بعد اعتقال استمر عقد الشيخ عبد الخالق النتشة في الأسر من جديد
بعد اعتقال استمر عقد
الشيخ عبد الخالق النتشة في الأسر من جديد
لم تتمكن الزوجة الصابرة من زيارة زوجها الأسير لمدة عشرة أعوام أمضاها متنقلا من سجن لآخر لتستقبله حرا طليقا لسبع شهور فقط قبل أن يقرر الإحتلال إعادة اعتقالة مرة أخرى لتعود الزوجة تعاني الفراق وعدم الإستقرار.
هو الأسير عبد الخالق حسن شاذلي النتشة من مواليد: 21/10/1954، من مدينة الخليل، والذي قضى من حياته 16 عاماً في الاعتقال، متنقلاً بين السجون، ما بين الحكم والاعتقال الإداري، أما اعتقاله الأخير والذي كان بتاريخ: 27/3/2013، فأعاده تارة أخرى للاعتقال الإداري، الذي جدد له آلام الأسر الذي لم يفارقه سوى أشهر معدودة، وليعود إلى سجن النقب الذي شهدت وجوده فيه جدرانه المهترئة.
مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، والذي أعد التقرير الآتي، أفاد إن المعتقلين الإداريين، غالبيتهم أسرى محررون، يجري اعتقالهم بين حين وآخر وتكون ذريعة اختطافهم واعتقالهم وجود ملف سري كما تدعي سلطات الاحتلال، ويؤكد مركز أحرار إن عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال بلغ حوالي 250 أسيراً، والذين يجري تمديد اعتقالهم باستمرار.
والأسير عبد الخالق النتشة، تم تحويله للاعتقال الإداري لستة أشهر بشكل مباشر فور اعتقاله، ولم يتمكن أحد من زيارته، بقرار اسرائيلي يقوم كوسيلة عقاب للأسير وذويه تكرره سلطات الاحتلال باستمرار، وخلال المنع الأمني لزيارات عائلة الأسير النتشة في الاعتقال قبل الأخير، توفت والدته ولم تستطع رؤيته قبل أن تغادر الحياة.
والأسير النتشة، كان أحد مبعدي مرج الزهور عام 1992، وهو حاصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه من جامعة النجاح الوطنية منذ عام 2000، ويعمل موظفاً في دائرة الأوقاف في الخليل، وهو أيضاً مدير سابق للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي وبكثرة اعتقاله له حرمه من متابعة وتسيير أعماله، وخاصة في الاعتقال قبل الأخير والذي قضى فيه عشرة أعوام، حيث اعتقل بتاريخ: 28/8/2002، وأفرج عنه في: 27/8/2012، وكان اعتقاله بعد عامين من المطاردة.
أم جبير، زوجة الأسير عبد الخالق النتشة، وهما زوجين منذ 22 عاماً، وقد اقتصت اعتقالات زوجها من حياتهما سنوات كثيرة، لم يتمكنا بسببها من الإنجاب حتى الآن، ورغم ذلك كله لا يزال الاعتقال يلاحق زوجها، وتبدي الزوجة في هذه المرة تخوفاً أكبر، لا سيما بعد تحويل زوجها للاعتقال الإداري، وتقول:" إن اعتقاله في كل مرة يجدد لي وله العذاب، آملة بأن يكون الاعتقال الأخير وأن لا يجري تمديد اعتقاله مرة أخرى.
أم جبير، والتي أكدت لمركز أحرار، إن اعتقالات زوجها، والتي بلغت 10 مرات، وبلغت سنوات الأسر فيها 16 عاماً، هي رحلة مأساوية لها ولزوجها، وقالت:" إن أكثر المراحل صعوبة، كانت عندما قضى أبو جبير عشرة أعوام دون التمكن من رؤيته ولو لمرة واحدة، ليخرج وقد تغيرت جميع ملامحه، فيا أسفاه على كل اللحظات التي انقضت دون أن أراه وأن أشد فيها من عزمه، لكن ليس الأمر بيدي ولا بيده، بل هو حقد الاحتلال بمنع الزيارة في تلك الفترة، والتي توفت فيها والدته".
وبعبارة أخرى قالتها أم جبير: "لا شك بأن الحياة لزوجين وحدهما في البيت شاقة وصعبة للغاية إن غاب أحدهما وهذه هي حياتنا أنا وزوجي الذي حتم القدر وأبى الاحتلال إلا أن يزرع العذابات لنا بالفراق مرات ومرات، لكن ذلك لن يغيب المحبة والود المزروع في القلوب، ولو استمر الغياب سنين"
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ان الشيخ النتشة يحاول الإحتلال استنزاف قدراته وطاقته من خلال اعادة اعتقاله بعد 10 سنوات أمضاها متواصلة في سجون الإحتلال وهي سياسة متبعة من قبل الإحتلال.