الأسيرة المحررة إنعام قولومبو:" قضية الأسيرات قضية تمس الكل الفلسطيني"

في مقابلة صحفية مع مركز أحرار لدراسات الأسرى

الأسيرة المحررة إنعام قولومبو:

"قضية الأسيرات قضية تمس الكل الفلسطيني"

أكدت الأسيرة المقدسية المحررة إنعام محمد صالح قولومبو 44 عاماً، وفي مقابلة صحفية أجراها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن فرحة التحرر فرحة لا توصف لمن اعتقل وأبعد عن أهله وأحبته، إلا أن من ذاق فرحة التحرر يتمناها لكل من أسر واعتقل، فهي في الوقت ذاته يمتلئ قلبها بغصة على أخواتها الأسيرات داخل سجن هشارون، واللواتي تركتهن يعشن ظلام السجن وأحكامه المختلفة بحقهن.

وأكدت إنعام في بداية حديثها إلى إن قضية الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال هي قضية تمس الكل الفلسطيني، وأن على الجميع بذل الجهود من أجل إنقاذهن من براثن السجن والسجان.

وفي المقابلة.. تحدثت إنعام قولومبو عن اعتقالها الذي كان بتاريخ: 2/4/2013 من مدينة القدس وبالتحديد من منطقة باب المجلس في المدينة، أثناء مشاركتها في المسيرة التي نددت باستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال الاسرائيلية، وكيف أن أحد الضباط الاسرائيليين قام بالاعتداء عليها وضربها واقتادها لمركز تحقيق المسكوبية الذي أمضت فيه شهرين متواصلين.

وتقول إنعام إنها وبعد شهرين من التحقيق المتواصل معها، والذي رافقه تعذيب نفسي وحرمان من الراحة والنوم، إضافة إلى الأسئلة المتكررة والمستمرة معها طيلة اليوم، قامت سلطات الاحتلال بنقلها إلى سجن هشارون، وهناك فوجئت إنعام بحال وأوضاع الأسيرات الفلسطينيات...

"غرفة مظلمة.. تملؤها الرطوبة..ضيقة لا تدخلها الشمس... صغيرة لا تكاد تتسع لعدد الأسيرات المتواجدات فيها"... هكذا وصف فؤاد الخفش مدير مركز أحرار سجن الأسيرات الفلسطينيات، والذي يصر الاحتلال على إعدام وجود أي سبب من أسباب الراحة فيه والمصمم لقتل الروح داخل جسد الفلسطينيات.

أما الظروف التي عاشتها الأسيرة المحررة إنعام قولومبو في السجن، فكانت تجربة مريرة لن تنساها، لقد كانت تجربة رأت فيها جبروت المحتل الاسرائيلي وحقده على الشعب الفلسطيني، والذي يترجمه ممارساته داخل الأسر، فذكرت قولومبو إن جنود الاحتلال الاسرائيلي يستفزون الأسيرات ويقومون بعمليات تفتيش شبه يومية، ويتسببون ببث الرعب في أوساطهن، جراء قطع الكهرباء في ساعات متأخرة من الليل، كما إن معاناة الأسيرات لا زالت مستمرة تجاه ما يسمى ب "تنقلات البوسطة" التي تنقل بها الأسيرات من السجن إلى المحكمة.

ومن جهة أخرى ووضع عاشته الأسيرة المحررة إنعام قولومبو في الأسر.. فهو المرض وعدم وجود علاج وتواصل سياسة الإهمال التي تنتهجها إدارة السجون بحق كافة الأسرى والأسيرات المرضى في سجونه وقالت  إن المرض في السجن يعني أن تبقى على وضعك دون علاج، وأن تبقى الآلام تعذبك طيلة الوقت.

وأضافت لمركز أحرار:" تواجه الأسيرات المريضات في سجن هشارون عقبة في نقلهن لعيادة السجن، وخاصة الأسيرات اللواتي يشتكين من أمراض الضغط والسكري واللواتي هن معرضات للإصابة بنوبات مفاجئة وتدهور صحي يحتجن فيه إلى الرعاية العاجلة، وهو الأمر المفقود في السجن".

وتقول قولومبو:" سبعة أشهر في الأسر كانت وكأنها سنوات طويلة... عشناها معاً أنا وأخواتي الأسيرات تقاسمنا فيها كل شيء جميل وحزين... كانت لحظة الإفراج عني لحظة مؤلمة وقاسية عندما رأيت الأسيرات قد بقين خلفي.. ينتظرن من يفرج كربهن".

وفي نهاية حديثها، قالت إنعام " لأحرار " إن الشعب الفلسطيني بأكمله يعيش حالة الأسر، فلا يكاد يخلو بيت إلا وله قريب أسير يعاني من ويلات الأسر... لذا فإن الإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال هو عمل يقع على عاتق جميع القيادات والجهات المسؤولة والأحزاب وأن لا ينسوا الأسيرات اللواتي أقل ما يقال عن وضعهن بأنه وضع "مأساوي وخطير".