"دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية" تخاطب الاحزاب السياسية والاطر المجتمعية العالمية
في الذكرى السنوية لـ "طوفان الأقصى": وجود الاحتلال وممارساته الفاشية يستوجبان كل يوم ثورة
في اطار التواصل الدائم مع الاطر السياسية والمجتمعية العالمية، وفي الذكرى السنوية الاولى لمعركة "طوفان الأقصى"، بعثت "دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" برسالة الى مئات الاحزاب والمؤسسات البرلمانية والاعلامية والاجتماعية والنقابية ونشطاء سياسيين، استعرضت فيها مقدمات ونتائج تلك المعركة.. وقالت الدائرة في رسالتها:
عام مضى من عمر حرب الابادة الجماعية التي ارتكبتها الفاشية الاسرائيلية في قطاع غزه، واستهدفت المدنيين من الاطفال والنساء، في ظل موقف دولي شكل بتواطئه وصمته وعجزه تشجيعا للاحتلال على مواصلة جرائمه. وبالمقابل ظلت الاهداف التي حددها قادة الارهاب في اسرائيل عنوانا لعدوانهم معلقة في الهواء دون ان يحقق منها شيئا خارج اطار المجازر والتدمير..
وقالت الرسالة: إن الحركة الصهيونية، بطبعتها الفاشية والدينية المتطرفة، وباستنادها إلى تراث فكري وسياسي عنصري ودموي، لم تعد تقتصر على إنكار الحقوق الوطنية الفلسطينية، بل باتت تقوم على نفي وجود الشعب الفلسطيني نفسه. ضمن هذه البيئة الأيديولوجية المريضة، تتحرك الحياة السياسية حاليا في إسرائيل، وإليها إتكأت حكومة نتنياهو، قبل عملية طوفان الاقصى، في التعاطي مع الشعب الفلسطيني عموما والضفة الغربية بما فيها القدس بشكل خاص. وتكفي اطلالة بسيطة على عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين وعلى العدد المتزايد لاعتداءات المستوطنين، لنكتشف كيف ترجمت الحركة الصهيونية افكارها في التعاطي مع الفلسطينيين خلال فترة قصيرة سبقت عملية 7 اكتوبر.
لذلك فأن عملية 7 اكتوبر لا يمكن قراءتها باعتبارها وليدة لحظتها، بل هي نتيجة لوجود الاحتلال ولتراكم ممارساته طيلة اكثر من 76 عاما، ونتيجة لحالة العجز الدولي وللمعايير المزدوجة للدول الكبرى، التي تعيد تكرار اخطاء ارتكبتها سابقا، وكانت احدى اسباب استمرار الصراع، خاصة لجهة تجاهل المجتمع الدولي لحق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه الوطنية فوق ارضه. ومن شأن استمرار هذه السياسة على حالها ان تبقي الصراع مفتوحا في المنطقة، طالما ان حرية الشعب الفلسطيني هي اسيرة الاحتلال والعدوان..
واضافت الرسالة: بعد مرور عام، لا يمكن قراءة النتائج التي ابرزتها عملية طوفان الاقصى، الا من خلال تأكيد صحة النظرة الى الكيان الاسرائيلي باعتباره كيانا وظيفيا وبؤرة دفاع عن مصالح القوى الامبريالية والاستعمارية العالمية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية التي خاضت حرب الابادة على قطاع غزه منذ لحظتها الاولى وحتى الآن، وبالتالي فان هذه الحرب لم تبرز عجز النظام الدولي عن حماية الشعوب في مواجهة القوى الغاشمة فقط، بل ايضا الحاجة الماسة الى نظام دولي جديد يكون اكثر توزنا في التعاطي مع القضايا الدولية واكثر تعبيرا واستجابة لحاجات الشعوب المختلفة، بعيدا عن منطق الهيمنة والاستعمار بمختلف اشكالها القديم والجديد.
وتابعت الرسالة استعراضها بالقول: اكدت تجربة نحو 76 عاما من احتلال فلسطين و57 عاما من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزه استحالة التعايش مع الفاشية الاسرائيلية ومع مشاريع الاستعمار في فلسطين والمنطقة، في ظل ميل عنصري وفاشي جارف من قبل المجتمع الصهيوني الذي يزداد تطرفا، لقناعة منه بأنه يحظى بدعم القوى الدولية الكبرى التي تمده ليس فقط بالدعم العسكري والامني، بل وبكل اشكال الحماية، وتمنع دول العالم ومؤسساته المختلفة من ممارسة دورها في حفظ الامن والسلام الدوليين، وعنوانها المباشر في منطقتنا حل قضية فلسطين بالاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة سيدة ومستقلة على كامل ارضها المحتلة وعاصمتها القدس وضمان تنفيذ قرارات الامم المتحدة بعودة جميع اللاجئين الى ارضهم وبيوتهم التي هجروا منها عام 1948 بقوة عمليات القتل والارهاب اللتين ارتكبتهما العصابات الصهيونية..
واعتبرت بأن الاطر السياسية والحركات الشعبية العالمية بمختلف تشكيلاتها معنية بممارسة دورها في المساهمة في الجهد العالمي في فضح الحركة الصهيونية المتحالفة مع القوى الاستعمارية الغربية وتعرية ما تقوم به من ممارسات اجرامية تطال كافة دول العالم الذي ضاق ذرعا بممارسات الفاشية الاسرائيلية والتي تترجمها عشرات القرارات الدولية التي تدين اسرائيل وما زالت دون تطبيق وآخرها القرار الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة (ايلول 2024).
وختمت "دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" رسالتها بالتأكيد ان عملية "طوفان الاقصى"، كانت ردا طبيعيا على وجود الاحتلال وممارساته الارهابية ضد الشعب الفلسطيني طيلة اكثر من 76 عاما، مجددة دعوتها بمواصلة التحركات الرافضة للعدوان والاحتلال، بهدف توسيع دائرة الضغط على الدول والحكومات الغربية الداعمة للاحتلال. مع التأكيد الدائم بأن الشعب الفلسطيني اليوم بات أمام خيار له الأولوية وهو المقاومة بكل أشكالها، في اطار المواجهة المستمرة بين المشروع الإسرائيلي الإستعماري، والمشروع الوطني التحرري الفلسطيني المنتصر حتما بارادة وصمود الشعب الفلسطيني ودعم كافة احرار العالم..
وسوم: العدد 1097