ميري ميشيل وأم كلثوم

ميري ميشيل جاءت برفقة عائلتها من الشام إلى مصر في فترة الثلاثينيات وتعرّفت على زوجها شفيق السندي بعد ذلك في فترة الأربعينيات وتم الزواج ورزقهما الله عام 1947 بالابن رؤوف وخلال السنوات التالية أنجبت ميري ولدا وفتاة .

كانت ميري ميشيل تُنهي عملها كمترجمة في إحدى شركات وسط البلد بالقاهرة ثم تعدو نحو منزلها الواقع في شارع قصر النيل حيث تتأنق مُرتدية أبهى الفساتين وبعدها يصطحبها زوجها الطبيب شفيق السندي ويمشيان سويًا حتى الوصول إلى دار سينما الأوبرا التي لم تكن تبعد كثيرًا عن منزلهما لحضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم وفي عام 1956 توفى زوجها شفيق في سن صغيرة وكانت ميري حينها في الثامنة والعشرين من عمرها فتحملت مسئولية تربية ثلاثة أطفال وحدها

فى حفل أم كلثوم التي غنت فيه أغنية هو صحيح الهوى غلّاب كلمات الشاعر بيرم التونسي ولحن الموسيقار زكريا أحمد كانت تجلس ميري ميشيل ضمن الجُمهور وعلى وجهها يظهر التأثر الشديد وتُغمض عينيها وتمسح وجهها بالمنديل أثناء غناء أم كلثوم مقطع :

يا قلبي آه الحب وراك

أشجان وألم وأندم وأتوب

وعلى المكتوب ما يفدش ندم

يا ريت أنا أقدر أختار

ولا كنت أعيش بين جنة ونار

نهاري ليل وليلي نهار

يا قلبى .. آه

 ظلّت ميري ميشيل أيقونة الحفل ورصدتها كاميرات التليفزيون وعندما رحلت أم كلثوم عام 1975 حزنت ميري حزنا شديدا وعصر أحد أيام عام 1979 انتظرها أبناؤها أمام سينما مترو حيث اتفقوا على مشاهدة فيلم سينمائي لكن الأم ميري ميشيل لم تأتِ فقد أحسّت بالتعب في عملها فأخذتها زميلاتها لتُجري رسم قلب لكن الموت أدركها سريعًا دون تعب في عمر الواحدة والخمسين.

وسوم: العدد 1111