ليس مفاجأة اتفاق الأمريكان والروس..

عقاب يحيى

هناك " وثيقة" تتناقلها وسائل الإعلام، بعنوان " خطة بندر لإسقاط النظام" تحتوي زخماً من المعلومات والأخبار التي أعتقد، ووفقاً لمسار الأمور أنها صحيحة، وتواكب الذي عشناه وتوقعناه..

الأساس في الوثيقة : تقديم بندر بن سلطان ـ مسؤول الأمن في المملكة العربية السعودية ـ مشروعاً تفصيلياً ـ عملياً ـ لإسقاط النظام لسوري في زمن وجيز، وذلك بناء على اتفاق مسبق مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، والسعودية أيضاً.. وأنه بعد الانتهاء من تقديم مقترحاته ـ العملية ـ فوجيء بموقف أمريكي ينسفها، ويمطمط في الأمور، ويعتذر بعدد من المبررات.. التي يقول التقرير ـ على لسان بندر ـ أنها لم تك موجودة عندما اتفقوا، ويخص منها التخوفات من إيران وإغلاق مضيق هرمز، والموقف من الوضع المصري الجديد.. وأنه شعر، والفرنسيين، أن تغيرا حدث في الموقف الأمريكي يتنصل من وعود سابقة، ويعزيه إلى فتح قنوات مع إيران .. بدأته عُمان بعد زيارة السلطان قابوس لطهران، وزيارة وزير خارجيته لأمريكا، من جهة، وتقدم المفاوضات الروسية الأمريكية من جهة أخرى ..

ـ المعلومات تاريخها بنحو شهر قبل حكايا الضربات ومواعيدها.. وأن إعلان النية على الضربات كان هدفاً أمريكياً للتسخين وصولاً إلى الاتفاق على نزع الكيماوي..وانزعاج كل من السعودية وفرنسا من التملص الأمريكي، والاتفاق مع البريطانيين من وراء ظهرهم.. ثم إعلان الاتفاق الروسي الأمريكي الذي لم يأت مفاجئاً..

ـ الحقيقة الفاقعة والتي كنت كتبت عنها قبل أشهر.. تؤكد البديهيات التي نعرفها جميعاً، وهي أن المصالح الأمريكية، وغيرها لبقية الدول، هل المحرك الأساس لمواقفها، وأن قضية الثورة، والشعب السوري.. ومصير البلاد كلها مجرد أوراق صغيرة يُنظر إليها على ضوء خدمتها لتلك المصالح.. وفقط ..

وأن إمكانية اتفاق الدولتين الكبيرتين وارداً من زمان.. وعلى حساب قضايانا، وهي ليست المرة الأولى..وبالتالي فإن كل التصريحات وحكايا التعاطف والصداقة.. والدعم.. وغيرها ليست سوى نثار في سماء تلك الاستراتيجية.

ـ وتؤكد الوقائع ما قلناه مرات ومرات على أن الاتفاق الروسي الأمريكي يتجاوز الكيماوي وربما بلدنا إلى شؤون عالمية.. يمكن أن تكون سورية فيه مجرد محطة، ومحطة جزئية، وعابرة.. وأن الموقف من إيران يتجاوز تحييدها إلى إدخالها شريكاً في بلدنا والمنطقة.. وفقاً لرؤى قديمة كانت تعتمد المثلث الإسرائيلي ـ التركي الإيراني كأعمدة ثابتة.. للإطباق على حراك العرب، ونزوعهم الوحدوي التحرري.. وأن تركيا الحالية.. وإن اتجهت عربياً لأسباب معروفة، وإن كانت من أكثر الداعمين للثورة، وتتحمل أعباء ثقيلة.. إلا أن دورها القادم يجب أن يكون محفوظاً.. وهذا حق الدول التي تمتلك مشاريعاً خاصة، وتعمل على تنفيذها..

ـ اللوحة التي ترسمها المعلومات تؤكد على أن النزيف السوري مرشح للديمومة زمناً طويلاً، وان جنيف محاولة لوضع تصورات عن سورية القادمة، لكنها ناقصة، وتحتاج الإرادة الفعلية، والنية الصادقة في وضع بنود جنيف 1 موضع التنفيذ.. وليس لاستخدام جنيف جسر عبور لتحقيق مشروعات مطروحة.. أمريكية وروسية.. وإيرانية وغيرها ..