واختلف "الثمانية الكبار" ثانية...
واختلف "الثمانية الكبار" ثانية...
عقاب يحيى
بعد كل الذي جرى لا يستحي بعضهم ـ من الكبار ـ أن يكرر معزوفته عن " الحوار مع النظام"، وعن الحلول السياسية التي يريدونها هم.. وكأننا في الشهر الأول للثورة.. وبعضهم يتحدث عن تشكيل وفد من المعارضة كي يكون جاهزاً للتفاوض ؟؟؟؟...
هم يتسلون، ودماؤنا لا تهمهم، وخراب بلدنا هدف لبعضهم، والدفع نحو كل المنزلقات الخطيرة، وتغذية التشدد والتطرف غاية في مخططاتهم.. ثم : يطلبون تفاوضاً بلا شروط . وبوجود القاتل واستمراره.. وهل يمكن لوطني سوري أن يقبل الجلوس على طاولة فيها المجرم أو ظله بعد نهر الدماء وهذا الخراب المعمم ؟؟..
ـ مراراً أكدت معظم أطياف المعارضة أنها مع المبادرات السياسية التي تفضي إلى إنهاء نظام الطغمة الأمني ـ الفئوي..والدخول في مرحلة انتقالية محددة الوقت والهدف للانتقال إلى نظام التعددية الممهد لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية..
ـ أكثر من ذلك فتحت المعارضة صفحات جديدة في التعامل مع غير الملوثة أيديهم بالدماء من النظام، واعتبرت موظفي الدولة، وجهاز البعث شركاء في وطن واحد ينهض على أسّ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وأنها ضد الثأر والاجتثاث والانتقام، وتعتبر جميع فئات الشعب وتشكيلاته، بما فيها التي تساند الطغمة، وحدة مجتمعية غير قابلة للتقسيم والتصنيف القومي، والديني والمذهبي..
ـ شرط قوى المعارضة، بل سبيلها إلى ذلك تنحية رأس النظام وكبار رموزه من القتلة.. وهو أمر لا يمكن لأية مبادرات أن تكون عملية، وقابلة للحياة ما لم يصل المجتمع الدولي إلى هذه القناعة، ومالم يعمل بجدية على الوصول إليها، بعيداً عن التمتمة، والمراوغة، واستخدام بلدنا منصة، أو سلعة مقايضة، أو ساحة لتصفية الحسابات، وتمرير المشاريع الخاصة ..
ـ منذ أشهر نسمع: تسريبات" عن واجب " تعديل ميزان القوى" بين الطغمة وقوى المعارضة عبر تقوية ودعم وجودها، وتسليح الجيش الحر بما يستوجب ذلك من أسلحة متطورة.. وكل ذلك : وصولاً إلى الحل السياسي المتوازن ..
ـ ومنذ أشهر وهم يتناغمون في مسألة رفع حظر السلاح عن المعارضة، ثم يجيئون بكومة من الاشتراطات المتغيّرة، أو المتناوبة : مرة بإبراز الثلاثي : حماية الأقليات ـ الإرهاب ـ السلاح الكيماوي.. ثم الامتناع، أو التمنّع عن دعم الثورة تحت عنوان : الخوف من وصول السلاح لجماعات إرهابية..تغذيها ممارسات وتصريحات خطيرة منسوبة للثورة، وآخرها : تجديد مبايعة الجولاني للبغدادي والظواهري..والدعوة لإقامة إمارة إسلامية في بلاد الشام والعراق.. وبتوقيت يدعو للشبهة والتساؤل.. حتى إذا ما اجتمع" الثمانية الكبار" في لندن.. وجد عديدهم من المسوغات التي تعزز جوهر موقفه ..وكأنه كان ينقص الثورة السورية هذا الفلتان اللامسؤول في تثبيت فكر مرفوض.. لن يقدم سوى مبررات جديدة لبعض الدول كي تمعن في ترددها، وفي سياسة إبقاء النزيف القوي في بلدنا، ناهيك عما تقدمه من خددمات لطغمة الفئوية والقتل ..
ـ نعم نحتاج الأشقاء العرب ودعمهم. ونحتاج وقوف المجتمع الدولي معنا، ومساعدتنا في حمل جزء من مسؤولية نكبة الشعب السوري، وفي تعديل ميزان القوى، ولو نسبياً، وفي الضغط الحقيقي لولوج مرحلة التفاوض اللائقة، والممكنة التي يمكن أن توفر على شعبنا وبلدنا مزيد الدماء والخراب والمخاطر.. لكن الثورة السورية هي نتاج أصيل لشعبنا. هي فعله وإرادته وتصميمه على انتزاع الحرية مهما غلت التضحيات، وطال الزمن.. ولن يتراجع شعبنا عن تحقيق هذا الهدف حتى لو استمر وحيداً، كما هو شأنه ـ غالباً ـ على مدار العامين.. لأنه لا خيار آخر ..