سورية شعب واحد وليست شعوبا
وسورية عربية مسلمة هوية مركزية لا تُلغى ولا تَلغي ...
بلاغ وبراءة
زهير سالم*
سورية شعب واحد وليست شعوبا . حقيقة واقعة نجد أنفسنا مضطرين لتأكيدها في وقت بدا فيه البعض جاهزا للمساومة على كل شيء . حتى على وحدة الشعب ، ووحدة الأرض ، وعلى هوية الدولة : عقيدتها وشريعتها وانتمائها .. !!!!!!
وسورية دولة عربية مسلمة في حضارتها وثقافتها ولغتها وانتماء الأكثرية الكاثرة من أبنائها، وهي شعبها وأرضها جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ومن الأمة الإسلامية . ولقد قامت الدولة السورية الحديثة نتيجة ظروف دولية لم يكن للمسلمين ولا للعرب ولا للسوريين يد فيها . بل لقد كانت اتفاقية ( سايكس – بيكو ) اتفاقية قاطعة ظالمة ناكثة ، ضربت بمصالح أمتنا وشعوبها عرض الحائط .
إن اسم هذه البقعة من الجغرافيا العربية والمسلمة الذي يحاول البعض اليوم أن يسبغ عليه اسم ( دولة الاستقلال ) لم يكن يوما من خيار أبنائها . وإنما هو تسمية فرضها المستعمر الذي سلخ وقسم وفتت ، وهو ما حاولت عهود الدولة الشرعية فيما بعد تداركه ؛ فما بالنا اليوم نرى ونسمع من يساوم حتى على هويتنا وانتمائنا .
إن الأكثرية الكاثرة من السوريين الأحرار والشرفاء والأوفياء سيظلون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم جزء لا يتجزأ من وجود أصيل ممتد على أفقين ؛ أفق ينفتح على الجغرافيا الإسلامية على محور طنجة – جاكرتا. ويتطلعون إلى اليوم الذي تجد فيه الشعوب التي تعيش على جغرافية هذا المحور إطارَها الجامع بطريقة مقاربة لما أنجزته الشعوب الأوربية في إطار وحدتها ، التي غدت أنموذجا ملهما يمكن أن يحتذى ...
وينفتح أمل السوريين الأحرار والأفياء على أفق آخر ، على خارطتهم العربية الجغرافية والديمغرافية من المحيط إلى الخليج . وهم بهذه الاعتبار ينظرون إلى دولتهم القطرية ، كما ينظر كل عربي إلى دولته ، على أنها المرقاة الموصلة إلى دولة الأمة الواحدة والشعب العربي الواحد .
لقد شكل الإسلام كما العروبة الدوحة الوارفة والهوية السابغة التي ظللت وما تزال جميع أبناء الحضارة الواحدة على الجغرافيا : السورية والعربية والإسلامية : انتماء وولاء وحبا وصدقا وإخلاصا . وتأخذ هذه الهوية السابغة في العصر الذي نعيش أبعادها الحضارية والثقافية ، وبعدها الجامع الموحد وتتبرأ من كل أشكال الانغلاق والتزمت والتعصب والحصر . إن هذه الهوية جوهر خالد لا يُلغى ، وقد دمرت هذه الأمة كل من حاول مقاربة هويتها بمكر أو بسوء . وهي هوية حاضنة رحبة لا تلغي مخالفا ولا تتجاوز عليه .
في كل المجتمعات والدول المدنية في هذا العالم العالم تعيش الهويات الفرعية على هامش الهوية المركزية . متمتعة بحقوقها في المواطنة الكاملة على الصعد كلها . ولم نسمع في أي تجمع مدني يحترم نفسه ويعتد بوجوده أن هوية فرعية نازعت أصحاب الهوية المركزية هويتهم وجردتهم منها وعرّتهم من إيمانهم ومن انتمائهم ..
لقد قال الأفوه الأودي يوما :
لا يفلح القوم فوضى لا سراة لهم -
ولا سراة إذا جهالهم سادوا ...
ولكي نتقي حصاد فعل الجهل والجاهلين نتوجه بالدعوة إلى كل المسلمين في سورية : عربا وكردا وتركمان وشركس أن يتمسكوا بهوية إيمانهم وإسلامهم لا تنزع عنهم ثوبها عصبة ممن لا خلاق لهم ..
ولكي نتقي حصاد فعل الجاهلين نتوجه بالدعوة إلى كل العرب في سورية : مسلمين ( سنة وعلويين ودروزا وإسماعيليين ) ومسيحيين أن يتمسكوا بأصل دوحتهم ، بالعروبة التي جمعتهم وحمتهم وظللتهم .
لا أحد يخاف من الأصول الجامعة إلا أهل الريبة ، من العاملين على التفتيت والتجزيء والمناورة ..
بلاغ ..
هذا بلاغ أولا للمسترسلين مع مخططات أهل الريبة والجهل ..
لقد اعتدتكم أمتكم ودعوتكم حصنا ودرعا ، وادخرتكم للساعات العصيبة الصعبة ، وللتصدي للمؤامرات المنكرة الكبرى ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، واحذروا أن تستمرئوا الخوض مع الخائضين فيستدرجونكم إلى مزالق الجهل ودركات الغواية دركة بعد دركة وأنتم لا تشعرون ...؟!
وبلاغ لكل السوريين الأحرار الأوفياء لحضارتهم ولهويتهم ..
بلاغ يدعوهم جميعا لإسقاط ولاية السماسرة قبل أن يسبق السيف العذل وأن يندم الناس ولات ساعة مندم .
لقد انطلقت هذه الثورة المباركة من أجل سورية : دولة مدنية حديثة عربية مسلمة ، ولن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، ولن يكون بديلَها فراغ جغرافي بلا لون ولا هوية يتسيد فيه السماسرة والدهاقين والطامحين إلى مآربهم بكل ثمن
بلاغ وبراءة من جهل الجاهلين وعبث العابثين ...
بلاغ يخص مدير المركز وعلى مسئوليته وحده
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية