العلمانيون والديمقراطية، حين تحدثك العاهرة عن الشرف

حارثة مجاهد ديرانية

العلمانيون والديمقراطية،

حين تحدثك العاهرة عن الشرف

حارثة مجاهد ديرانية

صحيح أن في مَن يحسبون أنفسهم على العلمانيين قلّة حسنة لا ننكرها ونشكر لها أمانتها، إلا أنها كعرق المعدن الرقيق النفيس في كومة المعدن الرخيص الكبيرة، قليل منهم الصادقون وأكثرهم الأفاكون الكاذبون، وإلى هؤلاء الأكثرين أوجه كلمتي هذه.

لما كنت صغيراً وجدت نفسي أترعرع في محيط يعلّم الحذر من العلمانيين لأنهم لا يحبوننا (ولكنه يعلّم أيضاً معاملتهم بالقسط والعدل رغم ذلك)، ومن الطبيعي أن من لا يحبك لا يريد لك الخير. ولكن الأيام أفهمتنا أن الأمر أسوأ من ذلك، فليست مشكلتنا الوحيدة (أو الأهم) مع العلمانيين أنهم لا يحبوننا، بل لقد أثبتوا بفعالهم -التي شهد عليها ملايين الناس ودوّنها التاريخ- أنهم أعداء حقيقيون ألدّاء للحق والعدالة والديمقراطية التي يتتغنّون بها. لقد سمعناهم على مدى عقود عديدة يتشدقون بأجمل قيم الحرية والعدالة والديمقراطية طالما كان الكلام "بلاش"، يتنكرون بزي الحملان ليوهموا الناس أنهم أصدقاؤهم وأحباؤهم وهم يكيدون لهم أعظم الكيد في الخفاء، فما كادوا يظهرون ويصير الأمر إليهم حتى خلعوا جلود الحملان فسقطت عن وجوه الثعالب والذئاب.

لا عبرة بمن يبيعك أجمل الشعارات والأوهام حين يسقط في الامتحان، والعلمانيون سقطوا في الامتحان، لا بل لقد مرغوا سمعتهم بالأوحال وفاحت منهم رائحة الخبث ولطخوا بالعار في سجل التاريخ.

يا معشر العلمانيين الكذابين المنافقين، يا من كنتم تدقون آذاننا ليل نهار بالأوهام والأكاذيب، اكرهوا الإسلام والإسلاميين ما شئتم فلا أحد يحاسب أحداً على حبه وكرهه، ولكن إياكم أن تحدثونا بحديث الديمقراطية والحق والعدالة بعد اليوم أبداً، فإنها كلها براء منكم. ولقد كدت أقترح عليكم أن تذهبوا فتتعلموا ألف باء الحرية والديمقراطية قبل أن تخرجوا وأنتم تلقون ذلك علينا فتكررونه تكرير الببغاوات التي لا تعقل ما تقول وأنتم تحسبون أنفسكم أفهم الخلق، ثم ذكرت أن الذئب يظل ذئباً والثعلب ثعلباً ولو تنكرا بزي الحملان! فلا تأسوا على أنفسكم، وإن كنتم -ولا بد- مصرّين على التسلق إلى المناصب فهلا أدلكم على خير من ذلكم؟ إن كنتم لا بد صانعي ذلك فعلى الأقل اصنعوه في المكان الصحيح الذي يناسبكم، وابحثوا عن شعب لكم تحكمونه من جنسكم الغادر الذي تنتمون إليه، لعلكم تريحون وتستريحون، لا أراحكم الله!