وجهة نظر في ما يجري بمصر

كشفت ثورة 25 يناير 2011 بمصر وما تلاها من أحداث مراهقة و صبيانية و جنونية سياسيينا من كل الفصائل ،قليل من يبقى ثابتا على مبادئه التي اساسها العدل و المساواة و الإخاء وإن مع الخصوم اصبحت الديمقراطية عملة نادرة في الوطن الاسلامي وفي العالم ..يا ترى كم من الوقت تبقى لنا لندرك الفرق بين الديمقراطية و الديمقراطية ؟؟؟ كم من الجهد ذهب سدى من أجل بناء الإنسان السوي...يا ترى كم من إنسان بقي إنسان وحافظ عن إنسانيته في العالم....

بكل موضوعية الإخوان ارتكبوا أخطاء مع وجود خصوم وفرقاء كانوا يتغنون بالديمقراطية صباح مساء  لهم و لكن أخطاء العسكر و البيادة و قواديهم تصنف عالميا جرائم إبادة خلال شهر 500 قتيل و5000 جريح و أزيد من 800 معتقل سياسي بدون تهم .عصر مرسي يشبه بعصر فكتوريا...كم سقط خلال حكم مرسي من قتيل 137 على الأكثر بما فيهم من أنصاره .دولة الانتخابات ليست كدولة التفويضات......الشرعية ستنتصر وحدهم الفاشلين من يقنعوا أنفسهم ان عمر الدبابة أطول من عمر الإنسان

ما يجري في مصر هو نهاية بداية دخول التيار المتطرف إلى مدرسة الديمقراطية  انه  انتكاسة  للوطن الإسلامي و اغتيال للعقل و العدالة،  هو نكوص لكل القيم الإنسانية ، هو نهاية الإنسان الإسلامي المنشود ،هذا الواقع الذي راه العالم للذين كانوا لا يملون و لا يتوقفون في الكلام عن المبادئ و الديمقراطية و حقوق الإنسان لم يتأخروا في الصعود على ظهر  أول دبابة  يرونها ناسين شعارات "يسقط يسقط العسكر" بل ذهب بهم الطمع و التسلط الى التحالف مع من كانوا يُطلقون عليهم الفلول وداسوا عن كل المبادئ الإنسانية في التعامل مع فرقاء و شركاء الوطن و بدأوا في دعم آلة القتل و تهيئ الرأي العام لكل أغراضهم و تلفيق التهم للخصوم و التضييق عن المخالفين في الرأي من أصحابهم وإقصائهم . 

في زحمة الاحداث و زخمها بدأ مسكر المكر يفقد سيطرته على الأوضاع و بدأت تخرج قرارات متسرعة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه خوفا من الفشل و صحوة الرأي العام الذي أكثروا في تمنيته و من ضمن هذه القرارات المتعجلة التي تلت طلب المدعو السيسي بتفويضه من أجل محاربة الإرهاب هو قرار فض اعتصامي الرابعة بالقاهرة والنهضة بالجيزة و سبب إصدار هذا قرار بالقوة و عاجلا هي الخسائر الاقتصادية الهائلة و توقف المساهمات والمساعدات التي كانت عبارة عن ودائع لأن المودعين اصبحوا خائفين عن ضياع اموالهم كما أن بريق الانقلاب بدأ يخبو و سقطت الأقنعة عن الوجوه وبدأ الشعب ينفض يديه من يد الخائنين لأن الشعب مصلحي يريد مأكل و مشرب ولا يهمه من السياسة إلا الاسم .وإطالة الاعتصامات و المسيرات هو إطالة في عمر الفشل مما يعني فشل برنامج الاستيلاء على الحكم الذين حسبوه نزهة إذ طلع حفرة مليئة بالمخاطرات و هم المتعودون على اللقمة السائغة وهذا ما دفعهم ليُشجعوا الجيش في الاصطدام مع أصحاب الشرعية ليكتفوا في ختام النزال بجني الثمار بكل راحة و غسلة من الرفاق و الخصوم ،كما ان إنهاك العسكر و الشرطة من جهة الاسلاميين من جهة يصب في مصلحة العلمانيين و حزب الظلمة(النور) لانهم لم يبدلوا اي جهد او يضيعوا اي طاقة، فلكل مصيبة فوائد للخصوم ....

ان الخروج او التظاهر من أجل  سحب الثقة من المرشح حق يجب تنظيمه بقانون، اما ما جرى لمرسي فهو انقلاب و مؤامرة ،فعلا خرج جزء مهم من الشعب رفضا لسياسات مرسي وكان يجب عليه ان يستجيب لهم كأول رئيس مدني يحترم شعبه و يسن سنة حسنة ،كما يجب محاسبة السيسي عن عدم حفظ الامن و تدخله في السياسة لا نه لو أرادها فليستقل من الجيش و يمارسها ،هذا الاستحمار و التجريف للعقول يعطل مصر من ولوج للديمقراطية و يمدد في عمر المرحلة الانتقالية التي كانت شارفت على نهايتها في عهد مرسي كما ان عهده شهد حرية و انفتاح ،ما وقع في سنة من تجاوزات في عهد مرسي تضاعف عدة مرات خلال عشرون يوما في عهد الانقلاب ، فعدد الشهداء في مجزرة الساجدين كان حوالي 120 شهيد فهذه المجزرة تغطي اضعاف ما وقع في عهد مرسي وكل الشهداء من أصحاب الشرعية في حين كان يسقط الشهداء في عهده من الطرفين، مؤيديه قبل معارضيه.

للخروج من الوضع :

1- رجوع مرسي للتأكيد ان هناك دولة و قانون

2- إسقالته استجابة للشعب وتفويضه لحكومة هشام قنديل او أي حكومة وفاق وطني

3- محاكمة سيسي وكل العسكريين ورجال الشرطة الممارسين للسياسة لان واجبهم حفظ الامن وهذا ما يدعونه الآن

4- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة

5- إصلاح قانون السلطة القضائية وتطهير الشرطة من المفسدين.