حديث هام أدلى به الأستاذ مصطفى رستم "أبو علي"

حديث هام أدلى به الأستاذ مصطفى رستم "أبو علي"

إلى صحيفة الشرق حول الوضع في سوريا

دمشق – معن عاقل

قيادي سابق في «البعث السوري» لـ الشرق: الصراع ليس طائفياً.. وجبهة النصرة لن تصل إلى السلطة إذا سقط الأسد

«تبدو مدينة السلمية هادئة، فالصراع يدور على أطرافها خاصة من الجهتين الغربية والشمالية، لاسيما حلفايا ومورك، ولا يخلو الأمر من اعتقالات عشوائية بين فترة وأخرى تطال ناشطي المدينة، يتعرضون خلالها لتعذيب شديد على يد الأجهزة الأمنية ويُطلَق سراحهم، في حين أن معظم الخدمات مقطوعة عن المدينة، وسعر رغيف الخبز وصل اليوم إلى عشرين ليرة».

هكذا بدأ مصطفى رستم، القيادي السابق في حزب البعث والسجين لمدة تزيد عن 23 عاماً في عهد حافظ الأسد، حديثه لـ «الشرق» مؤكداً أن ازدياد التطرف مرتبط بتصاعد العنف وأن ما يحدث حتى الآن في سوريا ليس حرباً طائفية؛ إذ لم تتعرض أي قرية حتى الآن للهجوم بسبب انتمائها الطائفي، ولكنه أقر بوقوع حوادث طائفية.

مصطفى رستم

وأوضح رستم أنه تدخل ذات مرة في مفاوضات حول مخطوفين في حمص فاكتشف أن هناك عصابات من العلويين تخطف مواطنين من نفس الطائفة وتبيعهم إلى السنة وأن عصابات من السنة تخطف مواطنين من نفس الطائفة وتبيعهم إلى العلويين، وقال إن هذه الحوادث لم ترتق للآن إلى مستوى الصراع الطائفي، لكن ذلك لا ينفي احتمال هذا التحول إذا استمرت السلطة في ممارسة العنف الوحشي ضد شعبها.

واعتبر أن هناك أطرافا في المعارضة مثل النظام تماماً تريد دفع الأمور تجاه الصراع الطائفي، وأضاف «مأمون الحمصي شكّل ما سماه الحزب السني لكن ذلك يمكن إرجاعه إلى الثقافة المركبة والمعقدة للمجتمع السوري ذي الخلفيات المحلية والدينية المتنوعة، ولا يمكن اعتباره أكثر من مفرزات هامشية في السياق العام لتفكيك الاستبداد».

وحول جبهة النصرة الإسلامية، قال رستم «إن هناك تضخيما متعمدا لدورها»، وقدّر أعداد مقاتليها داخل سوريا في أحسن الأحوال بما لا يتعدى الـ 5 آلاف من أصل نحو مئتي ألف يقاتلون على الأرض ضد النظام.

ورأى رستم أن جبهة النصرة ليس لها مشروع سياسي، ولا تحمل أملاً للناس لذلك لن تصل إلى السلطة إذا سقط الأسد، واتهم الغرب باستعمالها كفزاعة وحجة لتغطية مواقفه وتبريرها، كما سبق واستخدم الموقف الروسي الذي غطى الموقف الأمريكي، وأيضاً كما سبق واستخدم حجة أن قيادة المعارضة غير موحدة.

ورأى رستم أن الروس والأمريكان متفقون على رغبتهم في استمرار الصراع في سوريا حتى تحطيمها «وعندها لن يهمهم إن حكمها جيفارا أو عمر بن الخطاب، فالغرب مستمرٌ في قراءة الوضع السوري على هواه؛ لأنه يعتقد أن سوريا ما زالت تتحمل تمزقاً أكبر لذلك لا يسير باتجاه الحل». وذكر رستم أنه لا مصالح للروس في سوريا، واعتبر أن مخاوفهم من الأسلمة لا مبرر لها «لأنهم يعرفون أن سوريا هي آخر بلد يمكن أن يقع في يد الإسلاميين»، مضيفاً «بوتين ذاته اعترف بأنه لا مصالح لروسيا في طرطوس، والقاعدة الروسية في طرطوس هي مجرد استراحة للسفن الروسية، فالقاعدة تحتاج إلى مستلزمات غير متوفرة فيما يسمى قاعدة روسية في طرطوس».

وتابع «السلاح الروسي الذي تزود به موسكو النظام تدفع ثمنه إيران، بينما المصالح الروسية الحقيقية موجودة في دول أخرى مستقلة ومستقرة وفي بلدان الدرع الصاروخي».