ويتخبط أوباما كعقرب تلفحه النار من حوله
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
يتخبط الرئيس الاميركي أوباما ويتلوى في مواقفه نتيجة لسياساته الطائشة والمتوحشة.
فالسياسات الامريكية المتوحشة والإجرامية, والسيئة بسوء مخططيها, دفعت بالشعوب النظر إلى المسؤول الأمريكي على أنه: إما عدواني ومجرم وإرهابي, أو غبي وأحمق. والرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب هذه السياسات المتوحشة, ومواقف وتصريحات طائشة ورعناء لبعض مسؤولي ورموز إدارته, راح يتخبط الرئيس الاميركي أوباما تخبط عقرب حصرته النيران المشتعلة من حوله. والتي تدعمها الأدلة والشواهد التالية:
· معهد واشنطن نشر تقريراً, جاء فيه: الإدارة الاميركية ودول حلف الناتو منذ مؤتمر ستراسبورغ عام 2009م, ولشبونة عام 2010م, يؤيدون حكم الاخوان المسلمين للدول العربية, باستثناء السعودية. وذلك. وحكم الإخوان بنظرهم:
1. سيفتح الباب على مصراعيه لصراع طائفي ومذهبي في العالم الاسلامي.
2. و بسهل على واشنطن وحلف الناتو قتال القاعدة بحلفاء جدد.
· وإيقاد نار حروب داخلية بلا أي تكلفة, بغية الوصول إلى الفوضى العمياء. فالفوضى العمياء أو الفوضى الخلاقة كما يسمونها, ستقذف بالدول العربية إلى حالة من الطائفية, والعشائرية, والقبلية. والتي بنظرهم ستكون مرجعيتها للدول الغربية والولايات المتحدة الاميركية حصراً.
· ومع تعهدهم باستثناء السعودية مما أطلق عليه تسمية الربيع العربي, إلا أن الاستخبارات الأوروبية, خرجت عن هذا الاتفاق, ونشرت تقارير جاء فيها: أغنياء السعودية لايزالون الممول الأول للجماعات الأصولية الإسلامية, ومن ضمنها طالبان الأفغانية و لاشكر طيبة الباكستانية. وسارع مركز شتات لدعم هذه التقارير, بنشره لكتاب كارين هاوس. والذي جاء فيه: حدثاً كبيراً ينتظر السعودية, أي الثورة الآتية لامحالة. فجميع المعطيات والأرقام تشير إلى ذلك. فجميع المعطيات والأرقام تشير إلى ذلك. فالمجتمع كالمتاهة من الأحكام الدينية, والقيود الحكومية, والتقاليد الثقافية , وثمة فوارق بين نجد والحجاز والمنطقة الشرقية. وأفراد الأسرة المالكة, أكثر من 25000فرد, والصراع قائم والشباب رافض. وربما لهذا السبب, إضافة لهزائم واشنطن المتلاحقة, والتباين بين مواقف كل من واشنطن والرياض من القاهرة, جاءت زيارة الأمير بندر بن سلطان لموسكو, واستقبال بوتين له. والذي فسر بتوجه سعودي لترميم علاقاتها مع موسكو. وعلى انه موقف روسي جديد لاحتواء الرياض. وسارع موقع ديبكا, لنشر خبر رمادي بهدف التضليل والتلميع, جاء فيه: علق الرئيس أوباما خطة التدخل العسكري في سوريا بعد خلافه مع الرياض وخاصة بشان أهداف الحملة مع السعودية والامارات والكويت, بهدف إقامة منطقة حظر جوي فوق وسط وجنوب سوريا , وتمتد من الحدود الاردنية الاسرائيلية إلى دمشق وبعمق 40 كم, على أن تتكون الوحدات العسكرية من المتمردين ولا تشمل القوات الامريكية. وذلك بهدف احتمال تقسيم سوريا إلى دويلات.
· والوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط, وصفها مركز ISSC,بتقرير جاء فيه: العبث باستقرار المنطقة للإتيان بالإخوان المسلمين لحكم العالم العربي, قلب السحر على الساحر. وحول المنطقة إلى لهيب يلفح الغرب وإسرائيل.
· وقناعة طوني بلير, التي نشرتها صحيفة الأوبزرفر البريطانية. والتي جاء فيها: بلير يتقبل أن الديمقراطية لا تؤدي بالضرورة للنتائج المرجوة. وربما الهدف منها, فرملة وضبط إيقاع خليفته كاميرون, كي لا يتورط بأي تدخل عسكري.
