السلطة في واد وأهل فلسطين في واد آخر
السلطة في واد وأهل فلسطين في واد آخر
لا يجاهر بالسوء إلا من مرد عليه واستساغه وألفه فلا يرى فيه عيبًا ولا يضع له عذرًا، ومن يجاهر بأنه لا يستحي من السوء، فهو لا يستحي من الله ولا من عباد الله.
فقد قدّم عباس قرابينه في معبد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في الأردن قبل أيام، وأثبت أنه طيّع يؤدي واجبه برضا واطمئنان ويسلم تسليمًا ولا يخشى في ذلك لومة لائم، لا يخشى الله ولا يخشى عباد الله..
فقد أعلن في ندوة "كسر الجمود" التي عقدت على هامش المنتدى الاقتصادي لمحاولة إعادة تدوير عجلة المفاوضات نظرًا للظروف الاقليمية الخطرة، أعلن مفاخرًا أنه أعاد خلال العام الماضي 96 جنديًا يهوديًا مغتصبًا مجرمًا دخلوا مناطق السلطة بسلاحهم، أعادهم إلى بيوتهم سالمين غانمين!
فقال بالحرف: (خلال عام 2012 وضعنا يدنا على 96 جنديًا إسرائيليًا بسلاحهم، وبعد عشر دقائق كانوا في بيوتهم معززين مكرمين. وأي "إسرائيلي" يدخل الأراضي الفلسطينية أهلاً وسهلاً به، ويعود إلى "بيته" سالماً غانماً، ونحن ننسق أمنياً مع الجانب "الإسرائيلي" ولا نخجل لأننا نريد أن نتعايش)!
ولم يكتف عباس بالتفاخر بهذا، بل أمعن وأدان ورفض واستنكر عمليات خطف الجنود المحتلين، واعتبرها ليست من ثقافة أهل فلسطين!!، فقال: (هل تريدونا أن نخطف شواليط من أجل الأسرى وليس هذا من ثقافتنا ولن نقوم على بهذا الفعل وهذه الأساليب ليست أساليبنا ونحن ننبذها ونريد أن نحترم جيرانا الإسرائيليين.)
لقد عرف أهل فلسطين أن ثقافتهم غير ثقافة السلطة، فقد رأى أهل فلسطين فسادها وإفسادها من رعاية مباريات كرة القدم النسائية وعروض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال وغير ذلك ..، ورأى أهل فلسطين أنها بلا حياء ولا قيم، ورأي أهل فلسطين كيف يرجعون المحتل إلى بيته وكيف يقمعون المقاوم ويضربون السياسي ويعتقلونه لمنع كلمة الحق، وكيف يسلمون أبناء فلسطين للاحتلال، وكيف .. وكيف؟
فالسلطة لأهل فلسطين وثقافتهم وقيمهم لا تمت بصلة، فهي دخيلة تحمل من أفكار ومشاريع منتنة يأباها كل شريف من أهل فلسطين.
ولقد حولت السلطة كل قيمنا الإسلامية وحقوقنا الإسلامية إلى أثمان مقابل الدعم المادي والسياسي لمشروع لا يخدم أصلاً إلا الاحتلال والدول الاستعمارية، التي تدأب على رعاية مشروع السلطة.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