تواضروس قلب الأسد
محمود القاعود
فى حواره مع التلفزيون الروسي
تواضروس ينتقد أمريكا لأنها لم تتدخل وتحمى المسيحيين
تواضروس يقول أن الوجود المسيحي فى مصر وسوريا والعراق مهدد ويتعرض للضغوط
تواضروس يقول عدم تدخل أمريكا لحماية المسيحيين فى مصر يشكل علامة استفهام كبيرة
إعلام ساويرس تجاهل الفقرات الكارثية فى حوار تواضروس وأخرجه بشكل مغاير لنص كلامه
منذ تنصيب وجيه صبحي سليمان الشهير بـ تواضروس الثاني بطريركاً للكنيسة الأرثوذكسية فى نوفمبر 2012م ، وأحلام الامبراطورية القبطية المزعومة تداعب خياله ، لتدفعه للاصطدام بالواقع الجديد الذى نشأ عقب ثورة يناير باختيار الشارع المصري للتيار الإسلامي.
فى اعتقاد تواضروس الراسخ أن مصر هى بلاده ، وهذا ما عبر عنه زميله الأنبا توماس أسقف القوصية أمام معهد هيدسون الصهيوني عام 2008 عندما قال أنه يشعر بالعار إذا قال عنه أحد أنه عربي، وادعى أن مصر ملك الأقباط، وبعدها فى عام 2010 صرح الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أن المسلمين ضيوف وأن الأقباط هم أصحاب البلد.
إذا هناك إشكالية كبيرة لدي التيار الكنسي الذى خرج من وسطه تواضروس ، وهو ما يُسمي بتيار "الصقور" الذى يسعى للاصطدام بصخرة الواقع "مصر دولة إسلامية" يتعايش فيها المسلمون مع المسيحيين منذ الفتح الإسلامي لمصر، إلا أن هذا لا يروق للقيادات المتطرفة التى تريد أن تعيش فى الخيال حتى لو أدي ذلك إلى حرق الوطن.
شكل الانقلاب الدموي فى الثالث من يوليو فرصة ذهبية لتواضروس لاستعراض عضلاته وفرض رأيه على الجميع بعدما شارك فى توريد الأنفار ليملأ ميدان التحرير يوم 30 يونيو ، وهو ما بدا جليا فى التعديلات التى أرسلها لما تسمي لجنة الخمسين ، وتضمن أربعين تعديلا كلها موجهة للمواد المتعلقة بالهوية الإسلامية لمصر.
لم يكتف تواضروس بالمشاركة فى الانقلاب الدموي والظهور برفقة عبدالفتاح السيسي يوم إعلان بيان الانقلاب، بل شجع وبارك جرائم القتل، وكتب يمتدح الجيش بعد مذبحة النصب التذكاري "شكرًا شكرًا شكرًا.. لكل من فتح أبواب الأمل أمامنا جميعًا.. جيش مصر العظيم، شرطة مصر الرائعة، شعب مصر الأصيل، ٢٦/ ٧/ ٢٠١٣ شكرًا شكرًا شكرًا".
وقد علقت الدكتور زينب عبدالعزيز أستاذ التاريخ والحضارة على ما فعله تواضروس لـ"المجتمع" قائلة : ما قاله تواضروس هو تعصب أعمى مقيت يثبت أنه صاحب قلب مريض، فنحن تربينا منذ الصغر على أن الشماتة في الموت قذارة، وأردفت: ليس هذا غريبًا على تواضروس فهو فرط في دينه من أجل أن ينضم للتحالف الكاثوليكي العالمي وقد كتبت عن ذلك في حينها في شهر مايو الماضي إبان زيارته للفاتيكان.
ودعت د. زينب عبد العزيز الأنبا تواضروس أن يتذكر كيف حشد الإعلام المصري والدولي لاستنكار سقوط قنبلة غاز مسيلة للدموع أمام الكاتدرائية بعد قيام كشافته بإمطار سكان العباسية بوابل من الرصاص، وهو ما دفع الشرطة لإلقاء قنبلة غاز، وكيف يبارك الآن قتل المسلمين وحصار المساجد واعتقال الأبرياء.ووجهت كلمة لتواضروس قائلة: كل إناء بما فيه ينضح.
تواضروس قلب الأسد :
بعد المذابح التى ارتكبتها قوات السيسي بحق المعتصمين السلميين برابعة العدوية وميدان النهضة، وتواضروس يعيش فى دور " قلب الأسد" ولو كان يدرك الواقع وطبيعة الانقلاب لعلم أنه ليس ريتشارد وإنما هو الممثل محمد رمضان الذى أدي دورا هزليا فى فيلم "قلب الأسد" .
الانتصار المزعوم الذى يعتقد تواضروس أنه يمهد الطريق لإقامة دولته القبطية جعله يتحدث وكأنه "إمبراطور" وليس رئسيا روحيا لطائفة دينية لا تتجاوز 5 % من تعداد الشعب المصرى ، لذلك جاء حواره مع قناة روسيا اليوم فى 30 أغسطس الماضي ليؤكد أن الرجل منفصل عن الواقع ، ومع ذلك فالحوار يحوى العديد من النقاط الخطيرة التى تجاهلها إعلام ساويرس ، فقد بدا الرجل فرحا مسرورا بمجازر السيسي وبالحال التى وصلت إليها مصر ، كما أثني على موقف روسيا ومطالبتها بحماية الأرثوذكس فى مصر ، واتهم الإخوان المسلمين بمحاولة تفكيك الجيش، وأمد أن المسيحيين هم جذور مصر ( أى أصحاب البلد كما قال بيشوي) .. إلا أن أخطر ما جاء فى حديث تواضروس هو هجومه العنيف على أمريكا لأنها لم تدن حرق الكنائس وزعمه أن الوجود المسيحي فى الشرق الأوسط مهدد ويتعرض لضغوط ، وكالعادة تجاهل إعلام ساويرس الفقرات الكارثية فى الحوار وأخرجه عن سياقه.
