تسريح بإحسان!
تسريح بإحسان!
أ.د. حلمي محمد القاعود
أناشد السيد رئيس الجمهورية أن يسرح قطاع المرور ويمنح أفراده مرتباتهم ليناموا في بيوتهم دون أدني مسئولية. وجودهم مثل عدمه, فلا هم ييسرون السير والحركة بأمان.
ولاهم يقومون بواجباتهم المفترضة لحل المشكلات الطارئة أو المزمنة, لدرجة أن المدن الصغري وبعض القري تعاني من مشكلة مرور.
علي الطريق الزراعي اسكندرية القاهرة يقع جسرجديد أمام بركة السبع عمره ثلاث سنوات تقريبا, افتتحه المخلوع قبيل سقوطه, مهمة هذا الجسر تسهيل مهمة السيارات العابرة من القاهرة وإليها, وفي الوقت نفسه فك الاشتباك بين حركة سكان المدينة علي جانبي الجسر. ولكن الجسر انهار جانب منه مع أنه مازال جديدا! لا يعرف الشعب لماذا انهار الجسر, ولا المتسبب فيه, ولا طبيعة الموقف الذي اتخذته الحكومة الحالية التي انهار الجسر في عهدها.
المشكلة أمام بركة السبع أن مرور السيارات يستغرق وقتا طويلا, وقد عشت في الأسبوع الماضي تجربة مريرة للعبور أمام المدينة المفجوعة بانهيار جسرها, فقد اكتظت المسافة من أولها إلي نهايتها بمئات السيارات من كل حجم ولون, ومع الصهد والدخان وصوت المحركات لا يستطيع المرضي والعطشي وكبار السن والضعفاء أن يتحركوا في أي اتجاه, السيارات تسير مترا أو أمتارا ثم تتوقف حتي يعبر من جانبي المدينة المشاة أو التوك توك أو السيارات أو الحيوانات التي يجرها الفلاحون. ساعة ونصف الساعة دون أن تجد رجل مرور يوحد الله علي امتداد مسافة الجسر القصيرة. في القاهرة كمائن علي الدائري تضم غرفا مبنية ويقف أمامها أفراد المرور بملابسهم المكوية ونجومهم اللامعة, ودورهم ينحصر في صنع عنق زجاجة يوقف تدفق المرور ويعطل السيارات دون أن يحقق مصلحة عامة.
في بلاد الدنيا لا توجد كمائن. هناك فرق الموتوسيكلات أو السيارات تمضي علي الطرقات للإنقاذ والإسعاف وضبط المخالفات وتيسير الحركة.
ليت الرئيس يستجيب لتسريح المرور بإحسان, وأعتقد أن شبابا متطوعا ولو ساعة يوميا يستطيع الإسهام في حل مشكلات الطرق والشوارع, خاصة الطريق الزراعي الذي صار حارة عشوائية مليئة بالمطبات الوحشية والردار!