إلى مرسي.. حديثٌ من القلب..
هنادي نصر الله
مرسي...عُذرًا كلما أذكرُ كيفَ يُحاربوك؛ تسري الرعشة والرجفة في جسدي من حيث لا أدري وتدمعُ عيني دون إرادتي... أشعرُ بشعورٍ غريب..لم يكنْ يحتويني من قبل عندما أسمعُ عن اسمِ أي رئيسٍ آخر ..
أيُ إحساسٍ هذا الذي يراودني وأنا أتابعُ ما تُفبركه الثورة المضادة؛ التي يُحركها الأمريكان والإسرائيليون والأوربيون وأعداء العربِ ومشروعهم النهضوي والحضاري الكبير؟
لا أتمنى لك يا مرسي إلا كل خير؛ فلا تتنحى ولا تعتزل، لا تُغادر الكرسي بل تشبثْ به؛ لا تستجبْ لكل الأصوات المنادية بالرحيل؛ لستَ أنتَ من ترحل، لستَ أنتَ من تُغادر، لستَ أنت من تستقيل، لستَ أنتَ .. لستَ أنتْ..
أتغادرُ لأجلِ من؟ لأجل مجموعةٍ منتفعةٍ ساقطةٍ؛ تسعى لإحياء تيار البائدين المخلوعين المهزومين؟ كلا.. مرسي ستبقى؛ فلا حكم إلا حكمك، ولا شرعية إلا شرعيتك؛ ولا ديمقراطية إلا تلك التي أفرزتها صناديق الإقتراع في يومٍ مشهودٍ شهد عليه العدو قبل الصديق.. فلا تتنحى..
مرسي.. ابقَ ثابتْ الجأش، ولا تكن طيبًا كثيرًا، كن حازمًا مع فلول التتار، كن حاسمًا مع من يتحالفون مع الشيطان، كن فاصلاً بين الحق والباطل..
لا نريد لمصر العروبةِ لمصر الجديدة لمصر الحديثة لمصر العريقةِ أن تعود إلى الوراء... لا نريد لها إلا أن تتقدم إلى الأمام.. نريد للمشروع الإسلامي العربي أن يتنامى، وأن ينتشر بقوةٍ في كل البلدان العربية..
لا نريد لثورةِ الخامس والعشرين من يناير أن تنهزم، فدماءُ الثوار التي سالتْ تستحلفكم يا أنصار مرسي ويا أنصار الشرعيةِ بالإستماتةِ في الدفاع عن أهداف الثورةِ، في ظل مساعي الثورةِ المضادةِ لحرفها عن مساراتها الطبيعية والوطنية، خدمةً لأجنداتٍ خارجيةٍ تتوجسُ ليل نهار من حكم الإخوان المسلمين ومن رئاسة السيد محمد مرسي..
ليتذكر المنتفضون ضد الإحتجاجات المناوئة لمرسي في ميدان رابعة العدوية تحديدًا أن هذه المرحلة حاسمة ليس في تاريخ مصر، بل في تاريخ العالم بأسره، لتصدح هتافاتهم وليتسحلوا بالدعاء بأن يحفظ الله مصر وحكومتها وشعبها، وأن يُعيد للمعارضين رشدهم وصوابهم، وآلا يخضعوا للتضليل الممارس من قبل فلول مبارك،التي تغرد خارج السرب الديمقراطي عبر مساحاتٍ إعلاميةٍ تزيف الوعي العربي، وتسعى لتسميم الرسالة المستقبلة وتشويه الحقائق على الأرض.