إطالة الأزمة السورية إلى حين ضربات الترجيح

حسين شيخموس

 إطالة الأزمة السورية من قبل المجتمع الدولي و الدخول في مكاتب المراهنات لا يدل سوى على دلالة واحدة و هي عجز قادة المجتمع الغربي في إقناع شعوبه للدخول مباشرة الى الأزمة السورية ، و بالأخص بعد فشل الأمريكي في أفغانستان و العراق و عدم القضاء بشكل كامل على التنظيمات الراديكالية و الإرهابية المتمثلة بتنظيم القاعدة حتى بعد مقتل أسامة بن لادن .

المجتمع الغربي في أزمة إقتصادية و سياسية نتيجة تدخلاته المباشرة و الغير المباشرة في الأزمات الدولية ، حيث أثبتت و بالدليل القاطع فشل أكثر من دولة فشلاً زريعاً في سياسة الشرق الأوسط كما حصل للفرنسيين في سوريا و لبنان و كذلك في شمال الأفريقي ..... و بالمقابل إستعاد الروس بقيادة القيصر بوتين القيادة من الطرف الأخر و اللعب بكل الأوراق و بشكل صريح في العملية المصالحية و التحدي و إعادة المجد و الكرامة الروسية في أكثر من منطقة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي و تقليص الدور الروسي اليلتسني المريض .

 لكن بوتين تحكم بدفة الحكم في روسيا و حول الدولة الروسية من دولة مريضة الى دولة تتحكم و تفرض رأيها و شروطها و تملي إملاءتها على كل الجبهات عن طريق تحالفاتها بداية من أسيا و نهاية الى أمريكا الاتينية مروراً بأفريقيا . سوريا بالنسبة للروس و لحليفتها إيران جزء لا يتجزء من أمنها القومي و التحالف مع الشيعة كما جاء على لسان و زير خارجيتها لافروف يعطي للروس آمال أقوى في منطقة الشرق الأوسط ، بالمقارة مع المسلمين السنة و إرهابهم لذى لا أستغرب الدفاع المستميت عن نظام الأسد في البقاء لأن بقاء الأسد في سوريا هو ضمانة إستمرار سياسة الهيمنة الإيرانية الشيعية المواجه مباشرة مع الأكثرية السنية بقيادة الأتراك و العربية السعودية و الصراع المباشر بين المتنازعين لا يساعد سوى المصلحة الروسية على وجه خاص .

 الأزمة السورية طالت و ستطول ليس من قبل الدب الروسي المتمثل في شخص بوتين ، بل في شخص أصحاب العمائم الإيرانية و هلالهم الشيعي ، المسألة بالنسبة للإيرانيين ليست لعبة دومينو أو مبارات كرة قدم فيها الغالب و المغلوم بل إنه الحياة أو الموت كما جاء على لسان الوفد العسكري الإيراني الذي زار موسكو سراً في الفترة الأخيرة أي بعد ضرب الكيماوي و التهديدات الأمريكية لسوريا و ضربها و لو حتى ضربة تجميلية . المبادرة الروسية بالنسبة للأسلحة الكيماوية ووضعها تحت حماية دولية مباشرة الى حين إتلافه لم يكن سوى مناورة روسية أخرى لأطالة عمر الأزمة السورية أمام ضعف و تردد أمريكي ، و لهذا كانت تصريحات الأسد و شروطه مقابل إتلاف أسلحته " و هو على علم اليقين أن تلك التصريحات لاقيمه لها على الصعيد الدولي " لأنه مطوق من كل الإتجاهات و هو في قفص الإتهام مثله مثل أي مجرم حرب , الأسد لن ننفذ المقترح الروسي قبل أن توقف واشنطن تهديداتها و دعمها للإرهابيين .

 الأسد يعرف تماماً أن المبادرة خارجة عن إيرادته و المتحكم في دفة العملية ليس سوى الروس و من خلفهم الحلفاء الإيرانيين . الأمريكان مازالوا متمسكين بالخطوط الحمر حفاظاً على ماء وجههم فبدلاً من ردع الأسد و نظامه الفاشي عن طريق ضربات لمواقعه الحساسة أمكن إنتزاع سلاحه الكيماوي و هنا بيت القصيد لدى الإدارة الأمريكية وهو تسجيل وجود خط أحمر أمريكي للسلاح الكيماوي المحظور دولياً بالبداية كانت الترويج للضربات الجوية و الصاروخية و هو لا يمانع تغير الصراع الذي طال أمده أكثر من سنتان و نصف داخل سوريا و مع ذلك هذا لم يكن من أولويته في الصراع السوري , أما الروس و بقيادة قائد الأوكسترا الروسية السيد بوتين المهم عنده إجهاض الضربة الأمريكية و ليس المهم عنده محاسبة حليفه السوري على إستخدام السلاح الكيماوي , و لو أن الروس أعترفوا بشكل لامباشر أن النظام السوري إستعمل السلاح الكيماوي . المباراة على ملعب جنيف 2 و الاعبين على لياقة بدنية عالية بإستثناء المعارضة السورية , فهل سيفوز بوتين بضربات الجزاء و يحكم العالم من خلال تحالفه , أم ستبقى أمريكا و الغرب في الزعامة الأممية بلا منازع .