التناول الإعلامي لأحداث الخصوص..مزيد من الزيت على النار
التناول الإعلامي لأحداث الخصوص..
مزيد من الزيت على النار
محمود القاعود
كعادة أخداث الفتنة الطائفية التى تقع فى مصر، تقوم وسائل الإعلام التابعة للكنيسة والمحسوبة على التيارات العلمانية والليبرالية بتضخيم الأحداث ، وتهييج الشارع وقلب الحقائق وخلط الأمور، وبث أكبر قدر من الأكاذيب والأراجيف لإشاعة الفوضي فى البلد وتوصير الأمر فى غير حقيقته، واستعداء الغرب ضد مصر وشعبها..
الخصوص .. فتنة مفتعلة
جاءت أحداث الفتنة الطائفية فى مدينة الخصوص، لتثبت أن هناك أياد عابثة تريد زعزعة الاستقرار فى مصر.. تكرر السيناريو بنفس حذافيره ، البداية من استفزاز قبطي للمسلمين بكتابة عبارات مسيئة على جدران المعهد الأزهري بالخصوص ، يعترض المسلمون فيُقتل مسلم فتشتعل الأحداث .. هو السيناريو ذاته الذى حدث عام 2005م فى مسرحية كنيسة محرم بك بالإسكندرية " كنت أعمي والآن أبصر" ، فنشرت الأسطوانات التى تحوي المسرحية المسيئة للإسلام على نطاق كبير لتشتعل الأزمة ..
وطوال السنوات التى أعقبت مسرحية محرم بك ، كانت أحداث الفتنة على هذا المنوال حتى كانت قضية اختطاف كاميليا شحاتة " المسيحية" التى أشهرت إسلامها عام 2010م وتسليمها للكنيسة بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، ليخرج المسلمون فى مظاهرات عارمة تعبر عن غضبهم من الكنيسة والبطريرك الراحل شنودة الثالث.
التضليل الإعلامي
من الاستخفاف بعقل القارئ ألا تُسمي الأشياء بمسمياتها فى ظل الأجواء الخطيرة التى تحياها مصر، والتى تهدد أمنها القومي والشعبي..كما أنه من غير المقبول السكوت على الممارسات غير المهنية للإعلام الذى يساهم فى تمويله رجل الأعمال المسيحي الهارب نجيب ساويرس.
اليوم السابع .. الرقص على الأشلاء:
لا تدخر جريدة اليوم السابع جهداً فى بث الفتنة الطائفية ، فمنذ صدورها وهى تتبني الخطاب الطائفي لأقباط المهجر، فى محاولة لجعل مطالبهم بتدويل "القضية القبطية" مسألة مشروعة ، حتى بلغت السفاهة بالجريدة أن نشرت رواية مسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عام 2010م .
اليوم السابع خطابها طائفى بامتياز، وتستكتب غلاة أقباط المهجر الذين يشنعون على الإسلام والمسلمين ، ولذلك لم يكن من الغريب أن تستغل جميع الأحداث الطائفية لإظهار الأقباط بمظهر الضحية المفترى عليهم ،وهو ما يزيد من اشتعال النيران .
فى أحداث الخصوص استغلت اليوم السابع الموقف لصب المزيد من الزيت على النار ، ويكفى استعراض بعض العناوين لتوضيح ازدواجية هذه الجريدة وإشعالها للفتنة: حسام عيسى لـ"جملة مفيدة": الإخوان مسئولون عن أحداث "الخصوص" و"الكاتدرائية" - مايكل منير لـ"الحرة": التيارات الدينية المتطرفة هى الطرف الثالث - فى مؤتمر بـ"الشورى": ممثلو الأحزاب المدنية والأقباط يطالبون بإقالة وزير الداخلية والنائب العام بعد أحداث الكاتدرائية.. "لكح": ما يحدث بداية تطهير عرقى.. والخراط: نطالب الرئيس بأفعال لا أقوال - "التجمع": الرئاسة و"الإرشاد" والحكومة تدفع البلاد للاحتراب الطائفي- نيويورك تايمز تتساءل عن تعهد الرئيس بحماية الأقباط.. وتشير إلى تهكم المعتدين على الرموز المسيحية.. الصحيفة الأمريكية: "الخصوص" تحولت إلى أعنف حلقة فى العنف الطائفى منذ انتخاب مرسى- "التحرير المصرى" يحمل الرئيس و"اﻹخوان" مسئولية أحداث الكاتدرائية- الإعلام العالمى: أقباط مصر تحت الحصار.. وأصبحوا هدفا سهلا.. الاعتداءات على المسيحيين زادت مع تجرؤ الإسلاميين فى أعقاب سقوط النظام السابق.. "نيويورك تايمز" تتساءل عن تعهد "مرسى" بحماية الأقباط- مايكل منير: علينا أن نجمع صور من هاجموا الكاتدرائية لفضح الإخوان- تعقيباً على مقتل 8 أقباط.. سكرتير المجمع المقدس: كفاية يا رب- بالصور .. مسيحيون يغادرون منازلهم بالخصوص خوفاً من تجدد الاشتباكات - البابا تواضروس: لا يوجد تحرك إيجابى من قبل الدولة وسمعة مصر فى "التراب" أمام الرأى العام العالمى.. وفضيلة الأمام الأكبر أول من اتصل بى أثناء الأحداث.. وفى انتظار قرارات حازمة مرضية للأقباط....
المصري اليوم .. الكذب من أجل الكراهية..
كراهية جريدة المصري اليوم لكل ما هو إسلامي ، دفعتها لإقامة حفلة " تطبير" بسبب أحداث الخصوص ، وهو ما بدا واضحا فى كل الأخبار المبثوثة والعناوين الاستفزازية ، هذه بعض عناوين الجريدة : «الثقافة الوطنية» يدين استهداف الأقباط ويطالب بالتصدي لـ«فتنة التيارات الوهابية» - كاهن كنيسة مارجرجس بالخصوص: بعض الشيوخ حرّضوا على الأقباط من المساجد- «الوفد»: «فتنة الخصوص» دليل على تخاذل الحكومة في الأزمات- عمرو موسى عن أحداث الخصوص: التعصب والعنصرية يتزايدان يومًا بعد يوم- مجهولون يطلقون الخرطوش من أعلي «كاتدرائية العباسية» -مجهولون يحرقون مبنى داخل كاتدرائية العباسية بـ«زجاجات مولوتوف»- أحزاب تتهم «الإخوان» بتشجيع«فتنة الخصوص» لشق صف المجتمع....
الوطن – CBC : استغلال الفتنة لزعزعة أمن المجتمع:
يمثل الثنائي " الوطن – CBC " حالة خاصة فى الإعلام المصري، حيث تدفع شهوة الانتقام من التيار الإسلامي ،جريدة الوطن وباقة سي بى سي إلى تحين الفرص واستغلال أى كارثة لسكب البنزين على النار، ليكتوي المجتمع بسموم الفتنة التى ستحرق الجميع .
ما يُقدم فى الوطن هو عينه ما يقدم فى فضائية سي بي سي ، بنفس الطريقة وبنفس الشائعات والأكاذيب ، كعادته فى استغلال الحدث روجت جريدة الوطن لعدة أكاذيب ونشرت عناوين عريضة من عينة : انسحاب نواب أقباط من جلسة "الشورى" احتجاجا على اتهام المسيحيين بالتطرف وحمل السلاح - هتافات جنازة أقباط الخصوص: «الشعب يريد إعدام الرئيس»- حسام عيسي: الإخوان يتحملون مسؤولية أحداث الفتنة الطائفية في الخصوص وأمام الكاتدرائية-«الأقباط» يشيعون ضحايا الخصوص ويطالبون بإعدام الرئيس.. ويقطعون شارع «رمسيس » ، وكان أسوأ ما خرج من ثنائي الوطن – CBC – ما فعلته لميس الحديدي من تحيز سافر لجانب الأقباط ، وتخليها عن الموضوعية والمهنية ، بقطع الاتصال عن مراسل جريدة التحرير الذى أشار إلى قيام الأقباط بإطلاق الرصاص والخرطوش على الأهالي، انتفضت لميس وقالت أنها تتحفظ على الرواية ولا تثق بها ووصفتها بالكلام المرسل!
وعلى منوال لميس صارت فضائيات عديدة .. صدي البلد – دريم – الحياة – التحرير – الفراعين – الأوربيت- ON tv - القاهرة والناس ، وغيرها ..
أحداث الكاتدرائية وسلاح الأقباط :
تجلت ازدواجية الإعلام فى أبشع صورها ، أثناء تغطية أحداث تشييع جنازة قتلى الخصوص من مقر الكاتدرائية المرقصية بالعباسية، حيث شهد الجنازة مظاهرة مثيرة لمشاعر المسلمين، تخللتها هتافات عدائية وحرق للمصحف الشريف وترديد عبارات من عينة " هنجيب الإسلام الأرض" و " إنسي القبطي بتاع زمان .. بكرة هنضرب فى المليان" وهوشعار يعنى التهديد الصريح بإطلاق الرصاص الحي واغتيال الناس ، فما كان من الأهالى إلا نزلوا لصد هذا العدوان الذى تمثل فى تكسير السيارات والمحلات والمنازل من قبل الأقباط الذين يشيعون الجنازة، وحدثت اشتباكات عنيفة ، توجه على إثرها عدد من كشافة الكنيسة ليعتلوا أسطح الكاتدرائية ويطلقوا النار بكثافة فى كل مكان، حتى اعترف أحد الأقباط من أهالى العباسية قائلا أن ميليشيات مسيحية هى التى تضربنا بالنار ، والفيديو الخاص باعترافات هذا القبطي موجود بالإنترنيت ، ولم تلتفت له أى قناة فضائية أو جريدة أو موقع !
لم يتورع إبراهيم عيسي مقدم برنامج هنا القاهرة" فى قناة القاهرة والناس أن يدعي أن ما يحدث للنصاري فى مصر أصعب مما يحدث للمسلمين فى ميانمار ، وخطاب كهذا كفيل بإشعال البلاد ، لا سيما أن ما يحدث فى ميانمار إبادة جماعية وحرق للمسلمين أحياء وتقطيع لأجسادهم وأوصالهم، والغاية طبعا من هذا التضليل الإعلامي معروفة ، وهى إشعال البلاد وعرقلة الإنتاج .