تحليلي لما يحدث الآن في قطر ...

د. موفق مصطفى السباعي

د. موفق مصطفى السباعي

[email protected]

خبران ينتشران على الشبكة يقولان :

1- قامت السلطات القطرية الجديدة بطرد الشيخ يوسف القرضاوي .. وثمة خبر يقول أنه تم الإعتداء عليه وضربه .. وخبر آخر ينفي الضرب .. ولكن الطرد أكيد ..

2- منع دخول السوريين إلى قطر .. حتى ولو كانوا يحملون جنسية غير عربية .. التي هي عادة مسموح بدخول حاملها بدون سؤال ..

أعتقد بناء على هذين الخبرين .. أن عملية نقل السلطة من الأب إلى الإبن .. تمت بشكل إجباري وبالإكراه من قبل سيد العم سام ..

وليست كما صورها الإعلام .. أنها أريحية من الأب .. وأنها تشجيع الشباب لممارسة الحكم .. وإفساح المجال ليكون لهم الريادة ..

كله كذب .. ودجل .. وشعوذة .. وخداع .. وتضليل ..

ومتى كان الحاكم العربي يزهد بالكرسي .. ويعطيه لسواه حتى ولو كان ابنه ؟؟؟!!!

خاصة وأن الأب .. من شدة هيامه .. وولعه .. وغرامه بالكرسي .. منذ نعومة أظفاره  ..  انقلب على أبيه .. وانتزع الكرسي من تحته بالقوة .. والقرصنة .. وعق أباه .. وأغضبه .. وأغضب ربه لأجل الكرسي .. ولم ينتظر أياماً معدودة .. حتى يؤول إليه بشكل طبيعي بعد وفاة أبيه ..

فهل يصدق أولوا الألباب .. أنه يتخلى عن الكرسي بهذه المسرحية الهزلية .. الفكاهية .. المضحكة ..

ولكن ..

ما الدليل :

يبدو أنه طُلب من الأب تغيير سياسته تجاه الثورات العربية .. وبالخصوص سورية ومصر .. بعد أن أزعجت سيد البيت الأسود .. والدول العربية المجاورة وبالذات الكبيرة منها .. وأثارت حفيظتهم .. وحسدهم من تسليط الأضواء عليها .. وتبؤها لمكانة أكبر من حجمها ..

وبعد أن خرج عن السياسة المرسومة له ..

وهنا حصلت عدة إحتمالات :

فإما أنه رفض .. أو إعتذر .. أو تجاهل الطلب ..

فحتى لا يتم إحراجه بإرغامه على تغيير سياسته بالقوة ..  وبالتشهير .. والتسفيه  له .. أُمر بنقل سلطته إلى إبنه .. الذي كان مهيئاً .. ومعداً .. وقابلا بتنفيذ الأوامر دون إعتراض .. بطريقة سلمية .. سلسلة .. هادئة ..

وتصوريرها بشكل مبدع .. وبارع .. وأنه سخاء .. وكرم .. من الأب لإبنه ..

ومما يؤكد صحة هذا التحليل هو :

1- عزل سيد السياسة الخارجية القطرية حمد بن جاسم .. فورا وإبعاده عن المشهد السياسي نهائيا .. وهو الذي كان الدينمو .. والشعلة المتوهجة .. المتوقدة للسياسة القطرية ..

2- تغيير السياسة الخارجية 180 درجة تجاه الثورة السورية والمصرية ..

3- تأييد الإنقلاب الأسود على الرئيس مرسي الذي كان معدا مسبقا .. ولذلك جاء التحول في قطر قبل الإنقلاب .. ليتم التأييد له ..

4- التبرعات السخية لقادة الإنقلاب ..

5- طرد الشيخ القرضاوي .. ومنع السوريين من دخول قطر ..

6- إبعاد قطر عن التأثير على الثورة السورية .. بالضغط على الإئتلاف لإختيار الشخص المرتبط بآل سعود لرئاسته بدلا من الشخص المرتبط مع قطر .. مما يؤدي إلى إبعاد قطر عن التأثير على أي ثورة عربية .. بعد الآن ..

وبالتالي تجريدها من كل النجاحات .. والإبداعات .. والأضواء التي حقتتها طوال الفترة السابقة .. وتفوقت على من سواها ..

وإرجاعها إلى إمارة هزيلة .. صغيرة .. تافهة .. تابعة .. تدور في فلك سيد العم سام ..

ورجائي إلى القراء الكرام ..

لمن لديه تحليل آخر مغاير .. أو معارض .. أو معاكس .. أو موافق .. فليعرضه ليستفيد منه الجميع ..

وكل قصدنا من هذا ..

أن نشغل عقولنا جميعاً .. ونعرف ماذا يجري حولنا .. ولماذا يجري ؟؟؟ وما الهدف منه ؟؟؟