حمص... معركة أمة
حمص... معركة أمة
وليد فارس
يصرح أحد قادة إيران بأن سورية هي المحافظة الخامسة والثلاثين وأن إيران ستأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عنها كجزء من الدولة ترسل للنظام السلاح والمدربين والمستشارين الأمنيين والعسكريين, يتحرك حزبها في لبنان بكل وقاحة وجرأة للدخول إلى قرى القصير ويقاتل جهاراً نهاراً مستخدماً كامل قوته وإمكانياته ليس للدفاع عن النظام فقط بل يتطور الأمر لمحاولة الدخول إلى العمق أكثر نحو القصير وتطهير عرقي للمناطق المحيطة فمجزرة أبل ليست ببعيدة عن الذاكرة وقبلها يقوم النظام بمجازر في مدينة حمص فيبدأ قبل عام بكرم الزيتون والعدوية ثم مجازر ديربعلبة ومؤخراً مجازر الحصوية والدوير وفي تجمع قرى الحولة مجازر الأطفال المشهورة التي هزت صورها العالم دون أن تنجح بتحريكه.
المناطق التي أفرغها النظام في حمص لم تعد إليها الأهالي حتى اللحظة ولانية للنظام بإعادتهم إليها بعد عام من احتلالها وإفراغها وارتكاب تلك المجازر فيها بل كلما عاد إليها أحد رجع من جديد لاستئصاله عن طريق الحرق أو الذبح أو الاعتقال.
يكافح النظام ومعه إيران وحزبها للحصول على حمص من أجل وصل المناطق الساحلية بلبنان وبذلك يفتح له منفذ على حلفائه في لبنان ويضمن حياة الدولة المزمعة ويحقق بذلك لها شريان الحياة من الناحية الأمنية والاقتصادية وبذلك تضمن إيران تعزيز وجودها في لبنان ويكون لها كيان عملي على الأرض تعامله معاملة المحافظة الخامسة والثلاثين حقاً فتتدخل لحمايته أمنياً وتمده بالتمويل وتبني له علاقات تجارية وثقافية وتنطلق من خلاله لباقي المناطق لنشر ثقافتها وتوسيع الكيان المزمع أو خلق كيانات أخرى ربما في قلب الخليج العربي مستقبلاً وكأنه ميناء في جزيرة غرضه الخوض في غمار كامل البحر.
حمص اليوم هي بوابة الحصول على الدولة التي يحلم بها النظام وتسعى إليها إيران بعد أن بات الجميع يعلم ويرى أن لا مستقبل للنظام في سورية ولذا فإن إيران تضع ثقلاً كبيراً في حمص من خلال تبني كامل لجيش الدفاع الوطني وأمر حزبها في لبنان للتدخل بقوة وعلنية في الريف الجنوبي لحمص.
إذا أردنا سورية حرة و كاملة فحمص هي المفتاح وإذا أردنا كف يد إيران من المنطقة فحمص هي المحور الأساسي الذي يدور في فلكه هذا الأمر, وإذا أردنا حل مشاكل تهديدات السلاح الإيراني في لبنان بيد حزبها فحمص هي الحل وإذا أردت دول الخليج أن تضع حد لتدخلات إيران ضمن أراضيها فحمص اليوم هي المحور الأساسي لهذه المعركة.
حمص اليوم هي صمام الأمان لسورية واحدة وهي مفصل الوحدة لكامل التراب السوري ومعارك حمص التي تجري الأن تشكل محوراً أساسياً لسورية الغد ووحدتها.