تفريغ حرفى من حوار تواضروس:
"أكتر وصف يوصف المشهد المصرى حالة المخاض ، مصر فى حالة مخاض وحالة المخاض تعني ألم، ولكن يقابلها ولادة جديدة .. إنسان جديد .. "
وعن الأسباب التى أدت إلى كل ما تعيشه مصر اليوم قال تواضروس :
" أسباب كتيرة واسباب متراكمة وليست وليدة اللحظة ولكن أهم سبب هو كفاءة الإدارة ، إدارة دولة بحجم مصر يجب أن يكون من يتصدي لها على مستوي هذه الكفاءة ، غياب الكفاءة أو نقصها أو ضعفها تسبب فى كل ما نحن فيه" .
سؤال: المسيحيون فى سوريا والعراق ومصر يواجهون أعمال عنف هل ترون ترابطاً فى كل ذلك ؟
تواضروس: " ربما فيه ترابط ، لكن فيه نوع من الضغط على الوجود المسيحي فى الميدل إيست بصفة عامة الشرق الأوسط ، ويمكن العراق فيها نسبة كبيرة من مسيحيين العراق تركوها وهاجروا ، وربما يكون هذا هدف خبيث لكن أحب ألفت نظر حضرتك إن الحالة المصرية مختلفة تماما لأن أقباط مصر من جذور أرض مصر " .
سؤال: من المستفيد من إشعال الحروب الطائفية فى العالم العربي
التفتيت ، أما من يستفيد بعض الناس بعض الدول ربما يكون فيه تخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية
سؤال: ما المغزي من حرق أكثر من خمسين كنيسة يوم فض اعتصامي رابعة وميدان النهضة
تواضروس: ده تمن الحرية ، احنا تم الاعتداء على أكثر من مائة موقع مسيحي و يمثل كنيسة ، يعني مدرسة سكن للراهبات ملجأ أطفال، تم الاعتداء بصورة بربرية على هذه المواقع ، بالإضافة إلى أكتر من ألف بيت ومحل عمل للأقباط بصورة شرسة وبصورة غير طبيعية فى الحياة المصرية وصورة أعادتنا إلى عصور الغابات القديمة حيث يحيون بلا قانون وبلا شريعة
تواضروس: التعليم فى المدارس لو حض على كراهية الآخر وعدم قبوله ، الطفل اللى فى المدرسة ده هيكبر فى يوم م الأيام وهياخد خط العنف وخط الإرهاب ، فده ناحية تربوية مثلا ، النهاردة عايز ينتقم من الدولة فبيجي على ورقة الأقباط .
تواضروس: الكنيسة القبطية فى مصر بنسميها كنيسة الشهداء والتقويم القبطي يبدأ من عصر الشهداء
سؤال: فى سوريا إرهابيون يأكلون الأكباد وفى مصر متطرفون يشعلون النار فى كل الكنائس هل يمكن للإرهاب أن ينتصر ؟
لأ. الإرهاب هو النغمة النشاز ، أى إنسان فينا هيعيش مائة سنة
تواضروس: التعديلات المقدمة على الدستور مقبولة إلى حد ما وأحب أن أشير إلى أن الدستور يجب أن يكون توافقي مينفعش دستور يوافق عليه 60 % من الشعب ، ميبقاش دستور ده .. الدستور أبو القوانين ، يجب أن يصلوا إلى 90 % من التوافق على الدستور
تواضروس: ينبيغى أن نجمع كل أطياف الشعب المصرى ويستثني من ذلك كل من حمل سلاحاً أوتسبب فى عنف
تواضروس: الإدارة الأمريكية تقيم قراراتها على أساس المنفعة والمصلحة وممكن تضرب عرض الحائط بأقرب قريب وأكثر صديق ، فى الماضى كان يكبروا الموضوع عشان كنيسة صغيرة حدث لها حادث ، ورقة الأقباط وحماية الأقليات والتدخل ، النهاردة مع هذا الكم الهائل مما حدث والاعتداء على الكنيسة بصفة عامة لم تحرك ساكناً والحقيقة دي علامة استفهام كبيرة خالص ، الأحداث اللى حصلت فى مصر خلال شهر يوليو وأغسطس 2013 فيها اعتداء صارخ على الأقباط ، والإدارة الأمريكية لا تستمع إلى صوت شعب وتستمع فقط وبدعايات كاذبة لصوت جماعة أو صوت حزب ، هذا مرفوض تماما ، نحن نقول الصديق عند الضيق وإذا كان الأقباط تعرضوا لهذه الضيقات ، حسابات المصالح ربما كان فيه تفكير معين فى منطقة الشرق الأوسط الكبير وكانت أداة التنفيذ جماعات معينة ،وكانت النتيجة إن هذا المشروع اللى بنوه فى ذهنهم اتفك ، اضمحل وضاع ، وكل الخطط اللى كانت قائمة عليه انتهت ، وكانت النتيجة مش هنقف مع أقباط مصر .
تواضروس: أقدر كثيرا الموقف الروسي كدولة كبرى من دول العالم ولها حق الفيتو فى مجلس الأمن ولها معرفة قوية بمجتمعات الشرق الأوسط ، ولنا علاقات قوية بالدولة الروسية .
تواضروس: أحد أغراض جماعة الإخوان تفتيت الجيش المصري.