ويكتم العالم أنفاسه، وتقف الكرة الأرضية على رجل ونصف؛ منتظرين رد الولي الفقيه على تدنيس إسرائيل لكرامتهم باغتيال الشهيد إسماعيل هنية على أراضيهم، ولا ندري أستكون صوت المفرقعات في الأردن اليوم احتفالا بنتائج الثانوية العامة أكثر وقعاً، أم مفرقعات قُم وجنوب لبنان الممانعتين ... المقاومتين... وقد وحَّدا الجبهات الكرتونية؟!
في حين يتمادى الوزير اليميني المتطرف (سموترتش) في الاستهزاء بدماء أربعين ألف شهيد في هذه الهولوكستية القذرة، ولا أحد يرده؛ فكثير من العربان يتمايلون نشوة وطربا في مهرجانات الصيف الغنائية الباذخة!!
في الوقت الذي يقول فيه المعلق العسكري الاستراتيجي فايز الدويري: إن العملية القسامية الأخيرة في (منطقة الفراحين) بخانيونس تؤكد صحة نظرية المقاومة بأنها بعد كل مصيبة تقوم بإعادة بناء قوتها العسكرية، وترميم بِنيتها البشرية؛ لتؤكد للعالم أنها بصحة وعافية جيدتين. ولتري النظرية الأخرى متزامنة مع الأولى أن استشهاد قائد لن يفت في عضد الجهاد يوماً؛ ( إذا مات منا سيدٌ قام سيدُ )، فقد رحل ياسين والرنتيسي وصلاح شحادة -تقبلهم الله في عليين- وقطار الشهداء يُركِب كل يوم مسافرين جُدد، ولكن عبوة "سجيل" التي بها اصطاد المقاومون عصافيرهم في الفراحين، قد جعلت جنود إبليس كعصف مأكول؛
"أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ (1) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ (2) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (3) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ (4) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ (5)".
" وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)" / الرعد. ويقول ابن كثير في هذه الآية الكريمة: " وقوله : (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم) ؛ أي : بسبب تكذيبهم ، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا؛ كما قال تعالى : (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون / ( الأحقاف : 27 ، وقال : (أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون/ ( الأنبياء : 44 .
وسوم: العدد 1090