فليصمتوا إلى الأبد
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال النبي (ص) "وإن أبعد الناس إلى الله القلب القاسي" . وقال سبحانه ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) وهؤلاء لم يطل عليهم الأمد بل بعدت عليهم الشقة والمسافة وخافوا على قلوبهم وحياتهم أن تتنغص فهجروا مشاهدة ما يموت الثوار لنقله للعالم من فيديوهات!.
لم تبتلى الثورة بعد بلائها بالجهلة والعملاء أكثر مما ابتليت به بقساة القلوب ، لقد كان يفترض على من ولي أمر هذه الثورة في الخارج أن يكون لشبابها وثوارها بمنزلة الأب الشفيق الرحيم الكامل المشاعر والعواطف ولكن على العكس كان هؤلاء مع خيانة عامتهم لمطالب الثوار أجلافا قساة قلوب ، في بداية الثورة وإثر خروجي من الشام كان الشيخ العرعور مثله مثل عامة من يتكلم باسم الثورة في الخارج يرفض التدخل فأرسلت إليه رسالة ذكرته فيها بما قطعه على نفسه من أنه سيكون صوت شباب الثورة وصداه في الخارج وقد طالب الثوار بالحظر الجوي وبالضربات العسكرية من الناتو وإن لم تكن لهم جمعة بهذا الاسم فبفضل كيد ومكر بعض الصفحات الثورية وعلى رأسها صفحة الثورة السورية وقلت له لو أن الثوار لم يكونوا طالبوا بهذا لقد كان حري بك أن تنزل الثوار منزلة ولدك فتطالب لهم بما يرفق بهم ويخفف عنهم ومن أبى منهم أعلمته أن الشرع أجاز الاستعانة بغير المسلمين في مثل هذه الأحوال وبالفعل تبنى الشيخ حفظه الله من فوره بعد رسالتي إليه المطالبة بمطالب الثوار وبالناتو لرحمته بأمته وأهله
مما لا ريب فيه -وأنا أزن كلامي وأدري جيدا ما أقول وأنا فيه ولله الحمد ثبتا وعلى بينة- أن سير الحوادث في سوريا ما كان أبدا يكون على النحو الذي كان فيما لو كانت مبادئ المعارضة وبالتالي طرق عملها ومواقفها على غير النحو الذي كانت عليه وخاصة فيما يتعلق بالتدخل الجوي كما حدث في ليبيا والذي لولاه أصلا ما نجحت الثورة الليبية ولا استمرت الثورة السورية وهذا التدخل كان ممكنا لا أشك في هذا لو تبنته المعارضة وعملت على إقناع الغرب عليه وقد حلفت بالله تعالى منذ عام ونصف في إحدى مقالاتي أنهم سيطالبون بالتدخل حين يصيرون ظهرا إلى جدار وقد صار ، وأنا أتحدى والله كل معترض فالمعارضة السورية عملت كل جهدها في سبيل إفشال التدخل الجوي وملأت الدنيا كذبا ونفاقا وزورا فكم ضللوا من شاب وحرفوا من اعتقاد وقد أقر أحد قادة المجلس الأفاضل لأخ كريم على الهاتف كنت قد رجوته أن يتصل به لتحذيره من فعل غليون (أنشر اسمهما بعد انتصار الثورة ان شاء الله) فقال له بأنه على علم بهذا أي من أن برهان غليون كان يدور على قادة الغرب لتحذيرهم من التدخل في سوريا كليبيا وأنه فيما لو تدخل الغرب فيها سوف يأتي الاسلاميين ولهذا وصف غليون الثورة الليبية بالفاشلة ، وليكن معلوما لدى كل إنسان أن المجلس الوطني لم يطالب قط قط بالتدخل ولم تسجل سكريتارية مجلس الأمن غير طلب واحد خطي من المجلس الوطني يطالب فيه مجلس الأمن بدعم مهمة كوفي عنان عندما تزلزلت وفقا للصحف الغربية كما فضح تقرير "هنري جاكسون" نفاق المجلس عندما اعتبر أن التدخل في سوريا ممكنا إذا حقق شروطا ثلاث أولاها موافقة المعارضة السورية والتي جعلت في ميثاق تأسيس المجلس الوطني التدخل الأجنبي خطا أحمر ، ثم أكدت المعارضة هذا في ميثاق القاهرة بين برهان غليون ممثل المجلس وهيثم مناع ممثل هيئة التنسيق حيث ورد في مطلع الاتفاق " ... ورفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس بسيادة البلاد " !!! سيادة البلاد !!! وهل كان ثمة سيادة غير السيادة الأسدية الخبيثة ... الموقعون هم : برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري
هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر
القاهرة في 30/12/2011
أقر الاتفاق بحضور: وليد البني، هيثم المالح، كاترين التلي، صالح مسلم محمد، محمد حجازي
فمما يؤلمنا ويذُرّ الملح والحمض على جروحنا أن يأتي هؤلاء المفسدون اليوم وبكل قحة ووقاحة فيتكلمون على الغرب ويتهجمون على الغرب وهم شركاؤه بل وشر منه لأن الغرب غرب وهم بمنزلة الوكيل عن الثورة فأن يأتوا اليوم ويتبجحون على صفحاتهم فيقول مثل غليون أن الغرب لم يساعدنا لأنه لا يريد الديموقراطية لنا تلبيس وكذب من وجهين الأول أنه هو من سعى في عدم التدخل حتى قال يوم أتى روسيا وفي روسيا "جئنا لدرء التدخل الخارجي" -وول ستريت جورنال- والثاني أنه لم يرد التدخل خشية أن تأتي الديموقراطية بالإسلام لذلك قال على العربية الثورة الليبية فاشلة لأنه ظن أن الإسلاميين سيصلون إلى الحكم حتى قال والله العظيم شهيد أحد المقربين منه (وأيضا سأنشر اسمه فيما بعد) "القذافي ولا الإسلاميين" فكذلك عندهم كان بشار ولا الإسلاميين . وكذلك أن تأتي صفحة الثورة السورية والتي عملت طوال فترة الثورة على نفس نهج المجلس تأتي اليوم وبقسوة قلب فرعون موسى لتقول :"قد يعتقد البعض من استهزائنا بمواقف حكومات ورؤساء دول العالم وتوجيه التأنيب لهم ؛ أنّنا نطالبهم بتدخّل عسكريّ لإنقاذنا من إجرام عصابة الأسد لا أبدا .. فنحن نعرف أنّهم عصابة واحدة ولن يفعلوها بخادمهم وإن فعلوها فسنكون نحن الضحيّة لا عصابة الأسد نحن فقط نريد مواجهتهم بالحقيقة وفضح تخاذلهم ووقوفهم إلى جانب المجرم ودعمهم اللامتناهي له ، نريد منهم عدم منعنا من شراء بعض السلاح الذي نستطيع به الدفاع عن أهلنا وأطفالنا ومدننا من طائرات وصواريخ وإجرام عصابة الأسد ، نريد منهم تركنا وشأننا .. فنحن من بدأنا الثورة ، وبأيدينا وسلاحنا نحقّق النّصر بإذن الله"
وقد وضعت الصفحة السورية قبل هذا البوست مباشرة هذه الصورة
فهل تغني "بعض السلاح" الذي طالبت به -كما ورد في البوست- عن منع مثل هذه الجرائم والنتائج ؟؟؟ يااااااااااااااااااااااااا الله إنهم يقتلوننا بغبائهم وخياناتهم وقسوة قلوبهم وجمود عقولهم ، تماما كما فعل الخطيب حيث زعم أن الغرب عرض عليهم القيام بعملية لتأمين الكيماوي ولكنهم جميعا رفضوا ولله الحمد هم جميعا وطنيون على حد زعمه !!! أي وطنية عفنة تتسبب في مجزرة كيماوية نتنة ، إنهم حقا اليوم لا يريد كثير منهم أن يحصل تدخل للغرب في سوريا تدمر فيه آلة النظام المجرم الفتاكة لسبب واحد هو أنهم سيتفضحون فيما لو حصل التدخل لأنهم لما رفضوه ثم جعلوه ممتنعا وحجرا محجورا فوقوعه غدا سيفضح خطأ نهجهم وكذب تحاليلهم
وتالله إن شاء الله سينصر الله المستضعفين قريبا كما ينصر سبحانه الدين بالرجل الفاجر وليس كل الغرب فاجر وهاهو شعب مصر في عهد مرسي وهاهو في عهد سيسي ... حق لهؤلاء والله إن كان بهم بقية بقية من حياء أن يستحوا على أنفسهم ويصمتوا ويصمتوا إلى الأبد
المنصور
أدعو الله تعالى أن يبتلي كل من يرفض ويأبى التخفيف عن أمتنا وهو قابع في فنادق منجّمة أو على أرائك موّثرة من وراء الحدود والبحار يبيعنا "عنترية" وينتفخ بعنجهية غضنفرية وهو في حقيقته كدجاجة منتّفة وحمر مستنفرة وقرعاء تتباهى بشعر جارتها البارع وتنتفخ بقوة ثائرها المقارع وتتقول على ألسنتهم ما تشاء من البواقع والقواذع . الدواهي والمنكرات . أسأل الله تعالى أن يذيقهم بعض ما يذوق شعبنا المنكوب
اشعروا بشعورهم وتخيلوا أنفسكم محلهم ثم تكلموا وخططوا واعترضوا وارفضوا وتشرّطوا.