أين الزعيم؟

خليل الجبالي

[email protected]

عجباً لهؤلاء الذين يكيلون بمكاييل مختلفة ، فلم يتحدث العالم من قريب أو بعيد عما يحدث للرئيس الشرعي لمصر، فأين دول العالم من حجز الرئيس مرسي ومنعه عن شعبه وعن العالم جميعاً؟

أين الإتحاد الأوربي و دول أفريقيا ودول أسيا من الرئيس الشرعي لمصر؟

لقد زار الدكتور مرسي 18 دولة في أقل من عام ، وثبت وجوده في تلك المحافل الدولية ، حتي أخذ بعضهم يطلق عليه زعيم العرب.

فأين هؤلاء مما يحدث للرئيس الشرعي لمصر وطقم رئاسته ، وزوجته وابنته ، و جماعته ؟

أين الديمقراطية التي يتشدقون بها من إنتخابات رئاسية نزيهة جاء من خلالها الدكتور مرسي رئيساً لمصر؟

أين الحريات التي ينشدونها ليلاً ونهاراً من إعتقالات المئات من أنصار الرئيس الشرعي؟

لا أقول أين أمريكا التي تدعي الديمقراطية ، ورمز الحرية ، لأنها المحرك الأول لتلك القلاقل والإضطربات التي تحدث في الوطن العربي بل في العالم كله ، فأمريكا هي راعية الإرهاب بكل أشكاله وألوانه، ولا يخف علي أحد ما تقوم به ، ظناً منها أن لا يقدر عليها أحد، (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَذِينَ كَفَرُوا فِي البِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المِهَادُ (197) سورة آل عمران

إن أمريكا تحاول في تلك الأيام أن تغير قوانينها التي ترفض الإنقلابات العسكرية وتمنع التعاون معها، وها هي تمد مصر بطائرات إف 16 وذلك خلاف المعونات التي أمرت دول الخليج أن يخدقوها علي خزائن مصر حتي يفرح بها المصرييون ويصمتون علي إهانة كرامتهم ، وسلب حريتهم، والإنصياع للهيمنة الأمريكية.

أين الرئيس أيها العرب؟

أين عروبتكم؟

هل  صمت آذنكم، وكممت أفواهكم، ودفنت رؤسكم في رمال الصحراء؟

أين كرامتكم من الإنقلاب العسكري علي الشرعية ، وأين أنتم من حبس الرئيس الشرعي ومنعه عن العالم؟

اليوم تصمتون وأنت تشاهدون ، وغداً عليكم تدور الدوائر، ولن تنتظروا طويلاً، ولن تفرحوا بولائكم لأمريكا كثيراً ، فستتخلي عنكم كما تخلت عن غيركم وعلي الخائن تدور الدوائر.

 إن الشعب المصري لن يتخلي عن رئيسه الشرعي ، فها هو قد خرج في كل الميادين ، يحافظ علي كرامته ، وينادي بحريته، ويطالب بفك القيود عن رئيسه الشرعي الذي وجده في أقل من عام مضحياً مجاهداً مشغولاً بهموم وطنه.

إن الخائنين للشعب المصري سواءً كانوا من الجيش أو الإعلاميين أو السياسين سيحاسبهم الشعب بعدما باعوا أنفسهم قبل أن يبيعوا وطنهم بحفن من الدولارات، (ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) سورة البقرة

إن تكاتف القضاء والشرطة والجيش علي الرئيس الشرعي لأمر خطط له شياطين الإنس ، ولن يدوم فرحهم ، ولن يدوم نصرهم ، وسيضحد الله كيدهم ، ويرده في نحورهم ، فمهما قويت شوكتهم ، أوعلت كلمتهم، أو دعمهم أعداء أمتهم، فسيفتت الله شملهم ، (تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) سورة البقرة.

إن نيلسون مانديلا دخل السجن مناضلاً وعاد رئيساً لبلاده، أما الدكتور مرسي فقد حبسه العسكريون رئيساً وسيعود زعيماً للأوطان العربية  التي تنشد الحرية وللمسلمين الذين تتوق قلوبهم ان يسود الإسلام وعندها يتحقق قول الله تعالي فيهم (سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) سورة القمر