مرسي.. بلادي وإن جارت عليّ عزيزة..!!

هنادي نصر الله

[email protected]

من يتشبثُ بالكرامةِ والإنسانيةِ والخلق الحسنْ؛ سيلقى مصيرًا كمصيرِ محمد مرسي، سيكون العزل والإقصاء حتفه؛ سينتظره السجنُ؛ ليحقق معه البلطجيةُ بقوةِ بلطجتهم وزيفِ تمسكهم بالقوانين وإدعائهم لما يُسمى بالديمقراطية..

شأخصُ حالة الرئيس " مرسي" على واقعي الصغير؛ لأقول إنني أرى في شخصيةِ مرسي، كل إنسانٍ بريء، شريف، متواضع، نشيط، مبدع، أمين، يتعرض للظلمِ والتشويه والتجريح؛ لا لشيءٍ إلا لأنه  يجلس وسط نفوسٍ تُعادي كل متفوقٍ؛خاصةً عندما يُصبح تفوقه مزعجًا ومربكًا لأصحاب المشاريع الخاصة والمصالح الشخصية والفئوية الضيقة..

فنرى هذا الإنسان معرض دومًا للتهميش، بقوةِ بلطجيةِ أصحاب المحسوبيات والواسطات، الذين يجودون على أقربائهم وأحبابهم وأصدقائهم بامتيازاتٍ؛ محرمة على من يستحقها، محللة على من لا يستحقها..

يُعزل مرسي؛ بقوةٍ  من لا يستحق أن يحكم البلاد، ليُعطي قيادتها لمن لا يملك المفاتيح؛ مفاتيح الرضا عن القيادة بيد الإشتراطات الدولية والخارجية ، أمريكا، أوروبا، الكيان الإسرائيلي..

يُعزل مرسي؛ شأنه شأن آلاف البسطاء من أبناء المسحوقين؛ يُعزل مرسي لأنه طيب الخلق، لأنه لم يُعامل أعداءه وخصومه السياسيين بمثل ما عاملوه، لأنه سعى ومازال يسعى إلى الإصلاح بالطرقِ السلمية، يُعزل لأنه يدفع بالتي هي أحسن، ويدعو إلى الحوار والحوار فقط..

في أيِ بلدٍ في العالم تُحرق مقرات الحزب الحاكم، وتُصادر الشرعية وإرادة الجماهير بهذه البلطجية، إنها قمةُ العدوانية والحماقة والحقارة؛ قمةُ الأنانيةِ والعجرفة، قمةُ السفاهةِ والإنحطاط، وقمة التمرغ في أحضان الأمريكان والإسرائيليين..

مصر غارقة من رأسها حتى قدميها في مستنقع مؤامرةٍ دولية؛ مؤامرةٌ طعمها مر؛ لا بد لكلِ شريفٍ على هذه الأرض أن يكون قد تذوق طعمها؛ فأجزم لاشريف إلا وذاق نكهة الظلم..

هكذا يتساوى مرسي مع عامة العوام؛ حتى يثبت للقاصي والداني أنه لا يسعى لمصلحته الشخصية، هكذا يقول للتاريخ" بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإن بخلوا عليّ كرام"..

هنيئًا للحاقدين الأوغاد تلك الزعامة والرياسة المزعومة، هنيئًا لهم تلك الكراسي الملعونة؛ هنيئًا لهم المناصب والأوسمة الوهمية، هنيئًا لهم ما يُسمونه بالنصر المؤزر.. هنيئًا لهم.. فلربما يكونون قد حرروا سيناء من ذل الإتفاقيات الدولية، لاسيما اتفاقية كامب ديفيد..!

يا شرفاء مصر، ويا أنصار مرسي، ويا أبطال ثورة الخامس والعشرين من يناير، لا تيئسوا، لا تهنوا ولا تحزنوا، أنتم المنصورون بإذن الله؛ إني أرى ما جرى سحابة صيفٍ في سماء مصر ستنقشع، ستنقشع وتعود مصر إلى كينونتها، عروبتها، طهرها، وحدتها..

اصبروا وصابروا وأنتم الأعلون بإذن الله، تفاءلوا خيرًا وستجدوه، وأعدوا لخصومكم العدة التي يستحقونها، ولتكن مقومات هذه العدة بشكل قوي ومتين التوكل على الله وتفويض الأمر له مع الأخذ بالأسباب.