الأسير أحمد المغربي موت الأب وحكم المؤبد

وعزل لسنوات وحرمان زياة وأشواق للحرية

كم تبدو هذه الأمور صعبة حينما تجتمع، وما أجملها حين تزول إحداها على الأقل، فعائلة الأسير أحمد يوسف أحمد المغربي39 عاماً، من مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم تقاسي البعد والحرمان من الزيارة إلى جانب ألم الحكم المؤبد الذي يعيشه ابنها في الأسر والذي حرمه من ابنه الوحيد.

يفيد التقرير الآتي لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، ووفق حديث أم محمود زوجة الأسير المغربي للمركز الحقوقي، والتي لم تزر زوجها منذ اعتقاله، إن منعها من الزيارة أمراً يشكل الصعوبة الأكبر لها، وأن اثنا عشرة عاماً ليست إلا تكاثفاً لألم غياب الزوج وعدم التمكن من رؤيته في كل عام.

في حديثها، ترجع الزوجة ليوم اعتقال زوجها بتاريخ: 27/5/2002، بعد اجتياح المخيم ومحاصرة المنازل، وبعد أن تمكن الاحتلال من أسر زوجها الذي كان مطارداً منذ بداية انتفاضة الأقصى، كانت تلك مصيبة داهمت العائلة دون استئذان، وقد رافق اعتقال أحمد، اعتقال شقيقه علي الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الحين 16 عاماً والذي حكم عليه الاحتلال بالسجن مؤبدين و30 عاماً، لكنه أفرج عنه في صفقة الوفاء للأحرار وتم إبعاده إلى قطاع غزة بشكل دائم.

وتستكمل أم محمود حديثها وتقول: "كان يوم اعتقال أحمد يوم عيد على جنود الاحتلال الذين اقتحموا المخيم وحاصروه ثلاثة أيام بحثاً عنه، والذين كانوا في السابق يترددون للمنزل مرات كثيرة يطالبون العائلة بتسليم أحمد".

وتكمل:" قبيل اعتقال أحمد بشهرين، توجه الاحتلال وآلياتهم صوب منزل العائلة وقاموا بهدمه دون سابق إنذار، كما عادوا بعد عامين من اعتقاله وهدموا المنزل من جديد، بعد أن كانت العائلة قد شيدت لها منزلاً جديداً".

وضع أحمد في العزل لمدة تسع سنوات، وبقي غير محاكم لعام 2005، عندما أطلق الاحتلال الحكم عليه بالسجن 18 مؤبداً، بتهمة تجهيز عمليات استشهادية تنفذ في الوسط الفلسطيني المحتل، وهو الآن في سجن  نفحة ويعاني من آلام في المعدة والأسنان بالإضافة إلى أوجاع تصيبه في بعض الأوقات نتيجة لإصابات بالرصاص تعرض لها قبل اعتقاله من قبل جنود الاحتلال.

 أما محمود، فكما غيره العشرات... ولد وكبر بعيداً عن عيون والده، ليراه في سجنه لأول مرة وخلال فترة العزل، وكان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، كانت حينها رؤية الابن الذي تركه أحمد في أحشاء زوجته والذي كان ينتظره لينير له حياته ويمسح قليلاً من المشقة والصعوبة ومسيرة المطاردة التي لاحقته قبل الاعتقال لقاءً قاسياً ومشهداً مؤثراً .

 أما زيارة محمود للمرة الثانية فكانت وعمره تسع سنوات، وكانت كلماته الأولى عند لقائه بوالده:" أبي أنا فخور بك وأنا أحبك وأنا أعرف عنك الكثير وأنت بطل"، فكانت كلمات رفعت من معنويات أحمد للسماء وابتسم ابتسامة لم يبتسمها منذ سنوات، فرحاً بابنه.

وبالعودة إلى معاناة أم محمود فيما يتعلق بمنعها من الزيارة، فهي معاناة قاسية،  فالاحتلال يرفض إعطاءها تصريح زيارة منذ اعتقال زوجها ولم تره إلا مرة أو مرتين أثناء المحكمة، مؤكدة أم محمود بأن هذا المنع تعسفي ومتعمد ولا يوجد أي الأسباب التي تستدعيه، مشيرة إلى ان والد زوجها لم يرى ابنه، ووالدته لم تزره منذ سبعة أعوام.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن الأسير المغربي من أكثر الأسرى الفلسطينيين الذين عانوا في سجون الإحتلال جراء عزله لمدة عشرة أعوام كامله ولم يخرج من العزل الإنفرادي الا بعد إضراب الكرامة الأخير الذي شارك فيه محمود وكانت نتيجته انهاء عزله الإنفرادي.