· ووسائط الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة, تطالعنا بأخبار مفادها: أن بعض الحكومات الغربية ومعهم إدارة أوباما, قد أدركوا أن سياساتهم التي أتبعوها تجاه سوريا قد فشلت. وأنهم يحاولون اتباع سياسة جديدة تجاه سوريا بمسار مشوش, حتى لا يحرجوا أمام شعوبهم, ويخسروا الانتخابات المقررة.
· وقضيتي التجسس الإلكتروني والهاتفي الأمريكية على الأمريكيين, والعالم سنودن, تترك بصماتها, وبتلقي بظلالها الثقيلة على المشهد الأميركي الداخلي, بسبب الانقسام الحاد بين المسؤولين الامريكيين الراغبين بتسلم سنودن وتقديمه للقضاء, وبين النبض الشعبي الذي لا يجمع على ذلك. والمعضلة التي تواجه أوباما, تتجسد بمهارته وقف تدهور هيبة بلاده في الخارج, وحصد دعم سياسي في الداخل الاميركي. وهذه القضية باتت تقوض شعبية الرئيس أوباما, وشعبية حزبه. ولا حل لهذه المعضلة لدى الرئيس أوباما وحزبه.
· وتصرفات واشنطن وبعض العواصم, تشير إلى أن سوريا بحدودها الحالية لم تعد تناسبهم. إلا أن الغرب وروسيا وضعوا ثوابت ثلاثة للعمل بمضمونها, وهي: بقاء حدود سايكس بيكو على حالها, وإعادة رسم المنطقة في نطاقها. ورفض مطلق للتقسيم, من غير استبعاد الفيدرالية أو الكونفيدرالية. وهذه الثوابت وكأنها يالطا جديدة في المنطقة تتبلور تباعاً, ودفعت ببعض الساسة للقول: بأن القرن الحالي سيكون قرن روسي صيني بامتياز. وهذا الاتفاق الروسي الأوروبي تعارضه واشنطن. وسبب معارضتها له, قصه علينا لجنرال الأمريكي رئيس الأركان مارتن ديمبسي في مقابلته مع شبكة CNN الاميركية بتاريخ 7/7/2013م, حين قال: إن النزاع في سوريا, يتحول إلى قضية إقليمية, مرتبطة بالصراع بين السنّة والشيعة, وهي تتمدد إلى لبنان والعراق، وأن بلاده أمام معضلة في سوريا, قد يستغرق حلها 10 سنوات, بسبب احتمال تفجر صراع سني-شيعي. وبكلامه برر عدم رغبة بلاده بالتعاون لإيجاد حل. والأستاذ فواز جرجس من لندن, يقول: اميركا غير مهتمة بسوريا, ولا تثق بمعارضتها.
· والولايات المتحدة الأميركية لا تقر بفشل مشروعها الشرق أوسطي. وصحيفة منار القدس تناولت هذا الموضوع, فكتبت تقول: ترفض الولايات المتحدة الاميركية الاعتراف بفشل مشروعها في الشرق الأوسط. وتصر على التمسك بالخيارات العسكرية والإرهاب والفوضى, لتحقيق تجزئة الدول إلى دويلات متناحرة. و تواصل عنادها, وترفض الالتزام بالأساليب السياسية لحل الازمات التي افتعلتها, والتي تسببت في إدخال المنطقة على دوامة من العنف والدم. ومركزISST وثق فشل المشروع بتقرير, جاء فيه: سيتعاظم الفشل الاميركي في الشرق الأوسط, وستتأثر سلباً المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها بشكل خطير جراء هذا الفشل, خاصة وأن هذا الفشل ليس الأول للسياسة الامريكية, منذ ان بدأت اللعبة المسماة بالربيع العربي, فهناك فشل مستمر في ما يتعلق بالأزمة السورية, ممثلاً بعدم القدرة على إسقاط الدولة السورية, وفتح طريق أمام صعود الإخوان المسلمون. ومازالت واشنطن تماطل في عقد مؤتمر جينيف 2, وتتهرب عن أي نقاش جاد يتعلق بتحديد موعد عقده بهدف إضاعة الوقت. مع تركيزها على أمور ثانوية وهامشية في محادثاتها مع موسكو, فهي تعتبر أن الخيار العسكري لحل الأزمة السورية لم يسقط بعد. أو هي تريد إغراق المنطقة والجميع بالفوضى, لأنها ترى فيه خيارها الأمثل.
· وتمسك اوباما بسلاح الفوضى, التي بات يعتبره سلاحاً فعالاً, لتمرير ما يرغب به في الشرق الأوسط. ويرى فيه وسيلته الوحيدة لإعادة الدول إلى وضع تحتاج فيه شعوبها إلى الغرب تابعة لا مستقلة. بات لامعنى ولا قيمة له.
