الدور الإجرامي الحقير للكنيسة القبطية في الانقلاب العسكري في مصر
الدور الإجرامي الحقير للكنيسة القبطية
في الانقلاب العسكري في مصر
خالد عمايرة
يتردد كثير من الكتاب والصحفيين العرب - بمن فيهم المصريون - في التعليق على دور الكنيسة القبطية المصرية في الانقلاب العسكري الأخير ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي. وما من شك في وجود بعض المحاذير للولوج في هذا الموضوع الحساس وعلى رأسها إمكانية إثارة النعرة الطائفية خاصة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به أرض الكنانة.
لكن الدور الإجرامي الذي اضطلعت به الكنيسة القبطية في الأيام والأسابيع القليلة التي سبقت الانقلاب لا يترك مجالا لتجاهل الموضوع او المرور عليه مرور الكرام, علما أن بعض المحسوبين على الكنيسة يتفاخرون بشكل علني أنهم هم-أي الأقباط- من قام بالانقلاب على الإخوان المسلمين...تمهيدا ل"شطب" الإسلام من مصر!!
فوفقا لكل المعطيات الموضوعية, شاركت الكنيسة بصورة مكثفة وغير معهودة في الجهود التي توجت بالانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي, هذا الضابط الخائن الذي تمرد على الدستور وعلى الشرعية وأمر بلطجيته بإطلاق ا لنار على المصلين خارج مقر الحرس الجمهوري وخارج مسجد القائد إبراهيم في الأسكندرية...مثلما فعل المجرم اليهودي في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل في 25 شباط فبراير عام 1994 .
فعلى سبيل المثال أصدرت الكنيسة تعليمات واضحة لكافة أتباعها بالمشاركة في الحشود المناوئة للرئيس مرسي بدءا من 30 يونيو وصولا الى الاحتشاد في ميدان التحرير تلبية لنداء السيسي . وبالفعل زحف مئات الألوف من الأقباط المعبئين ضد الإسلام وخاصة من معقلهم في منطقة شبرا ذات الأغلبية المسيحية إلى ميدان التحرير وقصر الإتحادية . وقدر عدد المسيحيين المشاركين في تلك المظاهرات في الميدان بأربعمائة ألف أي أكثر ما نسبته 80% ممن تواجدوا الميدان.
وقد لوحظ ان الغالبية الساحقة من النساء المتواجدات كن يرتدين البسة غربية كما شوهد أعداد كبيرة من الشبان يحتسون زجاجات الخمر فيما قام آخرون بترديد شعارات مناهضة للإسلام يخجل القلم من ذكرها.
حقد دفين على الإسلام
نحن نعلم على وجه اليقين أن الأقباط ليسوا نسخا كربونية من بعضهم البعض وان كثيرا منهم مواطنون شرفاء لا يكنون أية أحقاد ضد الإسلام والمسلمين. لكن هذا الأمر لا ينفي وجود عدد كبير جدا من أتباع الكنيسة داخل وخارج مصر ممن يحقدون على الإسلام والمسلمين لدرجة دعوتهم لإبادة الإسلام كليا من مصر وإعادتها إلى ما قبل العهد الإسلامي.!
بعض الأقباط المتطرفين الذين يعيشون في المهجر مثل أميركيا الشمالية واستراليا وأوروبا يعملون ليل نهار لإثارة الفتنة الطائفية في مصر. لقد تلقى هذا الكاتب عددا هائلا من الرسائل البريدية من هؤلاء "النشطاء" الأقباط الذين يدعون إلى حرق الأخضر واليابس في مصر وصولا إلى إنشاء دولة قبطية (إسرائيل أخرى) وقتل ملايين المصريين المسلمين وتهجير الباقي إلى الجزيرة العربية- تماما مثلما ينادي غلاة الصهاينة بطرد الفلسطينيين إلى الصحراء.!
ولا شك ان هناك في مصر سماعون كثيرون لمثيري الفتنة هؤلاء لكنهم يكتمون سعيهم للتآمر على مصر وإخوانهم في الوطن.
القضية ليست الإخوان بل الإسلام
لقد لوحظ أن بعض المحافل القبطية تخفي حقدا دفينا على الإسلام عن طريق مهاجمة الأسس الدينية لجماعة الإخوان المسلمين وتستخدم عبارات قاسية للغاية في وصف تلك الأسس. فعلى سبيل المثال وصف رئيس تحرير موقع الكتروني مصري الحركة الإسلامية في مصر بالنازية والفاشية ووصف الرئيس المنتخب بشكل ديمقراطي بأنه يشبه هتلر.!
لا اعرف كيف يقع صحفي محترف في مثل هذه المقايسات الفاسدة التي تتعارض مع المنطق والحقائق التاريخية المعروفة. فالزعيم النازي أدولف هتلر دمر أوروبا بالكامل و تسبب في هلاك أكثر من خمسين مليون من البشر بسبب ايديولوجيته العنصرية البغيضة. فكيف يقارن برئيس منتخب اختارته غالبية المصريين في انتخابات حرة وشفافة بشهادة المنظمات العالمية- رئيس لم يأمر أبدا بقتل ولو شخص واحد بل إنه اصدر عفوا عن كل الذين أساءوا إليه حتى أولئك الذين دعوا إلى قتله؟
ثم كيف يقارن كاتب يفترض أن يقوم بتنوير الرأي العام بمقارنة الايدولوجية النازية المسمومة التي تقسم البشر إلى أسياد وعبيد بالإسلام الذي يقول "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم؟"
إن الذين يروجون مثل هذه الأحقاد يتحملون مسؤولية كبيرة عما تسببه أقلامهم الكاذبة من حقد وكراهية تطال نارها الجميع.
إن الكنيسة القبطية التي تدعي أن رسالتها هي رسالة محبة وتسامح أطلقت العنان لغول الكراهية ضد الإسلام في مصر من خلال مشاركتها الحاقدة في الثورة المضادة ضد الشرعية. هذا ما شاهدناه في العلن وما خفي كان أعظم.
إن الأقباط الذين لا يشكلون اكثر من 5% من عدد السكان بمصر لا يحق لهم تأليب وتحريض العسكر على الإسلام واشتراط إلغاء المادة الثانية من ا لدستور المصري التي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام.
كما لا يجوز للأقباط المطالبة بحظر الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية في الوقت الذي تزدحم فيه أوروبا وأميركا الشمالية بالأحزاب ذات المرجعية المسيحية.
فهل حلال على المسيحيين والشيوعيين والعلمانيين واللوطيين والليبراليين المشاركة في اللعبة الديمقراطية بينما ذات الأمر محرم على المسلمين؟
نعم, للمسيحيين وغير المسلمين في مصر الحق كل الحق في المطالبة بحقوق مواطنة متساوية. لكن ذلك لا يعطيهم أي حق في المطالبة بإقصاء الإسلام أو إستبعاده من الحياة العامة.
لذلك يحسن الأقباط صنعا بالتوقف عن حملة الحقد المنظم ضد الإسلام والحركات الإسلامية لأن ذلك يأخذنا جميعا إلى طريق لا يرغب أحد في سلوكه. (انتهى)