مركز العودة يحذر من تبعات كارثية جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث شنت هجومًا واسع النطاق استهدف مناطق جنين وطولكرم ومخيم الفارعة. ويُعد هذا التصعيد الأكبر من نوعه منذ عام 2002، عندما شهد مخيم جنين للاجئين عمليات غزو وعنف واسعة النطاق.
الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تضمنت عمليات قتل غير قانونية وتهجير قسري للفلسطينيين، مما أثار استنكارًا واسعًا. وفي هذا السياق، أصدرت منظمة العفو الدولية الرائدة في مجال حقوق الإنسان بيانًا يدين التصعيد الإسرائيلي، حيث جاء في البيان: "إنَّ شن إسرائيل هجومًا عسكريًا منسقًا وكبيرًا على المدن والبلدات في الضفة الغربية المحتلة يأتي في أعقاب تصاعد عمليات القتل غير المشروع المرتكبة على أيدي القوات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، وسوف يعرض حياة المزيد من الفلسطينيين للخطر. فمنذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ازداد بشكل مروّع استخدام القوة المميتة من قبل القوات الإسرائيلية، وكذلك هجمات المستوطنين العنيفة والمدعومة من الدولة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون ما لا يقل عن 622 فلسطينيًا، من بينهم 142 طفلًا على الأقل".
وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 16 شخصًا. وتزامنًا مع ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية فورًا، محذرًا من أن "هذه التطورات الخطيرة" قد تؤدي إلى تفاقم "الوضع المتفجر بالفعل" في الضفة الغربية المحتلة. كما طالب قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة "أقصى درجات ضبط النفس وعدم استخدام القوة المميتة إلا في الحالات التي لا يمكن تجنبها من أجل حماية الأرواح".
في جنين، توقفت سيارات الإسعاف وتم تفتيشها من قبل مركبات عسكرية إسرائيلية متمركزة حول المستشفى الحكومي، بينما واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها داخل مخيم اللاجئين في المدينة. وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أصبحت ذات صيت عالميًا باستهدافها المتكرر للرعاية الصحية الفلسطينية.
وفي رد فعل على هذه التطورات، أدانت البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الغارات الإسرائيلية، مشيرة في رسالة يوم الخميس إلى أن الجيش الإسرائيلي "اقتحم المنازل واستهدف المدنيين عمدًا ودمر البنية التحتية الحيوية، وحاصر حتى المستشفيات الأربعة الرئيسية في المنطقة".
وفي إطار الدعوات الدولية للحد من التصعيد، يدعو مركز العودة الفلسطيني المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع كارثة محتملة في غزة. وأعرب المركز عن دعمه للدعوات التي أطلقتها جماعات فلسطينية أخرى، مثل حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، والتي تطالب بفرض حظر عسكري شامل على إسرائيل بشكل فوري، يشمل "تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد ذات الاستخدام المزدوج واستيرادها ونقلها، فضلًا عن إنهاء جميع أشكال التعاون العسكري الأخرى (التدريب والبحوث المشتركة والاستثمارات)، وما إلى ذلك"
وسوم: العدد 1093