تعليقا على بيان الكيانات السياسية العراقية

بيان صادر عن حركة تجديد

تعليقا على بيان الكيانات السياسية

حركة تجديد : الحل في مؤتمر وطني برعاية الامم المتحدة .

في مسعى مشبوه اجتمع سياسيون لم  يعد يمثل الكثير منهم الا نفسه  في مكتب  نوري المالكي يوم الاثنين الماضي المصادف التاسع من ايلول الجاري وصدر عن اجتماعهم بيانا يكرس الواقع المحزن في العراق من جهة ، كما يستهين بالضحايا من ابناء الشعب السوري عندما ساوى بين الجزار والضحية .

وعلى قدر تعلق الامر بالقضية السورية فأنه لاقيمة لمثل هذه البيانات على الصعيد العربي او الدولي لسبب بسيط ان نوري المالكي ونظام حكمه لم يعد معزولا فقط بل لأنه ليس محايدا في النزاع الدائر والكل يعلم ان المالكي يدعم النظام السوري بالميليشيات والاسلحة سواء التقليدي منها أوغير التقليدي وبالتالي من الصفاقة ان يعرض نفسه وسيطا محايدا نزيها في الصراع الدائر بين شعب يتطلع الى حياة حرة وكريمة ونظام حكم يتوافق معه نظام المالكي في الاستبداد والفساد والطائفية السياسية .

اما مايتعلق بالقضية العراقية فانه كالعادة يحاول حرف الانظار عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء ظاهرة عدم الاستقرار في العراق ، بينما أدرك الجميع ان اصل المشكلة يكمن في اختطاف العملية السياسية من جانب حكومة ظالمة فاسدة ينبغي عليها ان ترحل ونفوذ دولة جارة تعبث بمقدرات العراق ولاتريد الخير لاهله ينبغي ان نضع له نهاية عاجلة ، هذا هو خط الشروع الذي تنطلق منه خطط الاصلاح والتغيير، وماعداه تخدير وتدليس ونظليل .

مأساة العراقيين لاتحل باجتماعات مظهرية وخطابات اعلامية رنانة او حلول ترقيعية ، والعراقيون سئموا كذب السياسيين وثبت ان الغالبية منهم غير معنيين بهمومهم ولا شواغلهم ، مأساة العراقيين تعالج عندما يتوقف القتل بالكاتم والسيارات المفخخة في بغداد وغيرها ، عندما ينتهي الفساد وسرقة المال العام ، عند انصاف المظلومين في السجون والمعتقلات ، في مراجعة الاحكام الجائرة التي اصدرتها محاكم مسيسة ، الغاء العديد من القوانين المثيرة للجدل  ، في الاستعادة الحازمة لسيادة العراق المهدورة ، في وضع نهاية للتمييز ومعاملة الجميع على اساس المواطنة بما يمهد لوضع المواطن المناسب في المكان المناسب ....في تكريس التعايش الاخوي بين المكونات والاعراق والمذاهب .....وأخيرا في ايقاف التدخل في الشأن السوري والوقوف على الحياد حقيقة لا ادعاءا ، في جميع هذه المجالات يعلم نوري المالكي ان بامكانه لو صدق فعل الكثيرمنها دون حاجة لاجتماع او مؤتمر لكنه لايفعل لانه ببساطة لايؤمن بالاصلاح ولايتمناه لانه اول المشمولين به .

كان على البعض من السياسيين الذين لانشك باخلاصهم ان لايستعجل بالمشاركة دون مقدمات أومؤشرات أو ضمانات تؤكد صدق توجهات من دعا للاجتماع  . ان مشاركتهم في مثل هذه الاجتماعات وموافقتهم على البيان الختامي بينما القتل والتطهير يتواصل في بغداد والبصرة وديالى وغيرها انما يحسب عليهم وليس لهم ،  انهم بذلك يمنحون الشرعية لمثل هذه الجرائم . وبناءا عليه فأن حركة تجديد تحيي الشخصيات السياسية التي قاطعت الاجتماع المذكور واية اجتماعات حصلت من هذا القبيل في الماضي القريب .

لكل ماسبق فان حركة تجديد تستنكر هذا الاجتماع والبيان الذي صدر عنه وتؤكد انه بدلا عن اجتماعات وبيانات لاتغني ولاتسمن من جوع فأن الحركة تدعوا لاجتماع وطني برعاية الامم المتحدة لمراجعة العملية السياسية من اجل تصويبها ووضعها على سكة البناء الصحيح للدولة المدنية ، دولة المؤسسات والعدل ، هذا هو الحل الذي من شأنه ان يعصم العراق من اية ارتدادات ضارة كنتيجة لتطورات الاوضاع في سوريا .

حفظ الله العراق واهله من كل سوء.