شيء عن التطرف و .. "داعش"...
شيء عن التطرف و .. "داعش"...
عقاب يحيى
اليوم تكثر النوايا لاتخاذ موقف من "داعش".. ومثيلاتها.. والبعض يسأل : لماذا لم يجيء هذا الموقف بوقت مبكر ؟؟..
قبل أكثر من عام .. لم تكن التطورات قد أفصحت عن جوهر النصرة وعلاقتها بالقاعدة، ولم تظهرّ داعش" بحجم كبير. .. ووجد من يقول بأهمية حوار جبهة النصرة طريقاً للتوافق على المشتركات، ومنعاً لفتح ثغرات الاقتتال في صفوف " المحسوبين" على الثورة،، ولعل وعسى أن يكون الحوار طريقاً لتكريس المشترك.. وهناك من رفض إدراجها على قائمة الإرهاب..
ـ تطورت المعطيات.. وبات التطرف دملة خطيرة في جسم الثورة.. يمكن أن تنتشر وتتسرّطن.. وتشوه جوهر الثورة، وتحرفها عن أهدافها، ومسارها، وسمتها..
هنا وبغض النظر عن الضغوط الدولية لاتخاذ مواقف واضحة من المتطرفين.. فكان جديراً بهيئات الإئتلاف، والمجلس الوطني، وقوى الثورة بحث الوضوع بروحية التمسك بلبّ الثورة وسمتها.. واتخاذ مواقف واضحة من كل تطرف.. يركب الإسلام أو غيره، ومقاومته بوسائل كثيرة..
ـ حتى الآن نجد من يدافع عن المواجهة تحت فكرة : وجود عدو رئيس هو نظام الطغمة الذي يجب أن تتجه كل الجهود نحو مقاومته، ومخاطر الاقتتال، أو توزيع الجهود..
ـ ضمن هذا الرأي نلاحظ من يعتبر القوى المتشددة، بما فيها " داعشّ قوى مقاومة للنظام، وجهادية، وأن من الخطأ التصدي لها، بل وحتى اتخاذ مواقف سلبية منها.. فيجري الصمت على التجاوزات، وبلع الممارسات الخطيرة على الأرض وما يحدث من توليد أخطار حقيقية راحت تتجه نحو الثوار، وتصفية المخلصين منهم، وحرب المواقع للاسئثار، والسيطرة على الموارد، والمفاصل الحيوية.. والإمعان في سياسة اجتثاث الآخرين، وفرض تمطية من السلوك ما أنزل بها الإسلام من تعليمات ..
ـ توضيح التخوم، وإعلان موقف واضح من "داعش" وقى التطرف التي تشوّه جوهر الثورة، وتصبّ ـ حتى من حيث النتيجة ـ في خدمة الطغمة ـ بغض النظر هنا عن كل الاتهامات بالاختراق والتلغيم..أمر ضروري الآن قبل الغد، ولا يمكن لسياسة دفن الرأس في أوهام التسويات والتفاهمات مع تلك الجهات أن تثمر سوى المزيد من الخسائر .. والمزيد من عمليات التشويه، وتصعيب المرحلة القادمة..
مع كل يوم يمر دون وضع سياسة واضحة قد تفقد الثورة العديد من المواقع والتأييد الداخلي والإقليمي والعالمي.. الأمر الذي يدعو إلى اعتبار تلك القوى خارجة ومارقة عن الثورة.. ووجوب مواجهتها بالوسائل المتاحة.