· والدبلوماسي الهندي السفير بهادرا كومار, وصف الوضع السياسي بقوله:
1. كسوف الفرع السوري من جماعة الاخوان المسلمين, وتجدد القتال الكردي في تركيا, وأحداث تقسيم, والانفجارات الأخيرة في تركيا, وفظاظة أوباما بعدم تشاوره مع أردوغان, تؤكد أن النموذج التركي, أي حكم الاخوان باسم حزب العدالة لم يعد قدوة للشرق الأوسط.
2. التطورات الجديدة في المناطق التركية بعد الانتصارات التي حققتها الحكومة السورية وضعت انقرة في موقف محرج تجاه القضية الكردية.
3. بدأت نكسة العمليات السرية في تركيا بهدف زعزعة استقرار النظام السوري, فقد حان شبح كيان كردي مستقل يطارد تركيا على حدودها السورية. والمفارقة الكبرى أن من كان يقف ضد انفصال الاكراد هم العراق وسوريا وإيران, وكلهم في خلاف وع تركيا. ولهذا وجدت تركيا نفسها منعزلة بعد الانقلاب بمصر. والمحور الإخواني مع قطر ومصر قد تفكك, وتركيا بأزمة العزلة, ومواجهة استحقاقاتها مع الأكراد.
· وعدم التحقق من الوجهة النهائية للأسلحة الأميركية, سيبقى مصدر قلق دائم للساسة الأميركيين بنظر المركز العربي. والذي نشر تقرير جاء فيه: يخشى البعض من تسرب الاسلحة الاميركية والغربية للجيش العربي السوري أو لحزب الله, عبر عمليات الشراء, أو اختراق الجماعات المسلحة, خاصة وأن تقارير وصلت إلى واشنطن تفيد بحصول ذلك بعد أن تسلم الجيش السوري الحر جزءاً منها بطرق سرية وعبر طرف ثالث, مستغلاً أوباما صلاحياته, وبدون موافقة مسبقة من لجان الاستخبارات في الكونغرس. وهذا ما دفع بالكونغرس لتجميد تمويل برنامج تسليح المعارضة السورية بشكل مؤقت. مع تمسك اللجان بعرف قانوني. يرجئ قيام الرئيس الامريكي توريد السلاح لمجموعة جديدة , لحين إخطار لجنتي الاستخبارات. ولهذا السبب تعثرت جهود الرئيس الاميركي أوباما لتسليح المعارضة السورية, نظراً لاعتراض لجان الكونغرس المؤثرة خشية وقوعها في أيدي المسلحين المتطرفين. كما أن بعض الاعضاء النافذون في مجلسي الكونغرس( النواب والشيوخ) عير مرتاحون لسياسة أوباما في سوريا, ويطالبون بإيضاحات إضافية للتداعيات الميدانية الناتجة عن قرار دخولها العلني غير المباشر في الحرب, مع انتصارات للجيش العربي السوري.
· وسياسة الولايات المتحدة الاميركية, وفق تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والاقليمية, والذي جاء فيه: حصدت السياسة الاميركية الفشل في كل من افغانستان والعراق وأكثر من مكان. لإفراطها بالتركيز على الارهاب, وتجاهل المسببات الاعمق للعنف والتشدد. كما أنها فشلت في بلورة جهود مشتركة فعالة بين الشق العسكري والمدني. وعلى ادارة أوباما توجيه جهودها واهتماماتها, إلى إرساء الأمن الاقليمي, وليس لشن الحرب على الإرهاب.
· ومنتدى أسبين الأمني في كولورادو. نقل عن ديفيد شيد نائب مدير استخبارات البنتاغون, قوله: مقاتلي المعارضة المتشددين سيسيطرون على الجماعات المتفاوتة الكثيرة إذا لم يتم كبح جماحهم. وأنه ومديره لم يعتقدا قط أن يسقط نظام الأسد, وأنه أحصى ما لا يقل عن 1200 جماعة في المعارضة السورية.
· ومعهد واشنطن, ورد في تقريره: بطء الادارة الامريكية, وعدم وضوح خططها في التعامل مع الازمة السورية يخلق قلقاً كبيراً من أتجاه سوريا نحو التشظي. وسيشكل تهديداً للمجتمع الدولي برمته, خاصة لفقدان السيطرة على الاسلحة الكيميائية السورية. وطالب المعهد إدارة أوباما باستراتيجية بديلة تستند إلى مفهوم الاحتواء, بغية إنشاء منطقة عازلة في داخل ومحيط سوريا, بذريعة أنه لا يجوز السماح بتشظيها, لأن في تشظيها تهديد للاستقرار في المنطقة كلها.
