في سورية بدهم فتوى إفطار
ياعديمي الرحمة والإنسانية ومصر لن تتخلى
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
لايكفي السوريين ماهم مُبتلين به من حالة الموت والإرهاب المُحيطة بهم ، بل زادت آلامهم تضوراً من الجوع والعطش ، عدا عن المُحاصرة لأماكن وبلدات ومدن عديدة لايصلها الغذاء البتّة ولا الدواء ولا الماء ، وفوق هذا وذاك فهي تقصف ليل نهار ، وهناك سًكّان الخيام المُنتشرين على مساحة سورية في هذه الأجواء الشديدة الحرارة مع رمضان ال 17 ساعة ، لايستطيعون الصبر عن تناول الماء في هذه الظروف الحارقة ، التي تستنزف من أجسادهم المياه وهم في لهيب الخيام ، ويقولون من على شاشات التلفاز أنهم بحاجة إلى نظرة رحمة وإنسانية ، وأطفال صبية لايجدون الوجبة الواحدة طوال اليوم أو اليومين ولا الخبز ، ولا أبسط مقومات الحياة ، وأنتم يابني العروبة والإسلام تنظرون ، وتملئون البطون وتعبثون ، وبعضكم يموت من التُخمة ، وأنتم تنعمون بالأمن والآمان المؤقت ولاتُبالون ، وكل هذا الانهيار في سورية بعدما سرق المجرم الجزّار بشار وزبانيته الاحتياطي الذهبي والمعادن الثمينة والعملة الصعبة ، وباع سندات الأصول للدولة وراكم عليها الديون ، حتى أغرق البلاد والعباد في الفقر المتقع ، ووصلت قيمة الدولار على الليرة السورية الى ال 300 ليرة ، وهي لاتزال في نزول مُستمر ، حتّى صار الموظف من أشد الناس فقراً ، والتجار الأغنياء تفاوتت نسبة الفقر فيهم ، فمنهم من صار صاحب حاجة بعدما دمّرت عصابات المجرم بشار مصنعه ، أو أحرقت تجارته إن كانت في المناطق المُحررة ، أو استولت عليها إن كانت في مناطق الاحتلال الأسدي ، والأحسن حالاً من هؤلاء تجار كبار صاروا في الشوارع يبيعون بعض المواد الاستهلاكية على البسطات ليعيشوا ، فمن أولى من هؤلاء بالدعم ، وجمع الأموال لهم لاسيما الزكوات والصدقات التي نادى عليها ممثلو الشعب السوري لتتحول الى هذا الشعب المذبوح لإنقاذه من بعض البؤس ، بعدما تخلّى عنه العالم أجمع ، وهو يُجاهد من أجل حريته وكرامته ، وزوداً عن حياض الأمّة من المشروع الفارسي التوسعي البغيض ، وهو يدفع الأثمان باهظة ، وقلوب عديمي الرحمة والإنسانية تركتهم بلا نصرة ، وهم يتقلبون في الأنعام ، هذا عدا عن واجب النصرة بالتسليح والدفاع عن الشعب السوري
وأمّا عن مصر والتغيير الذي حصل فيها والتصريحات التي صدرت فلن تؤثر على القضية السورية ، وأدعوا جميع السوريين في مصر وخارجها وأنا أولهم ، التوقف عن تناول الموضوع المصري تماماً إلا بما يجمع القلوب ، ولو أننا تأثرنا كبشر ، ولم نُغلق أفواهنا كمجتمع مدني ، ولن يستطيع من أحد فعل ذلك ، وعبر كل منّا عن رأيه ، ولكن دعوني أتكلم بما يخدم الثورة السورية ، ، ودائماً أتكلم بما يخدم الثورة وهذا الأهم ، فلا نُريد أن نكسب الأعداء ، ولن نستطيع أن نفعل شيء ، وسبق لي وقد تحدثت في مقالة سابقة عند تحذير الجيش لفترة 48 ساعة في 28 يونيو بعنوان " تأثير مايجري وما سيجري في مصر على القضية السورية" بأن الموقف الرسمي المصري لن يتغير ، بل لربما يكون أكثر ديناميكية ودفعاً للقضية السورية ، دون أن نعني ذلك النكران للجميل فيما سبق ، وتحدثت عن الدور الإيراني الخبيث فيما جرى بهذه المعمعة والموقف البرغماتي التي تقفه بما يخدم مصالحها ، فالاجتجاج الإيراني كان الأشد إيذاءاً للرئيس مرسي ، وخاصة وأنها اعتبرت ذلك نهاية لحكم إسلامي ، فهل فعلاً يهمها الإسلام بشيء ، إذا عرفنا علاقاتها القوية مع الصين التي نفذت مذابح ضد المسلمين في الايغور بمقاطعة شينغيا الصينية وقتل المئات هناك ، وعلاقاتها الأوطد مع الروس ومذابحهم في الشيشان الأكثر دموية وتدمير الجمهورية المسلمة المُوحدة ، ومذابحهم في أفغانستان ، وموقفها من الثورة السورية الداعمة لحزب البعث الآخر الذي قاتلته في العراق لثماني سنوات ، وتآمرت عليه حتى أطاحت به ، بينما البعث السوري العلماني الكافر بوجهة نظرها ، تقف معه على أسس مذهبية طائفية ، فعن أي إسلام تتحدث هذه الدولة الاستعمارية السرطانية المارقة ، في نفس الوقت الذي رحب فيه حامي العلمانية العتيد السفّاح بشار بما جرى ، واعتبره ماجرى انتصاراً على الإسلام السياسي ، وهذه التسمية تُطلق أيضاً على حزب اللات وإيران في المصطلح السياسي ، فلما يضع يده هذا الخسيس مع أمثال ممن ينتقد ، أليس هو في السابق من امتدح الاسلام السياسي الإخوان وحماس ماعدا إخوان سورية ، فماله اليوم ينقلب على عقبيه ، ام انه فاقد الوعي ، مما يدل على عدم التوازن لهذا الأحمق ، وبالإجمال فقد جاءت الصفعة المتوقعة لإيران من وزير خارجية مصر ، بأن هذا تدخل سافر في الشؤن الداخلية ، مما يُنذر بسوء العواقب ، وقطع العلاقات الذي ننتظره على أحر من الجمر ، وأتوقع تدهور العلاقات مع موسكو قريباً إن شاء الله
أمّا هذا البشبش السفاح بشار فليس عليه أن يفرح كثيراً ، وأُطمنئه بأن ماجرى هو الوبل عليه ونظامه ، أم يظن أن المليارات التي تدفقت من الخليج لمصر من أجل أن تقف معه هذا الأبله ، أم مع من يُساندها ، وما هي إلا أيام أو أسابيع إن شاء الله إلا نسمع عن وفاق وطني مصري جامع بما فيهم الإخوان المسلمين بعد أن تهدأ النفوس ، وتكون مصر بثقلها إلى جانب أشقائها العرب السوريين ، وتعود لدورها التاريخي ، وثقلها الإقليمي ، لتقف صفاً واحداً في دعم الشعب السوري وقضايا العرب من وقف الزحف الفارسي ، كما فعل ذلك من قبل قطز وبيبرس ، وخاصة وهي تتسلم طائراتها إف 16 ليس لسواد عيونك بل ليوم الحسم ، كما أبقت الأردن المنظومة الدفاعية باتريوت والقتالية أيضاً ، ومثلها تركيا فعلت ، وإنّ شعبنا هو المنتصر بإذن الله ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم.