الدولة الفاطمية ودولة ولاية الفقيه 4
ووجه التشابه بينهما وعدائهما للإسلام ووصولهم لمصر
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
بعد فشل مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله الفارسي المُلقب
بالمهدي ذات الأطماع التوسعية في الاستيلاء على مصر بقصد احتلالها لمواجهة الدولة
العباسية السنّية التي
كانت تحت رحمة الفرس البويهيين لضمها إليه والقضاء عليها ، بغية بسط نفوذه على
العالم العربي والإسلامي ، وسمّى عاصمة مصر بالقاهرة لقهر أهلها ولتكون قاهرة
العباسيين ، وكان ذلك بعد استيلائه على معظم أراضي المغرب العربي ، وفشله لمرتين في
زمن متقارب 201 و306 هجري أدّى ذلك الى كثرة الخارجين عليه بسبب رفض أهل المغرب
للعقائد الكفرية التي عليها هذه الدولة العبيدية وتضعضع دولته ، وكان أخرهم قبل
وفاته خروج أبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي الذي كاد أن يُطيح بدولته ، وربما أبي
يزيد من كان وراء موته لما أصابه من الغم والكدر وعدم القدرة على القضاء عليه ،
وامتد أثره الى خليفتين قادمتين كاد أن يُطيح بهما ، تماماً
كما حاولت إيران السيطرة على العراق ، في نفس الوقت الذي مدّت فيه نفوذها الى
أفغانستان ولبنان ووسورية ودول عربية أخرى زرعت في البعض منها الخلايا النائمة ،
والبعض الآخر أرسلت له مبشريها ،
وهم يعملون جهرة وخفية ، تحت عناوين اقتصادية التي تملأ الخليج أمثال هذه الأشكال ،
وبعضها تحت مسميات الإغاثة والعلاج ودعم الإقتصاد في الدول الفقيرة ، وبعضها باسم
السياحة الدينية بما يُعرف بالغزو الخفي الناعم ، والذي لاتظهر نتائجه إلا وقت
اشتداد العضد ، فلن يهدأ لهؤلاء الفرس بال ، وهم يُعيدون الكرّات الى أن ينجحوا ،
ومع أنهم دفعوا ضريبة ذلك الكثير في اقتصادهم وكثرة المناوئين عليهم ، إذا علمنا ان
الريال الإيراني فقد 80% من قيمته ، ونسبة التضخم عالية ، وسمعتهم باتت بالحضيض ، تماماً
كما جرى للدولة الفاطمية ، وأدى الى خروج الكثير من المناوئين عليهم ،
حتّى أن أبي يزيد الذي كاد أن يُطيح بمملكتهم زمن خليفتهم الثاني محمد أبو القاسم
المُلقب بالقائم بأمر الله أيضاً ، والذي استلم مُلكاً مهزوزاً من أبيه بسبب
تطلعاته الكبيرة ، وإنفاقه على طموحاته ، فما كان من مهام القائم إلا إخفاء موت
أبيه والعمل على استقرار مملكتهم ، فحارب الخارجين ولم ينتهي منهم حتى وفاته في 334
هجري ، واستلام ابنه اسماعيل أبو الطاهر المُلقب بالمنصور بنصر الله ، وبعد عناء
كبير استطاع دحر الكثير من الخارجين ، وتوفي إثر برد أصابه ، وعلاج خاطئ تناوله في
341 هجري ، ليأتي من بعده أبنه معد بن تميم المُلقب بالمعز لدين الله ، أول من
احتلّ مصر وخرج اليها وجعلها عاصمته وبالطبع عبر مشاريعه الخدمية والمكر الذي كان
يحمله
فالمُلقب ظلماً بالمعز لدين الله معد أبو تميم رابع
خلفاء الفاطميين ، والرابع عشر من أئمة الاسماعيلية ، وأول حاكم فاطمي لمصر ،
تولى السلطة عام 341 وكان عمره 24 سنة وقد شرب كره الإسلام ومكر الأجداد والحقد
والغل عن أبه وأجداده كابراً عن كابر ، وقد حكم 23 سنة ، وتوفي في 365 بعد احتلاله
لمصر عام 358 على يد قائده جوهر الصقيلي بسبع سنوات ، وأقام فيها عام 361 ، وكان
مُغرم بالنجوم ويعمل بأقوال المنجمين ، حتى أنه دخل السرداب لمدة عام اتباعاً
لتعاليمهم ووكل ابنه نزار على الحكم ، وأوهم الناس حينها أن الله رفعه إليه ، وكان
يتحدث بما قاله مخبريه حال غيبته ، وتوهم ان الله أطلعه على تلك الغيوب ، ورفع
التكاليف الشرعية عن الناس من صلاة وصيام وغيره ، وأباح نكاح المُحرمات ، وأنّ الله
في أشخاص .... الخ ـ تماما كما هو الحال الآن في إيران ، فما قاله آيتهم فقد قاله
الله ، وادعاء الصلة بالله في كل أمر ، والخميني
رفعوه مكانة أعلى من الأنبياء ، وما كتبه ينقط سُمّا على الإسلام ، وأباح المتعة
وجعلها دين ، وحتى التمتع
بالرضيعة ، وأباحت ملاليه كل المُحرمات باسم الدين ، وحتى اللواط ، وهم يسبون أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم ويُكفرونه ، ويتهمون بيت النبي بالعهر ، وعلى رأسهم من
نزل القرآن من فوق سبع سماوات ليبرئها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأبيها ابي
بكر ، وهؤلاء سفكوا الدماء المسلمة البريئة من اجل مصالحهم في العراق وأفغانستان
ولبنان ، وهم اليوم يُقيمون المجازر والمذابح في سورية باسم دينهم المنحرف ، والذي
لايمت إلى الإسلام بصلة ، فهؤلاء امتداد لبني فارس الفاطميين ، وكلاهما في عداوتهما
للإسلام والمسلمين سواء
ولنستعرض هنا أهم الخطوات الخفية والمُعلنة التي سار
عليها خليفتهم الرابع المعز معد للوصول الى مصر
1- بعد انتهاءه من مقاومة الخارجين على مملكته
، بدأ إعداد العدّة لفتح مصر التي لم يغفل عليها ، كما
لم تغفل إيران عن السيطرة
على العراق ولبنان وسورية وفعلت ، وعينها الآن على الخليج
العربي ومن ثُمّ مصر من
جديد " فبنى جيشا قويا وتصنيع السلاح ، كما إيران اليوم تُعزز
قدراتها العسكرية
الفائقة بالقنبلة النووية ، واصطنع قادة عسكريين كما جوهر الصقيلي
ويُسمونه بالرومي لأنه كرواتي ، ولم تغفل عين المعز عن
مصر فكان يُتابع أخبارها
التي يُديرها الرجل القوي الإخشيد ، ويتذرّع بالصبر وحسن
الإعداد لاحتلالها ، كي
لايفشل كما سبق وأن فشل جدّه عبيد الله ، وفي عام 355 هجري بعد
أخذ كل الاستعدادات
العسكرية أمر بحفر الآبار على طريق مصر ، وبناء قصر عند كل
واحدة تمهيداً
لاحتلالها ، كما بنت طهران الخلايا النائمة والجمعيات المتنوعة والحسينيات
والمزارات في العديد من الدول ، ومنها مراكز للأبحاث
ومحطات فضائية ، وتثبيت لتجار
يملكون المليارات ، التي ما إن يُقرروا سحبها إلا وتنهار بعض
الدول ، ليكون كل ذلك
المتكئ عند الاحتلال ، ورأينا انهيار الاقتصاد المصري فور موت
الإخشيد القوي ،
بسبب وجود هكذا تجار لم يكونوا يجرؤا أن يلعبوا بالاقتصاد بوجوده
2- أنفق المعز على حملته لاحتلال مصر أربع
وعشرين ألف ألف دينار عام 357 هجري ، وطلب من قائده
الرومي جوهر الصقيلي استمالة
الحمدانيين وعدم مواجهتهم
3- خرج المعز قاصداً مصر بعد احتلالها بثلاث
سنوات عام 361 هجري
4- الخلايا النائمة في مكّة ما إن احتلّ
الفاطميون مصر عام 258 ، ، بادرت الخلايا هناك بقيادة
حسن بن جعفر الحسيني
بالتجييش والسيطرة على مكّة ، ثُمّ دعا للمعز ، فقلده المعز
مكافئة له مكّة والحرم
5- أول خطبة تُخطب للمعز مكتوبة وفيها التطمين
للمصريين كتقية " اللهم صل على عبدك ووليك ثمرة النبوة
وسليل العترة الهادية
المهدية عبد الله الإمام معد أبي تميم المعز لدين الله أمير
المؤمنين ، كما صليت
على آبائه الطاهرين ، وأسلافه الأئمة الراشدين ، ثم فيما بعد
فترة بسيطة ، يُزاد
عليها وتنحرف انحرافاً كبيراً ، وأول مشكلة واجهوها مع الشعب
دخول رمضان بحساباتهم
التي تختلف عن السنّة ورؤية الهلال ، وإلزامهم بالإفطار بينما
السنّة لم يروا هلال
العيد ، وتوعدهم إن لم يفطروا
6- لما دخل جوهر مصر كان الغلاء فيها كثير ، ثم
ازداد الغلاء أكثر ، ثم قاتل حلفائه الذين لم يعد
يحتاجهم بعد احتلاله مصر ، وهم
القرامطة المدعومين من الحمدانيين وأبعدهم الى شرق الجزيرة
العربية بعيداً عن مكّة
المكرمة ، لينتهي القتال الى الصلح
7- رأى جوهر الصقلي أن الوقت قد حان لحضور
الخليفة المعز بنفسه إلى مصر، وأن الظروف مهيأة
لاستقباله في القاهرة عاصمته
الجديدة فكتب إليه يدعوه إلى الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج
المعز من المنصورية
عاصمته في المغرب وكانت تتصل بالقيروان في 21 من شوال 361 هـ= 5
من أغسطس 972م وحمل
معه كل ذخائره وأمواله حتى توابيت آبائه حملها معه وهو في طريقه إليها
واستخلف على المغرب أسرة بربرية محلية هي أسرة بني زيري،
وكان هذا يعني أن
الفاطميين قد عزموا على الاستقرار في القاهرة، وأن فتحهم لها لم يكن لكسب أراضٍ
جديدة لدولتهم، وإنما لتكون مستقرا لهم ومركزا يهددون به
الخلافة العباسية
8- وصل المعز إلى القاهرة في 7 رمضان 362هـ= 11
يونيو 972م، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم
الثاني خرج لاستقبال مهنئيه
وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت
تبعيتها للخلافة
العباسية السنية.
9- جعل من مصر قلبا للعالم الإسلامي ومركزا
لنشر دعوته الإسماعيلية والتطلع إلى التوسع وبسط النفوذ.