· والعبودية تبقى الجرح الأعمق بأمريكا, ويجب استكمال التعافي منه. حسب ما نشر في صحيفة الصنداي تلغراف. وهذا معناه أن تحرير العبيد شكلي فقط.
· ووزير الدفاع الايطالي قال: واهم من يحلم بأن التدخل العسكري يجلب الاستقرار لسوريا. وكأنه اراد بكلامه تبرير عدم تدخل حلف الناتو في سوريا.
· وجريدة السفير اللبنانية, نشرت هذا الخبر: كل من ألتقى الأمير بندر بن سلطان يدرك أن بندر مقتنع بأن التسوية الاميركية الروسية في الملف السوري حتمية ولو بأفق زمني طويل. وفي انتظار ذلك, على السعودية أن تعزز نفوذها في ساحة المعارضة السورية , وتجمع اوراقها كي تكون بين الرابحين. وإلا ستنفذ التسوية وتجد السعودية نغسها خارجها كلياً. ولذلك فالشهور من أيلول حنى كانون الثاني من هذا العام ستكون شهوراً مفصلية وقاسية على الأرض السورية. أما قطر فقد انتهى دورها, وتركيا انكفأت للداخل التركي. وربما لهذا السبب بدأت بعض الدول الخليجية, والتي هددت وتوعدت روسيا, وفتحت نيران حروبها الكلامية عليها, تسارع لبناء, أو ترميم علاقاتها معها من جديد.
· وصحيفة السفير. فالت بان بعض الصحف التركية تقول: أن الحكومة التركية تدرس بجدية التدخل العسكري في سوريا, وإقامة منطقة عازلة. وهذا يثير غرابة قبول أنقرة بسيطرة جهة النصرة على حدودها, وجبهة النصرة مصنفة منظمة إرهابية من الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا الكلام تحريض على أردوغان.
· وقيام البرلمان التركي لأول مرة في تاريخه, منح الجيش التركي تفويض بالقيام بعمليات خارج الاراضي التركية بهذا التوقيت بالذات. هو لمنع قيام دولة أو حكومة كردية في شمال سوريا. وهذا معناه أن أردوغان وقع بالمحذور, من خلال توريط تركيا بصراع خارجي سيطوي صفحة استقرارها وازدهارها. فتركيا بسبب سياسات أردوغان يعتريها القلق من احتمال انفصال الاكراد الاتراك. فالأكراد يحاولون خلق منطقة للحكم الذاتي, وأنقرة ليس لديها من خيار سوى حفز الأكراد ضد بعضهم البعض, على أمل عرقلة إنشاء منطقة انفصالية. و تركيا بمثل هذا العمل تخاطر بصعود مكانتها الجيوبوليتكية.
· ومركز ISSC , نشر تقريراً جاء فيه: ما حدث في سوريا, فيه إلى الاحداث العفوية عملية مخابراتية لم يسبق لها مثيل. لا نظن أن المخابرات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية سبق أن تورطت في تاريخها في عملية بهذا الحجم. هم تورطوا على نحو عجيب إلى درجة أنه لا يوجد تفصيل لم يتم بتخطيط وتدخل مباشر منهم. والمهم هل يمكن إخراجهم كلهم دفعة واحدة بلا ألم جماعي لدولهم, أو شعور عارم بالخطر؟ السوريين سيصلون لهذه النتيجة قريباً.
· ومعهد بيغن, كتب يقول: الربيع العربي هو موجة ارتجاجات اجتماعية وسياسية, أكدت على تدخل المواطن العادي بالدول العربية في تغيير المور. ولكن هذه الموجة وضعت القوى الاسلامية المتشددة جداً بالصدارة, مما صعد التوتر بين إسرائيل وقوى في الاقليم سواء أكان ذلك من الدول او من الجماعات المسلحة, التي رأت في إسرائيل جزيرة للغرب تحتل فلسطين.
· ومعهد المشروع الاميركي, أنتقد السياسة الاميركية بتقرير. جاء فيه: لم تعر واشنطن اهتماماً لمسألة توفير الأمن للملاحة البحرية. فاكتشافات حقول النفط والغاز الهائلة عام 2010م شرقي البحر الابيض المتوسط, خلقت منافسة لبسط النفوذ على مناطق اقتصادية محددة المعالم بين دول مثل تركيا وقبرص ولبنان وإسرائيل وسوريا. وهذا هو لب الصراع في المنطقة وخاصة بسوريا.
