الثورة وتكالب المجتمع

عبير الطنطاوي

كثيراً ما نسمع عن شخصيات غير متعاطفة مع الثورة السورية ، فنقول أنهم أناس لا يعرفون الحق من الباطل .. بل وربما أنهم أشخاص اختلطت عليهم الحقائق .. ولكنك تعجب من تلك الشخصيات عندما تناقشها وتجادلها فتجدها مصرة على موقفها بل وتدافع عن رأيها بقوة وثبات وكأن دماء الشهداء وصرخات الأبرياء وأنات المغتصبات إنما تنبعث من أفواه كفرة فجرة لا أفواه بريئة مسلمة مستضعفة في الأرض .. وكم تحز في نفسي وأنا أرى البعض من الأشقاء العرب وهم يتلذذون ويشمتون بمصائب الشعب السوري الحر فيقولون :

ـ أنتم يا أهل سوريا لم تدافعوا عنا لما وقعنا في الأزمة .

وآخر يقول :

ـ أنتم السوريات خطفتم شبابنا وتركتم بناتنا عوانس ..

والشهم العربي يقول :

ـ بروح على الزعتري وبشتري أجمل وأصغر بنت بحفنة دنانير .

فعلا الأبطال استشهدوا من أجل الكرامة والشرف .. فجاء الحثالة ليلوثوا الكرامة والشرف ..

وآخر يستغل المعونات فنرى المعونات الخليجية تباع في المحال التجارية بأرخص الأثمان .. حتى تجد من يمنع الناس عن الصدقة لهؤلاء المنكوبين بحجة أن المساعدات التي تصلهم كبيرة .. ناهيك عن السرقات التي تحصل من قبل المسؤولين عن تلك الشرذمة المستضعفة من الناس .. ولا ننسى ذلك الاستغلال الحقير في إيجارات المنازل والكهرباء والماء .. والنظرة الخبيثة لكل امرأة تتحدث بلهجتها السورية الأبية .. لربما كلامي معاد لكنه واقع مؤلم وحزين .. ولن ينسى الشعب السوري كل من وقف معه وكل من تكالب عليه وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .