إلى الثائر الذي نام:قم يا نايم وحِّد القايم!

خباب بن مروان الحمد

إلى الثائر الذي نام:

قم يا نايم وحِّد القايم!

خباب بن مروان الحمد

[email protected]

كُلُّ مسلم حر سيكون ضميره مُسانداً لهذه الانتفاضات والهبَّات الشعبيَّة الجماهيريَّة التي قلعت عدداً من الأنظمة المُستبدَّة.

لكنَّنا نخشى من ثورة تتقزَّم لتكون مُجرَّد انتفاضة فحسب، بعد أن يسرقها الجبناء أو أوصياء الغرب لجهل أو سذاجة الشعوب وبعض الإسلاميين أياً كانوا ومن أي صنف كانوا !!

أفهمُ أنَّ الثورة: إزالة النظام الفاسد بكامله؛ والسعي لذلك، وما لم يتدارك الإسلاميُّون وقادتهم الأخطاء التي يقعون فيها يوماً بعد آخر، في عدد من الدول التي وقعت فيها تلك الانتفاضات= وإلاَّ أخبركم من الآن أنَّ الثورات ستُسرق!!

صحيح أنَّ ما يُسمَّى بالربيع العربي، لم يكن الغرب مُدبِّراً له، لكنَّ الغرب السياسي يُجيد إدارة الأزمات، وامتصاص حجم الكارثة، فهم أسرع الناس كرَّة بعد فرَّة، وأسرعهم إفاقة بعد مُصيبة!

لقد وقع الغرب السياسي في أزمة تراجيديَّة غير مُتوقَّعة بالنسبة له بسبب هذه الانتفاضات الشعبيَّة، وبكى على عدد من الزعماء الذين طاروا من كراسيهم؛ لكن لا نعجب إن قلب الغرب هذه الأزمة - وهو يُحاول الآن - لتَصُبَّ في مصالحه ومُخطَّطاته الاستراتيجيَّة التي كان يتمنَّاها لتغيير معالم المنطقة العربيَّة!!

أؤمن أنَّ الغرب السياسي خبيث لئيم لكنَّه ذكي هميم؛ فقد يخلق من هذه الأزمة مشروع تغيير لم يفعله ابتداءً، لكنَّه رآها فرصة مُواتية؛ ليكون هذا التغيير بيد الشعوب البسيطة التي ثارت على جلاديها؛ بَيْدَ أنَّ الغرب السياسي يُعمل بمكائد الفتنة بكامل أدواته، حتَّى يوجد ما كان يتمنَّاه منذ زمن وعلى رأسه أمريكا بخلق الفوضى الخلاَّقة في المنطقة، ثمَّ صناعة مشروع الشرق الأوسط الجديد!

لا تستغرب إن قلت لك أنَّ مشهد الربيع العربي يسير في وطننا، لكنَّ المزرعة الإمبرياليَّة الغربيَّة والأمريكيَّة بالأخص تنظر إليه من شرفتهابل تباشر الإشراف في بعض تفاصيله، وقد قيل: الشيطان يكمن في التفاصيل!

بل إنّ بعض فلاسفة الغرب يؤكِّدون ذلك وعلى رأسهم : نعوم تشومسكي وفيليب تشيمتر، وغيرهم كثييير!!

هل يعني ذلك التندم على ما حصل من انتفاضة شعبيَّة؟!

كلا!

لكن الانتفاضة تحتاج ليقظة وفرك العينين جيداً لرؤية المشهد بصورة متكاملة، فأمَّتنا الآن أمام مرحلة تاريخية كبيرة، تكون فيها أو لا تكون.

فإمَّا أن تصنع الحدث وتستكمل نطاقه، وقبل ذلك يتداركها الله برحمته ليرفعها بذكاء قادة إسلاميين يقودون شعوبهم إلى الآفاق السياسيَّة العالية، ويدفع بهم ما يحاول استغلاله الغرب السياسي الماكر فيصنع لها الحدث وقد تصفِّق بعض شعوبنا له وتشعر أنَّها أنجزت لكنَّها لا تدري أنَّها تسير في طريقها إلى الهاوية!

يومئذٍ على الساذج أو الجاهل ألاَّ يقول:يمَّا ارحميني، لأنَّ الطرف الآخر سيقول له:

فاتكم القطار، فاتكم القطار، فاتكم القطار.....!!