بشار الأسد (بدّو هيك)
بشار الأسد (بدّو هيك)
بدر الدين حسن قربي /سوريا
في سياقات الحرب المدمرة التي أعلنتها عصابة الأسد وشبيحته على السوريين، تهدّمت مئات المساجد وعشرات الكنائس معها. وإنما في خصوصية التعاطي مع المكون المسيحي السوري، يسوّق الأسد حماية المسيحيين من الإرهاب الذي يستهدفهم، والذي هو مصدره أساساً وليس غيره، لأن إرهابه يطال جميع مخالفيه ورافضيه بغض النظر عن دينهم وعرقهم ومذهبهم، وليس كما يحلو لبعض حلفائه وشبيحته قوله. ولعل الأحداث الأخيرة قبل أيام في بلدة معلولا مثالاً. فالبروباغندا التي صنعها إعلام النظام وحلفاؤه، واضحٌ دجلها وفبركتها، وتؤكد ذلك أحداث موثقة عن نواياه الإرهابية بالمسيحيين وغيرهم فيما حصل من كشف مخطط إجرامي له يراد في لبنان كان يستهدف أكبر شخصية مسيحيّة فيه.
فبشار الأسد بدو هيك، هي الجملة التي قالها النائب اللبناني السابق والوزير ميشال سماحة للشخص الذي يريد التعاون معه والمساعدة ببعض عمليات التفجير في لبنان بهدف إشعال فتَن طائفية. لطف الله بلبنان وأهله، عجّل بكشف المؤامرة الإرهابية ووضع اليد عليها، عندما تمّ القبض على سماحة في آب/أغسطس 2012 ، والذي مازال معتقلاً في سجن وزارة الدفاع، بتهمة التآمر على أمن الدّولة والتحضير لعمليات تفجيرية. فقد اعترف بكل شيء، وكشف المستور، وإنما لم ينس أن يقول لمعتقليه ومحققيه: أعترف أنني ارتكبت غلطةً كبيرة، وأنا نادم كثيراً، وأشكر ربي وأشكركم أنكم كشفتم القضية قبل أن تحصل التفجيرات، لكي لا أحمل وزر دم ضحايا أبرياء.
وبالمناسبة، اعترف سماحة بذهابه إلى سوريا قبل أيام من اعتقاله، وتوجه مباشرة بسيارته التي كان يقودها بنفسه إلى مكتب اللواء علي مملوك في دمشق بأمر من بشار الأسد، وهناك أُخذت منه سيارته، وتم وضع أكثر من 24 عبوة ناسفة مجهّزة تجهيزاً كاملاً، تتراوح أحجامها بين 20 كيلوغراماً وكيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار، وبينها 4 قناني غاز محشوّة كلّ واحدة منها بعشرين كلغ من مادة الـ سي 4. ورجع بها بهدف تفجيرها أولاً، في موكب البطريرك الماروني لدى زيارته لمنطقة عكار ذات الأغلبية السنية، وثانياً، في تجمعات إسلامية أيضاً خلال إفطارات رمضان تطال مفتي السنّة فيها، وليكون من بعدها اتهام أصوليين إسلاميين بالتفجيرات، ويصار إلى إشعال فتنةٍ مسيحيةٍ إسلاميةٍ في عكار، وسنّية علوية في طرابلس.
هذا وقد ضُمّ إلى ملف التحقيق بعض مكالمات هاتفية أجراها سماحة مع بثينة شعبان تثبت ان مستشارة الأسد كانت على علم بالتفجيرات. كما ضُمّ إليه ملف بالصوت والصورة، وفيه يتكلم سماحة مع من يريد تكليفه بمهمات التفجير المرادة والمخطط لها: بشار بدو هيك، وأن لا أحد يعلم بما نريد عمله إلا الكبير وعلي مملوك وأنا وأنت، ولكن سماحة نسي ومن معه ومن كلّفه، أن الله يعلم وأنه الأكبر من كل كبير، فأحبط بخفي لطفه مكرهم وإجرامهم. وإنما رغم تأكد المؤامرة وثبوت ما فيها تخطيطاً وتنفيذاً، فقد تعامى الشبيحة والحلفاء عمّا كان يخطِّط لهم الكبير يقيناً وثبوتاً وتجاوزوه إلى بروباغندا مفبركة. إرهاب عصابة الأسد يطال الجميع مسلمين ومسيحيين، ولايوفّر أحداً منهم، يتاجر بأمنهم وأمانهم ويعتبرها أوراقاً للاستمرار في سلطة متوحشة، تؤكد المؤكد في طبيعة النظام البنيوية المافيوية استبداداً وقمعاً وتجبّراً: الكبير بدّو هيك. ومع ذلك، ففي الإعلام الذي يكذب في كل شيء، ويدفع بالكذبة الكبيرة دون تردد بالغاً مابلغت، دون ذرة من حياء، ودون أن يرف له جفن أو يتلكلك له لسان، يناطح بها ويواقح بعين قوية، فلا تستغرب خروج شبيحة النظام وسدنته يخوّفون المسيحيين في معلولا وغيرها، ويُلقون بتهم الإرهاب على غيرهم وهم أصله وفصله، ورغم أنهم صانعوه ووكلاؤه ومصدّروه، ثم يتساءلون بهدف تشكيكنا، رغم وجود الأدلة والثبوتيات والتسجيلات والمستندات ضدهم: معقول يفعل الأسد هيك، وماالفائدة؟