لا يا ناصر اللحام: لا يمكن أن يكون المرء مسلما إلا إذا كان إسلاميا

لا يا ناصر اللحام:

لا يمكن أن يكون المرء مسلما إلا إذا كان إسلاميا

خالد العمايرة

كتب ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا" مقالا بعنوان أنا مسلم ولست إسلاميا وذلك بتاريخ 7 ايلول الجاري.

وقد حاول اللحام تبرير رؤيته المخالفة للنص القرآني  بالإدعاء إن رئيس  الوزراء التركي طيب رجب أردوغان نفى عن نفسه وعن حزبه  الصفة  السياسية الإسلامية واثبت لنفسه الصفة العلمانية  القومية التركية.

وقال اللحام " ولا تزال هناك في فلسطين جماعات  ترفع رايات أخرى (ربما يقصد راية لا إله إلا الله وراية محمد رسول الله) غير علم فلسطين.

وأضاف اللحام بشيء من السطحية الصادمة " واللعبة السياسية لم تعد  تتحمل المقنعين باسم الدين وباسم الوطن ولم تعد تتحمل الشعارات الكبيرة والخادعة ..."

والصحيح أن إدعاء الزميل اللحام بأن المسلم هو فقط مسلم وليس إسلاميا لا أساس له في العقيدة الإسلامية. ومن الواضح أن السيد اللحام الذي يبدو أنه  يتمتع بثقافة دينية بسيطة   يريد  أن  يقول إن المرء يمكن أن يكون  مسلما دون أن يؤمن بالضرورة بتطبيق الشريعة ودون أن يؤمن بما ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بشأن ضرورة الحكم بما انزل الله.

قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( سورة النساء آية  65 ). وقال تعالى : "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"  (سورة المائدة –أية 49) وقال تعالى "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ( سورة المائدة  أية 44) علما أن هناك مئات الآيات القرآنية الكريمة  التي تأمر المسلمين إتباع حكم الله. فكيف يمكن أن يكون المر ء مسلما إذا لم يؤمن بآيات الله وهدي رسول الله؟ 

 فهل نتبع كلام الله المنزل على قلب محمد رسول الله  أم نلهث وراء  التحليلات العلمانية  السخيفة  التي تقوم على الظن والهوى؟

إن الذي لا يؤمن بالقرآن وحكم القرآن لا يمكن أن يكون مسلما حتى لو  كان اسمه في شهادة الميلاد محمدا او خالدا او زيدا أو حاز على  أرقى وأرفع الدرجات العلمية  من الأزهر أو كليات الشريعة في السعودية وغيرها.

أما بخصوص أوردوغلان وحزبه فمع كل الاحترام نحن المسلمون لا نأخذ ديننا من حزب العدالة والتنمية ولا   من أي حزب سياسي أو جماعة دينية  بما في ذلك  الإخوان المسلمون بل نأخذ ديننا من كتاب الله الذي  "لا  يأتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ."

أما بخصوص العلم الوطني  فهو  ليس كل شيء في هذه الحياة القصيرة  فراية لا إله إلا الله محمد رسول الله  هي خير الرايات وهي أولى  بالإتباع من الرايات الوضعية  مثل راية آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني" او راية "أمجاد يا عرب أمجاد" أو  " يا عمال العالم اتحدوا" أو رايات الدول الإقليمية الضيقة.

إن التغني بالدولة الوطنية الضيقة كالقول "فلسطين فوق الجميع" أو |"الأردن فوق الجميع" أو "مصر فوق الجميع" او" الصومال فوق الجميع" ينبئ عن  خلل خطير  في التفكير وقصور في الثقافة  والفكر.   فالدولة  القطرية  territorial state    هي مجرد صورة مكبرة للقبيلة  والوطنية القطرية  territorial nationalism    هي ثقافة قبلية بامتياز يرفضها الإسلام وترفضها  الإنسانية الرصينة الواعية. فنحن على سبيل المثال في جنوب فلسطين اقرب لأهل الكرك الأردنية منا إلى سكان شمال فلسطين من حيث الأنساب والعادات والتقاليد والثقافة.

قال تعالى: وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.

لقد أراد لنا المولى أن نكون امة واحدة  لا أن نكون عشرات الدول التي تشبه القبائل تتعارك فيما بينها بل تطلب العون والنصرة من الأجنبي ليقف معها ضد القبائل (عذرا الدول) "الشقيقة الأخرى.

 ثم بعد كل ذلك يأتي "أدعياء الثقافة والفكر" يمجدون هذه الكيانات القطرية الهزيلة التي تستطيع بشق الأنفس توفير رغيف الخبز لمواطنيها.

لقد  قتلتنا القومية العربية  فهي في مصر تتحالف مع الفاشيين الملحدين من شيوعيين وعلمانيين كارهين لكل شيء له علاقة بالإسلام  ضد كل من يقول لا إله محمد رسول الله وهي في سوريا تتحالف مع مجوس إيران  الجدد لقتل آخر مسلم سني في البلاد ووصمه بالإرهاب  لتحويل بلاد شام إلى  إسرائيل أخرى تنغرس في قلب العالم العربي.

 ثم نرى شبيحة الكلمة ممن ترعرعوا على ثقافة الكذب  يطبلون ويزمرون لهتلر دمشق الذي دمر بلاده وقتل شعبه باسم الممانعة والمقاومة والله يعلم والناس يعلمون أن ا لمسافة بينه وبين الممانعة تقاس بالسنين الضوئية لا بالأميال والكيلومترات.  (انتهي)