فصائل المعارضة السورية تعلن السيطرة الكاملة على مدينة حماة والاستعداد لمعركة في حمص

دمشق : أعلن المتحدث العسكري باسم غرفة العمليات المشتركة لمعركة “ردع العدوان” بقيادة هيئة تحرير الشام، المقدم حسن عبد الغني، يوم الخميس (5/12/2024)، “تحرير مدينة حماة بالكامل بعد أن أكملت قواتنا عمليات التمشيط بنجاح”.

وأضاف عبد الغني: “حمص تترقب قدوم قواتنا”.

وتتوسط محافظة حماة الخارطة السورية، وتبعد عن حلب شمالا نحو 150 كلم، وعن العاصمة السورية دمشق جنوبا 200 كلم، ويفصلها عن الساحل معقل النظام السوري أقل من 100 كلم، ويمنحها ذلك موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية.

وأظهرت صور من داخل مدينة حماة، الخميس، تجول فصائل المعارضة وانتشار مقاتليها في عدة أحياء وسط ترحيب الأهالي بهم، بينما نشرت إدارة العمليات العسكرية صورا تظهر إطلاق سراح المعتقلين في سجن حماة المركزي عقب سيطرة الفصائل على المدينة.

وصرح مصدر عسكري من غرفة العمليات العسكرية لمعركة “ردع العدوان : أن قوات المعارضة السورية تحشد مقاتليها لشن معركة حاسمة في حمص. وأضاف: بدأت التجهيزات وفق خطة مسبقة، حيث عملنا على حشد أبناء حمص المهجرين قبل بدء معركة حماة . وأشار إلى أن “أهداف المعركة لن تتوقف عند محافظة حمص”.

وبحسب الإدارة العسكرية، فقد بدأ توغل فصائل المعارضة السورية داخل أحياء مدينة حماة، بعد معارك دامية مع قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وقال مصدر مدني من أهالي مدينة حماة : إن فصائل المعارضة دخلت حي القصور وحي الأربعين شمال مدينة حماة وأحياء المزارع والصناعة، والقسم الشرقي داخل مدينة حماة، وتعمل على تمشيط المدينة.

وأضاف: “تنتشر الفصائل داخل أحياء المدينة الواقعة على الجهتين الشمالية والشرقية، وقسم من الأحياء الجنوبية، وتتغلغل في الأحياء الغربية بعدما سيطرت على عدة مناطق من أهمها جسر المزارب، وبلدة أرزة، تزامنا مع انسحاب جماعي لقوات النظام من معظم أحياء المدينة.

من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري (سانا) انسحاب وحدات الجيش من مدينة حماة بعد معارك ضارية على عدة محاور وسط سوريا.

وأصدرت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” من دمشق بيانا أكدت فيه “إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”، وذلك “حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن”.

وأضاف البيان: “على مدى الأيام الماضية، خاضت قواتنا المسلحة معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية على مدينة حماة من مختلف المحاور وبأعداد ضخمة مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكري”، لافتة إلى “أنه خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات وارتقاء أعداد من القتلى في صفوف قواتنا تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم”.

إثر ذلك، قال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، الخميس، إن “لا ثأر” بعد دخول الفصائل المعارضة إلى مدينة حماة في وسط سوريا التي شكلت مسرحا لانتفاضة نفذتها جماعة الاخوان المسلمين قبل أربعة عقود وسحقتها دمشق بالقوة.

وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق “تلغرام”، خاطب الجولاني أهالي المدينة “أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول إلى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاما”.

وأضاف “أسأل الله عز وجل أن يكون فتحا لا ثأر فيه بل فتحا كله رحمة ومودة”.

وشهدت حماة أحداثا دامية في العام 1982، حينما سحق الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار، انتفاضة نفذتها جماعة الاخوان المسلمين.

وأصدر القضاء السويسري العام الماضي مذكرة توقيف في حق رفعت الأسد عم الرئيس الحالي، بتهمة ضلوعه في جرائم حرب حين كان انذاك مساعدا لشقيقه حافظ.

وتقدر منظمات حقوقية أن هذه الحملة العسكرية أدت إلى مقتل عشرة آلاف إلى 40 ألف شخص، علما أن الجماعة حظرت في سوريا وفُرضت عقوبة الإعدام على كل من يدان بتهمة الانتماء إليها.

وسوم: العدد 1105