10-
11- احتكاكات كبيرة مع أهل السنّة عام 363
والفتن التي يزرعونها بيوم عاشوراء ، ثُمّ ضيّق على
الأقباط وأعيادهم
12- وفي 264 وباء في مصر مات منه خلق كثير
13- وفي 365 مرض المعز لمدة 38 يوم ثمّ مات في
16 ربيع الثاني365 هـ/23 ديسمبر 975م
ملاحظات : تعرض الحجر الأسود للاعتداء عليه من جهة
الفاطميين وحلفائهم القرامطة مرتين ، وتعرض حجاج بيت الله في البيت الحرام للقتل
والإبادة العديد من المرات ، حتى أن الدماء صارت للركب ، والجثث امتلأت بالحوض وبئر
زمزم ، مع المحاولة لهدم الكعبة ، وكل ذلك على يد الفاطميين وحلفائهم القرامطة
السلسلة العبيدية الفاطمية : مبتدأً بآخرهم رقم 14
نبتدأ بآخر خلفاء الفاطميين رقم 14 العاضد عبد الله ابو
محمد بن يوسف بن الحافظ خليفتهم الحادي عشر استلم
الملك عام 555 هجري وعمره تسع سنوات ، ومات بعدما عزله صلاح الدين الأيوبي وصار
مكانه وعمره 21 سنة في 10 محرم 567 هجري وعلى عهده تحولت الخطبة الى العباسيين ،
وتحول الحكم للأيوبيين ،رقم 13 الفائز عيسى ابو القاسم تولى
الامر في 549 هجري وعمره 5 سنوات ومات وهو عليه وعمره 11 سنة في 555 هجري بن
رقم 12 الظافر اسماعيل ابو منصور الذي
استلم الخلافة في 544 هجري وعمره 17 سنة وقتل وعمره 22 عام 549 هجري بن الحافظ رقم
11 ابو ميمون عبد المجيد واستلم
الحكم 524 هجري ومات وعمره 76 سنة عام 544 وحكم 18 سنة وهو بن المستنصر خليفتهم
الثامن ، وأما رقم 10 الآمر
المنصور ابو علي استلم الملك عام
495 هجري وكان عمره 34 عمره خمس سنوات ، وقتل من قبل النزاريين ، ومدة حكمه 29 سنة
، وهو ابن رقم 9 المستعلي أحمد
أبو القاسم الذي بويع في 487هجري
وكان عمره 19 عام أصغر إخوته ومات مسموما 495 هجري وحكم 8 سنوات ، بن
رقم 8 المستنصر أبو تميم معد واستلم
السلطة 427 وعمره 7 سنين ومات عام 487 وحكم 60 عام بن
رقم 7 الظاهر علي ابو الحسن و
استلم السلطة عام 395 هجري وكان عمره 16 سنة ومات في 427 هجري وكان عمره 32 سنة
ومدة حكمه 15 سنة ونصف بن رقم 6 الحاكم بأمر الله المتأله منصور أبو علي الذي
استلم السلطة وعمره 11 سنة عام 386 هجري وقتل بتدبير اخته ست الملك 411 وكان عمره
36 ، وقيل عنه أنه اختفى وسيعود وادعى الألوهية عام 208 وكان عمره 33 سنة بن رقم 5
العزيز بالله نزار ابو المنصور ،
الذي استلم السلطة سنة 365 وكان عمره 21 سنة ، ومات عام 386 وكان عمره 42 سنة بن
رقم 3 المنصور بنصر الله الذي
استلم السلطة عام 334 وتوفي في 341 وكان عمره 41 سنة ونصف ومدة حكمه 8 سنوات بن
رقم 2 القائم بأمر الله محمد ابو القاسم الذي
ولد بالسلمية في سورية واستلم السلطة عام 322 وكان عمره 42 سنة ومات عام 334 وكان
عمره 55 سنة ودة حكمه 12 سنة بن
رقم 1 المؤسس سعيد نسبة لنسبه اليهودي الأساس من أب يهودي حداد ، وهو المُدعى لما
نسب له نفسه للعائلة القذرة الثنوية عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن ميمون
القدّاح بن ديصان الثنوي من فارس ذو العقيدة المجوسية ، وأطلق
عليه داعيته الشيعي أبو عبدالله صفة المهدي المنتظر لجلب الأتباع ، ونسب نفسه زوراً
الى آل البيت مدعياً أنه بن محمد الحبيب بن جعفر المُصدّق بن محمد المكتوم بن
اسماعيل بن حعفر الصادق بن محمد بن الباقر الصدر بن علي الأصغر بن الحسين بن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه ومحمد الحبيب لم يكن عنده إلا أربع أولاد وهم جعفر وإسماعيل
وأحمد والحسن ، فحشر نفسه الخامس ، ولم يكشف عن هذا النسب إلا بعد احتلالهم لمصر
بعد 60 عام.