عذرا يا رابعة

جميل السلحوت

[email protected]

والمقصود هنا ليست رابعة العدوية، ولا من يعتصمون في ساحة مسجدها في القاهرة، وانما المقصود رابعة صرايعة تلك الطفلة البدوية الفلسطينية المنسيّة، والتي تسكن في بيت من الشعر في وادي "أبو هندي"بين قريتي أبو ديس والسواحرة الشرقية قضاء القدس، وبيتها ومضارب عشيرتها محاصرة بين مستوطنتين ومزبلة بلدية"أرشليم" ووالدها خلف القضبان محكوم بالسجن المؤبد، وهي وبنو عشيرتها يعضون على تراب الوطن بالنواجذ –رغم مرارة العيش- بعد أن هُجّروا من أراضيهم في النقب بعد النكبة الفلسطينية الأولى.

والطفلة رابعة صرايعة تستحق الاعتذار نيابة عن شعبها وعن قضيتها، وذلك لأن موهبتها الابداعية لم تلق الرعاية الكافية محليا، وكان بالامكان أن تكون حدثا يغطي وسائل الاعلام في اليومين الماضيين لو تم استغلالها، ولتفوقت على القبعة"الكيباه"الاسرائيلية التي وضعها فريق نادي برشلونة على رؤوس أعضائه وهم يصلون لربّ اسرائيل عند حائط البراق، ورابعة هذه سبق لها وأن أبدعت قصة أسمتها"هنتوش" بطلها ميسي لاعب برشلونة، وطبعا "الخاروف "هنتوش" وحملت القصة هموم ومعاناة رابعة وأبناء قبيلتها وشعبها، وقد فازت القصة بجائزة دنماركية عالمية، وترجمت الى عدة لغات، ووصلت الى ميسي لاعب برشلونة، الذي أبدى اعجابة بالقصة وتعاطفه مع كاتبتها، فلماذا لم يقم القادة الفلسطينيون بوضع المبدعة الصغيرة رابعة في مقدمة مستقبلي فريق نادي برشلونة؟ وتعريف ميسي وزملائه بها، والتذكير بالقصة وما أحدثته من ردود أفعال لافتة؟ ولو فعلوا ذلك ألم يكن ذلك بحدّ ذاته حدثا سيثير ردود فعل ايجابية على مستوى الوضع السياسي؟

فعذرا يا رابعة، فربما أنت لم تسمعي بزيارة فريق نادي برشلونة، وعذرا لابداعك الجميل الذي لم يجد من يعتني به، فأنت لست المبدعة  الأولى التي لم يلق ابداعها الرعاية اللازمة ولن تكوني الأخيرة. وكان الله في عون شعبنا.