· وموقف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان من السعودية يحير ذوي العقول والألباب. فهو ينافس الرياض على قيادة العالم الاسلامي. وموقفه في الشأن السوري يتطابق مع الرياض. بينما بالشأن المصري يتعارض موقفه كلياً مع الرياض. فالرياض تبارك وتدعم عملية الاطاحة بمرسي وحركة الاخوان مصر, ونظامها الجديد. في حين يشن أردوغان هجوماً على نظامها الجديد
· ومعهد كارنيجي يقول: الدول العربية بحاجة لما يزيد عن 100 مليار دولار لتغطية عجزها الخارجي وعجز موازناتها الحكومية, والتي بلغت مستويات قياسية منذ انطلاق الانتفاضات والثورات العربية نهاية عام 2010م.ولجأ كثير من الدول العربية كمصر والأردن وتونس والمغرب واليمن إلى صندوق النقد الدولي طلباً للمساعدة, لكن لم تحقق حتى الآن نجاحاً. فالغرب وواشنطن دعما ثورات الربيع العربي ولكنهما لم يدعما اقتصاديات هذه الدول.
· والسيناتور ماكين فشل في ابتزاز الجنرالات الأميركيين, بالموافقة على التدخل في سوريا ,على ذمة المركز العربي الاميركي. الذي نشر تقرير جاء فيه: رئيس هيئة أركان القوات المشتركة مارتن ديمبسي رفض أمام لجنة القوات المسلحة إصرار ماكين استدراجه للقول إن تقديم استشارته للرئيس في مسألة التدخل في سوريا هو قرار سياسي وليس عسكرياً. أي أن هنالك إمكانية عسكرية لضرب سوريا, وهو لم يحدث لأن العذر هو أيضاً عسكري لصعوبته وتكلفته.
· وبشر معهد المشروع الاميركي بتدشين أحلاف عسكرية جديدة بزعامة الولايات المتحدة الامريكية, نظراً لتنامي الاهمية الاستراتيجية لشرقي البحر الأبيض المتوسط. وطالب المعهد بلاده: بتعزيز قواتها في المنطقة, وإنشاء مواقع أمنية جديدة بالتفاهم مع القوى الحليفة. لكن هذه الطريقة بالتفكير لا تناسب الاستراتيجية الاميركية الرسمية المنادية بالانسحاب إلى شرق آسيا.
· ومعهد أبحاث السياسة الخارجية حذر من ما أدعى أنه عدم أهلية القوى غير الاسلامية, وتكرارها تجربة فشل حكم الإخوان المسلمين. ورأى المعهد: أن الإخوان المسلمين رغم أخطائهم وفهمهم القاصر للديمقراطية, فإن التزامهم بصناديق الاقتراع كوسيلة لإحداث التغيير السياسي, وتخليهم عن العنف كان بزعم المعهد حقيقياً. وأعرب المعهد عن تخوفه: من أن المواطنين المصريين يتطلعون لإرث الزعيم جمال عبد الناصر, ومقارنة الحاكم القادم به. وسارع مركز ISSC, لنشر تقرير, جاء فيه: ستطوي مصر قريباً صفحة الاخوان المسلمين, مع إدانة قادتهم. وهذا معناه هزيمة المشروع الامريكي لإحلال الاخوان مكان نمط الحكام العسكريين الذين عرفوا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وهذا لن يمر مرور الكرام, لأن واشنطن لن تسلم بسهولة.
· وتوقيع دمشق على اتفاقية نقل الغاز الايراني عبر أراضيها للبحر الابيض المتوسط, بنظر واشنطن ما هو إلا تأكيد من دمشق, على أن الحرب المفتوحة عليها لن تثنيها عن تمسكها بقرارها السيادي, والذي يعني: وداعاً لواشنطن التي لم تخض الحرب كرمى للحريات, فيما خطوط الغاز تضيع من يديها, وتموت مشاريع خطوط الغاز الخليجي. وستصبح دمشق عند تعافيها سيدة قرار أوروبا الطاقي (الطاقة).
· وتحذير واشنطن لرعاياها, مع إغلاقها لسفاراتها وقنصلياتها في 15 دولة عربية, بذريعة التحسب من هجمات للقاعدة يفضح بعض الفشل الامريكي.
والسؤال: كيف يمكن لأوباما أن يتعامل مع هذه الاخطار المحدقة ببلاده والعالم؟ و أليست تصرفات رموز إدارته, هي من تزيد الطين والازمات بلة, وتزيدها تعقيد؟