فلم قتلتموهم؟

ريم أبو الفضل

[email protected]

فى مرحلة مأزومة لا نجد لها مخرجاً إلا بتنازل الطرفين حتى تسير السفينة..نجد أن هناك من يحاول خرق السفينة فتصبح فرصة النجاة ضعيفة

اعتصموا لحقٍ أولباطل..وهتفوا لشخصٍ أو لجماعة

فتلك قضيتهم مع ربهم

إنما جميعنا نحمل قضية الوطن

قد نختلف فى حبنا له..وفى بذلنا من أجله

ولكن كيف يقتل كلانا الآخر بحجة الوطن؟؟

وكيف لجيش مصر إن كان هو الفاعل وكدت لا أصدق ما شاهدته بأم عينى وبواسطة شهود عيان ما حُكى لى

كيف له بمذبحة تفوق موقعة الجمل؟

نختلف..ونتفرق..ولكن بلا دماء

كنت أنتظر من القوات المسلحة أن تحاول احتواء الأزمة ويخرج لنا متحدثها أو وزير الدفاع ليُعلن إعلان استفتاء فيخضع مرسى الرافض للانتخابات الرئاسية المُبكرة

تتنازل القوات المسلحة عن كبريائها وليس هيبتها من أجل الوطن…ويتنازل مرسى عن ((شرعيته)) ويقبل استفتاءً من أجل الوطن أيضاً

ولكن بعد مذبحة رابعة العدوية…يظل السيناريو مجهولاً…والمستقبل مظلماً

لا أظن أن الإسلاميين يطبقون سياسة الأرض المحروقة بهذه البشاعة لمجرد توريط الجيش وكسب تعاطف....ولا أظنهم قد كسبوا إن فعلوها وهو ما يتنافى مع قواعد المنطق والعقل

ولم أتخيل أن جيش مصر بدلا من إيجاده لحل لتلك الأزمة أن يزيدها تعقيدا بتلك المذبحة

ولا أعتقد أن "السيسى" سيظل قائدا شعبيا لدى البعض بعدما حدث ... فالكارهون بشكلٍ مطلق قد يحملونه على الأعناق..والحقوقيون بكل ما فيهم من نشطاء وأصحاب مبدأ لن يروه كذلك بل العكس

فإذا كان البيان الذى أعلنه الجيش صحيحا من اقتحام مجموعة دار الحرس الجمهورى والاعتداء على قوات الأمن مما أدى لوفاة ظابط وعدد من المجندين...

فأتوجه بالسؤال لمن وجه تلك الأشخاص نحو تلك العملية الانتحارية "فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" فى حبكم للوطن وحرصكم على أبنائه

وإن كان ما شاهدته أعيينا وما بثته بعض القنوات من تعرض المصلين فى اعتصام رابعة أثناء الركعة الثانية من صلاة الفجر لتلك المجزرة وسيارات الإسعاف التى نقلت المصابين والشهداء التى روت دماءهم ثرى ساحة المسجد فأتوجه بالسؤال لجيش مصر "فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" فى حمايتكم لشعب مصر

 من حق المتظاهرين فى التحرير التعبير عن رأيهم سلمياً..ومن حق الآخر أيضاً التعبير عن رأيه ولواختلفنا معه أيدلوجياً وسياسياً وعلى أى مستوى

فى رابعة العدوية يُحشدون أو يحتشدون فهذا المشهد عليه اختلاف وإن أبصرت العين..وتشتت العقل

و للوطن حق على الجميع تفرضه الديمقراطية التى أتت بمرسى والتى يمكننا أن نحتكم إليها مرة أخرى

ولكن الدم والعنف لا يزيد المرابط إلا إصرارا..وبل سينضم له المتعاطف والمحايد وهذا المُشتت الذى حسم المشهد عاطفته وإنسانيته

هكذا فعلت موقعة الجمل..وهكذا أخبرنا التاريخ فى كل النظم الديكتاتورية

القمع يًولد انفجاراً..والعنف يخلق إصرارا

نحن الآن على شفا جرف هار…فإما أن ينهار بنا فى نار حرب الفتنة

وأما أن نتدارك الأمر ونأوى إلى جبل قد يرهقنا الصعود لقمته...ولكن يحمينا من طوفان الفتنة الذى لا عاصم منه